"في زفافٍ ما ..
لم يكن هنالك من الحبُور مايكفي ليتمم هذا الحدث بالشّكل الذي عهدناه
لم تتزين العروس بالأبيض المنفوش لتصبح حليلة محبوبها
ولم تُزفّ في ليلتها البرزخيّة لتُودِّع حياة العزوبيّة
لم يتكحّل ناظرها بابتسامةِ من دقّ قلبُها لأجله ، ولم تحصل على قُبلةٍ منه على جبينها
هذا الزفاف مُغاير كفاية لتختلف حتى مراسيمه ، دَنت فيه هي تُقبّل جبينه قُبلة الوداع
تـرنوه للمرةِ الأخيرة وتستودعه الله أن يُكمِلا مابدَآهُ في دارِ الخُلد
في هذا اليومِ المُغتمِّ الفرِح زفّت عريسها المستشهد بقلبٍ مؤمنٍ مطمئن مع أمَانيِّهُما وأحلامهما وحُبُّهما
سجدت باكية للهِ راضخة مع دموع خرساء على خدّيها حارقة
قائلةً: أنا يا إلهـي بقدرك راضية بعد أن قدّم أغلى مايملك ليصون دينه من عبث المغتصب ، فاكتبه شهيداً في فردوسك لينتظرني هناك عندك ".