حوار شيق مع مقتنى الأثريات تركي باصم المعروف ب " برنس الحجاز"

جدة . خديجة أبو بكر . نبراس

ورث حب اقتناء التحف والأنتيكات الأثرية منذ نعومة أظافره سعى ليحصل على كل ماهو تاريخي حبه لامتلاك التحف الأثرية جعلت منه رجل رحال يقطع الأميال ليجلب لمتجره الأثريات الثمينة ذو قيمة عالية عاشق الأنتيك و " برنس الحجاز " حلمه أن يوصل للعالم قيمة الاثريات وتبادل ثقافات الدول عن طريق تراثهم المميز حاملا معه حكمته في حب فن الأنتيك قائلا"لابد أن تمتلك صبر أيوب ومال قارون وعمر نوح للعمل في الفن ".

وهاهو حواري بين أيديكم مع الأستاذ تركي باصم المعروف ب " برنس الحجاز" .

1 ـ بداية نود أن نعرف من هو " برنس الحجاز" ؟

إسمى تركي باصم مهندس شبكات من مواليد مكة المكرمة أعيش بمدينة جدة أب لفيصل وفرح هواياتي الأنتيك والأحجار الكريمة.

2 ـ حدثنا عن بداياتك مع التحف والأنتيكات كيف كانت ؟

ورثت حبي للتحف عن طريق والدي رحمة الله عليه حيث كان يجمع ويقتني تحفتً قديمة كان قد اشتراها من قبل 45 سنة كنت حينها صغيراً وقد كبرت وكبر حبي لها يوم بعد يوم وكنت أتفقد أعمار كل تحفة وأسأل عن عمرها حيث الأنتيك تحتاج الى المال حتى يتثنى لك شراؤها من محلات التحف وخاصة اذا كانت تراثية وقديمة .

لم اكن أمتلك المال وكنت أنظر لها من بعيد كنوع من الأمنيات باأ تكون ملكي شخصياً فى يوم من الأيام حتى اشتغلت وأصبحت أتاجر بالأحجار الكريمة وكان لي موقع على الانترنت حتى تعرفت على شخصية قد شبع من هواياته في جمع الأنتيك وأصبح يبيع مقتنياته بسعر زهيد وكنت أشتري منه وأتفقد الأيام حتى أجمع مبلغاً من المال واشتري على دفعات من فترة لفترة حتى جمعت أكبر عدد ممكن من التحف الثمينة .

وعن طريقه وقبل 15 سنة عرفني على أماكن بيعها والأماكن التي يزاولون فيها المزادات بشكل أسبوعي وأصبحت أتردد هناك لأشتري بنفسي وأزاود بنفسي حتى ترسى التحفة علي وأقتنيها بكل سعادة وفرحة .

3 ـ "برنس الحجاز" كيف جاءت فكرة اقتناء الأنتيكات المستعملة والتحف التي تحمل الطابع القديم ؟

طول عمري ومنذ نعومة أظافري وأنا من محبي الأرشيف وكل ماهو ماضي وقديم وكل شيء مميز لا يمكن أن يكون عند غيري فأصبحت أقتني القطع الباهظة الثمن والغير متوفرة بالأسواق المحلية وكما أسلفت وذكرت فإنى قد ورثت هاذا الحب عن طريق والدي حتى أصبحت واجتهدت ليكون لي أصدقاء وزبائن يشاركونني هذا الحب فأطلقت مؤخراً صفحتي على الانستقرام تحت مسمى Tohaf_jeddah حتى أمارس هوايتي التي أعشقها وأتعرف على من يحبها ويعشقها مثلي .

4 ـ كم أعمار الذين يقصدون متجرك لاقتناء الأنتيكات الأثرية ؟

بالماضي كان من المعروف أن محبي الأنتيكات أعمارهم من 40 عام فما فوق ولكن استغربت من التغير الذي أصبح فيه الإقبال على الأنتيكات من أعمار ال 20 والذين أصبح لديهم الشغف لامتلاكها وشراؤها أو لمجرد الإعجاب بها .

5 ـ أسعار الأنتيكات تبدأ أسعارها من كم وماهي أغلي أنتيك لديك ؟

هناك بروتكول أو طريقتين في عالم المزاد ينقسم الى قسمين عند المزاودة :

ـــ إما أن يكون مزادنا (مفتوح) وهو أن يبيع البائع بأي ثمن وصلت اليه المزاودة حتى لو كان 20 ريال .

ـــ أو أن يكون مزادنا (مقفل) وهو أن يضع البائع (حد بالسعر) فيبيع بالسعر الذي يريده أو يتضاعف عن طريق المزاودة أو تسحب .

والأنتيكات ليس لها سعر معين ففى أوقات تبدأ من 10 ريالات وتنتهي ب 12 ألف ريال حسب التفاعل بين المزاودين التجار والهاويين

ولايمكن أن نقول أغلى سعر .. ففى عالم الأنتيك كل يوم هناك جديد وإثارة وأشياء تستقطب أنظار الهاويين والتجار .

لكن على حد مافي جعبتي شخصياً وهو:

ـــ تلفزيون (دولاب خشب) ضخم ورثته عن الوالد رحمه الله عمره يفوق ال 45 عام .

ـــ أغلى قطعة تراثية امتلكتها مادياً هي الساعة المانية (دولاب خشب) إرتفاعها أكثر من متر ونصف أم ثقالات حديد ويصدر منها صوت خياااال تطرب لها الأذن عند سماعها وعمرها فوق 60 عام ولم أصدق نفسي فرحاً عندما استقر مزادها عندي بقيمة 11000ريال وهذا فضل من الله حيث أن قيمتها بالمزادات الأوروبية هناك تصل الى عشرات الألوف من الدولارات .

6 ــ هل لديك تعامل مشترك مع زملاء يعملون في جمع الأنتيكات الأثرية ؟

أصبح لدي مؤخرًا أصدقاء وزملاء بهذا المجال أفتخر بهم ويساعدوني في إقتناء التحف المميزة أمثال الأستاذ حسن باعثمان ولأستاذ عاطف طرابلسي والأستاذ ماجد كابلي وأشخاص من خارج المملكة العربية السعودية فأنا ممنون لهم بكل حب على تعبهم وإختيار القطع المميزة عندما تصلهم لكي أشتريها منهم شخصياً وأضعها في قائمة أرشيفي الخاص .

7 ــ توجد في بعض الدول رابطة أو نادي يجمع الأثريين وهواة جمع الأنتيكات القديمة هل تطمح بإنشاء مثل هذه النوادي في المملكة ؟

نعم فهي موجودة بالفعل رابطة تجمع بين تجار التحف والتراث وأنا أحد أعضاؤها ونجتمع أسبوعيا ً لممارسة البيع والشراء بشكل دوري وقد يجمعنا الحب والاحترام .

8 ــ ماهي تطلعات أو طموحات البرنس الحجازي المستقبلية؟

إنشاء متحف يخصني شخصياً لوضع التحف القديمة وزيارة الجماهير لها وإنشاء الله سيتم إطلاق هذا المشروع خلال السنوات القادمة ولكن احتاج الدعم .

9 ــ في رأيك هل التجارة الإلكترونية رابحة ؟

نعم وبقوة .. فبالأمس كنا نجتهد بالسؤال وبالزيارات وبالإتصال عبر الهاتف حتى نشتري القطع ونتعب كثيراً ولابد أن يكون لك محل أو دكان على ناصية الشارع حتى يعرفوك الزبائن والآن التقنية الحديثة وفرت علينا هذا العناء وهذا التعب فزبونك يأتي لعندك بضغطة زر وبدون أي مشقه وتمارس بيعاتك بكل يسر وسهولة ومن منزلك .

10 ــ هل سبق وواجهت صعوبة في إقتناء تحفة أثرية نادرة ؟

نعم عندما تكون باهظة الثمن وغالية جداً ولا تستطيع شراءها أو عندما تكون من خارج الوطن فيصعب خروجها من نفس الدولة .

11 ــ ماهي أكثر الدول التي تقصدها لإقتناء التحف والأنتيكات ؟

التحف الأوروبية وخاصة فرنسا وبريطانيا فلديهم المقتنيات الملكية تحت شعار وختم (ليموج) فهي تحف لا تقاوم ولها قيمة بالنقش والرسم على القطعة ..
وأيضا ً القاهرة فهى بلد كل ماهو قديم وعريق وخاصة مقتنيات العثمانيين والملوك والرؤساء والفنانيين .

12 ــ هل هواية اقتناء الأنتيكات تود أن تورثها لأحد أبناءك ؟

أتمنى فالأول والأخير يرجع لهم أانا دوري أعلمهم قيمة هذا الشيء ومدى ندرته وعليهم أن يتعلموا ويقدروا هذا الفن المميز.

13 ــ سيدي البرنس هل لديك سؤال لم نتطرق له أثناء حوارنا ؟

(ماذا تعلمت من حبك لهذه الهواية)؟؟

ـــ الذوق والرقي والرفعة بالاختيار .

ـــ لها علاقات وكمية تواصل بين التجار ومحبتنا لبعض وكل يوم تجد أصدقاء جدد من عاشقي التراث .

ـــ ثقافات دول والحضارات وعادات عن طريق تراثهم لم أكن أعرفها ومن خلال هذه الهواية تعلمت الكثير والكثير.

ـــ تعلمت من فن الأنتيك حكمة تقول ( لابد أن تمتلك صبر أيوب ومال قارون وعمر نوح )

(كيف يتم اختيارك للقطع المميزة)؟؟

ـــ عن طريق الدول المميزة والبارعة في إنتاج القطع بشكل مميز عن غير المألوف لدينا .

ـــ القطعة كل ما كانت مؤرخة أو موقعه أو عليها ختم يكون لها سعر مختلف وقيمة مميزة عند اقتناءها .

14 ــ كلمة أخيرة تود قولها ؟

أتمنى من كل عاشقي الأنتيك والتراث أن يعلموا أبناءهم قيمة هذا الشيء فكم من أناس غادروا الحياة وأولادهم يجهلون قيمتها ويبيعوها بثمن زهيد ويقعوا تحت قرصنة المستغلين من البائعين لجهلهم بأسعارها وقيمتها الجوهرية فلابد أن يكون لدينا كمية الوعي بقيمة الأنتيكات والأثريات .

أخيراً اشكر صحيفة " نبراس" على اهتمامها بالمواضيع المميزة ودعمها وتقديرها للهوايات القيمة .