أقيم اليوم في مسجد محمد الأمين بوسط العاصمة اللبنانية بيروت اليوم حفل تنصيب مفتي الجمهورية اللبنانية المنتخب الشيخ عبد اللطيف دريان، بحضور رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام ورئيسي الجمهورية اللبنانية السابقين ميشال سليمان وأمين الجميل.
كما حضر الحفل معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل، ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن سعيد عواض عسيري.
وفي بداية الحفل ألقى رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام كلمة أبدى فيها سعادته باختيار مجلس الانتخاب الإسلامي سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان مفتياً للجمهورية اللبنانية خلفاً لسماحة المفتي الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني.
وأعرب عن شكره لكل من أسهم في إنجاح العملية الانتخابية في دار الفتوى"، وخصَّ بالذكر الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية الذين كانوا لنا- كما هم دائما في الشؤون اللبنانية- خير ناصح وسند ومعين .
وقال : إن إسلامنا العظيم دين المحبة والاعتدال والوسطية والتسامح يتعرّض اليوم لهجمة شرسة من جماعات تكفيرية ظلامية تعيث فساداً في الأرض.. تقتل وتذبح وتشرد الأطفال والنساء وتدمر المجتمعات عبر تهجير الجماعات الدينية والعرقية وفرض ممارسات وأنماط عيش في مناطق سيطرتها لا يقرها دين ولا يقبلها عقل، مشيراً إلى أن هذه الجماعات الإرهابية المتشددة التي تستغل الجهلة وضعاف النفوس باسم الإسلام وصلت شرورها إلى لبنان.
وقال : نحن في الحكومة نواجه ظاهرة الإرهاب بكل ما أوتينا وقواتنا المسلحة من جيش وقوى أمنية تقوم بواجبها في هذا المجال .
ثم ألقى كلمة معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل كلمة نوّه باختيار الشيخ عبد اللطيف دريان كمفتٍ للبنان ، وقال : إن مشاركته في هذا الحفل بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - رجل السلام والاعتدال الذي واجه التطرف والمتطرفين"، مجدداً تأكيد وقوف المملكة العربية السعودية الدائم إلى جانب لبنان والمسلمين في بقاع الأرض كافه.
وهنأ معاليه المفتي دريان بمنصبه وكذلك اللبنانيين المسلمين عالمياً، مشيراً إلى أن هذه المناسبة كبيرة في معانيها وأهدافها ومقاصدها ولها آثارها المستقبلية التي ستعود خيرا وجمعا في هذا البلد.وحث الدكتور أبا الخيل العلماء وطلبة العلم أيا كان تخصصهم على نشر التعاليم الدينية المستمدة من القرآن لمعرفة حقائق هذا الدين كما جاءت وتُبرِز محاسن الإسلام التي لو عملنا بها كطلاب وأصحاب علم لكنا دحضنا كل فتنة وكل مريد للفساد.
وقال : إننا سنعمل معا لدرء المفاسد وجعل هذا الدين مرآة خير وطريق سلام وفي مقدمتنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -، معرباً عن أمله أن يكون هذا الحفل انطلاقة خير على دار الإفتاء، وأن يجمع القلوب على الخير ويؤلف بين القلوب في لبنان.
كما ألقى مفتي الجمهورية اللبنانية المنتخب الشيخ عبد اللطيف دريان كلمة قال فيها: "نلتقي اليوم نحن اللبنانيين مسلمين ومسيحيين وبيننا إخوة وأشقاء من المؤسستين الإسلاميتين الكبيرتين جامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة العربية السعودية، والأزهر في مصر، وبيننا سفراء ومبعوثو الدول العربية والأجنبية الذين أتوا ليس لحضور هذه المناسبة فحسب، بل وليقفوا على رأينا في كائنات هذا الزمان في المنطقة وما وراءها وما نريد أن نقول ونفعل من أجل الإصلاح والنهوض.
وأضاف : إنّ المناسبة التي نلتقي من أجلها اليوم تستدعي الاهتمام لما لدار الفتوى بالجمهورية اللبنانية من دور وطني وعربي وإسلامي لكن الظروف التي تمر بها منطقتنا ويمر بها ديننا وتمر بها بلادنا وتمر بها أمتنا هذه الظروف كلها تستدعي اجتماعا وتستدعي موقفا وتستدعي نضالا ترتفع فيه كلمة الحق والخير والاعتدال في وجه التطرف وسيول الدم والخراب والدمار والتهجير .
وأكد المفتي دريان التمسك بالعيش المشترك الإسلامي المسيحي وباتفاق الطائف والالتزام بنهج السلم والسلامة والإسلام الكفيل بحماية الإنسان والأديان والأوطان، مشيراً إلى أن نهج السلم والاعتدال هو نهج القرآن والنبي الأكرم .
حضر حفل التنصيب عدد من رؤساء الحكومات اللبنانية السابقين إضافة إلى وزراء ونوّاب وقيادات سياسية واجتماعية لبنانية ورجال دين من لبنان والعالم العربي، وعدد من السفراء العرب والأجانب.