الاحساء . زهير الغزال . نبراس اوضح الدكتور حسن بن محمد باصرة رئيس قسم العلوم الفلكية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة تتحرك الأجرام السماوية على صفحة السماء من الشرق إلى الغرب نتيجة دوران الأرض حول نفسها. ولتفاوت أبعاد هذه الأجرام فإن الأقرب منها قد يعبر أمام الأبعد متسببا فيما نسميه في الاصطلاح الفلكي بظاهرة " الاستتار ".
والاستتار مابين القمر وما خلفه من نجوم وكواكب من الظواهر المعروفة والتي يتابعها الكثير، وذلك لكبر حجم القمر الظاهري، وقد تحدث ما بين الكواكب . وعن طريقها قدّر علماؤنا العرب القدماء تفاوت أبعاد المشتري والمريخ وزحل، فالذي يتسبب في الاستتار يكون الأقرب إلينا ( إلى الأرض ).
ومن الناحية العلمية فإن ظاهرة " الاستتار " التي يتسبب بها القمر تعطينا تقديرات عن أحجام النجوم المستترة، وفكرة فيما إذا كانت مزدوجة،
أيضاً تعطينا فكرة عن بعض التضاريس القمرية. كما أن ظاهرة " الاستتار " من الأسباب الرئيسة التي أدت لاكتشاف حلقات كوكب أورانوس، وكذلك تسبب " استتار " بعض النجوم بكوكب بلوتو في الكشف عن بعض صفات غلافه الغازي الرقيق.
وما نحن بصدده اليوم هو أن الكويكب " Dagmar دا قمر" سيمر أمام نجم قلب الأسد بعد غروب شمس اليوم الأحد 6 شعبان 1436هـ (الموافق 24 مايو 2015م) في تمام الساعة 19:46:44 مما يتسبب بإذن الله في ( اختفاء النجم ) لمدة ثانيتين ونصف !
وستُرصد هذه الظاهرة على شريط عرضه 120 كم يمتد مركزه من مدينة ثُوَلْ غرباً إلى البحر العربي شرقاً، مروراً بشمال الطائف و رَنْيَه ثم شرق اليمن وينتهي في اندونيسيا، انظر الخارطة.
ولحسن الحظ يظهر على الأفق الغربي كل من كوكبي الزهرة والمشترى ويقع نجم قلب الأسد على امتدادهما كما يوضحه الشكل.
وفي تعاون ما بين جامعة الملك عبد العزيز مع ( منظمة الاستتارات الدولية) وخبراء من ( الجمعية الفلكية في مركز جونسون الفضائي ) سيتم رصد هذه الظاهرة في ست محطات تمتد على شريط من جدة إلى رابغ .
بينما هنالك فريق تابع ( للمركز الفضائي ) سيرصد هذه الظاهرة في اندونيسيا ان شاء الله تعالى، وذلك في سبيل استكمال البيانات بشكل كافي ليتم التمكن من الحصول على حقائق عن حجم هذا الكويكب بشكل أكثر دقة.