ولدت إنجي لمان في وقت مبكر من عام 1936، كانت “إنجي ليمان” قادرة على فرض نفسها كعالمة للزلازل وطبقات الأرض، بعدما سجلت اكتشافها للنواة الداخلية وطبقات الأرض، وصححت مفاهيم علماء اقتنعوا لفترة طويلة بوجود قلب منصهر متجانس وقشرة خارجية فقط تختلف في خصائصها الفيزيائية عنه.
ولدت إنجى ألفريد ليمان في كوبنهاجن بالدانمارك، في 13 مايو 1888، لأسرة أكاديمية تهتم بالعلم، وتلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة لا تسمح بأي تمييز بين التلاميذ على أساس الجنس اخباري نت أو اللون أو الدين أو المكانة الطبقية، وهو، للمفارقة، نفس التمييز الذي ستعاني منه “إنجي” عند دخولها مجالا علميا يسيطر عليه الرجال فيما بعد.
حياة عالمة الزلازل إنجي لمان
درست “إنجي” الرياضيات في جامعة كوبنهاجن وكمبريدج، لتحصل على درجة في الرياضيات والعلوم الفيزيائية، انتقلت بعدها إلى هامبورج بألمانيا لاستكمال دراستها، ثم عملت لفترة في المحاسبة والتأمين حتى عام 1925، عندما تحول مسار حياتها باختيارها للعمل كمساعد لمدير مؤسسة الجيوديسيا التي أنشأت حديثا، وتهتم بدراسة شكل الأرض وحجمها، وتحديد المواضع الدقيقة لأي نقطة على سطحها، ووصف التغيرات في مجال جاذبيتهااخباري نت ، ويعد نظام تحديد المواقع العالمي GPS من أحدث تطبيقاتها.
عالمة الزلازل إنجي لمان
كان هدف المؤسسة إعداد شبكة محطات لرصد وقياس الزلازل، فأقامت ثلاث محطات، واحدة في كوبنهاجن واثنتين في جرينلاند، ورغم صعوبة البدايات، باشرت المحطات العمل، وبدأت مرحلة جديدة في حياتها، فدرست الجيوديسيا والجيوفيزياء لثلاثة شهور في دارمشتاد- ألمانيا مع البروفيسور الألماني بينو جوتنبرج، وأتيحت لها الفرصة لزيارة محطات قياس ورصد الزلازل في عدة دول أوربية، حين كان يعتقد في ذلك الوقت أن الأرض تتكون من طبقة داخلية سائلة تسمى اللب، وطبقة ثانية تسمى الوشاح، ثم طبقة خارجية تسمى القشرة.
في عام 1927 شاركت إنجي في مؤتمر الاتحاد الدولي للجيوديسيا والجيوفيزياء في براج بالتشيك حيث نوقشت هناك طرق حساب الزمن الذي تستغرقه موجات الزلزال في رحلتها داخل الأرض، وكانت معظم النتائج غير دقيقة بسبب عدم دقة الرصد، واختلفت “إنجي” مع ما قدمه أساتذتها جوتنبرج وآخرون من تفسيرات تقول بانثناء أو حيود الموجات على حافة لب الارض، لتبدأ رحلة جديدة في كشف أسرار باطن الأرض.
بعد تحليل دقيق لنتائج رصد أربع محطات أوربية لزلزال حدث قرب نيوزيلندا في 1929، أصبحت إنجي أكثر اقتناعا بأن لديها التفسيرالصحيح، فاقترحت تكون لب الأرض من طبقة داخلية صلبة (اللب الداخلي)، وطبقة خارجية سائلة (اللب الخارجي)، وأن بينهما طبقة فاصلة، ونشرت خلاصة فكرتها في ورقة تحت عنوان “P” اخباري نت، وهو أقصر عنوان لدراسة في تاريخ العلوم، والتي نشرت في عام 1936.
السيرة الذاتية لعالمة الزلازل إنجي لمان
قالت إنجي إنه لا يمكن الجزم بأن هذا التفسير صحيح لأن البيانات غير كافية، لكنه يبدو تفسيرا مقبولا، وافتراض وجود لب داخلي هو، على الأقل، لا يتعارض مع المشاهدات. ولم يستغرق الأمر أكثر من عامين حتى تمكن كل من جوتنبرج وعالم الزلازل الأمريكي تشارلز ريختر من تحديد نصف قطر اللب الداخلي (حوالى 1200 كيلومترا)، وهكذا أصبح فرض إنجي بوجود لب داخلي مقبولا على نطاق واسع، وأكدته القياسات والتحاليل الدقيقة التي أجريت في السبعينات.
وفي عام 1951 تلقت دعوة لزيارة الولايات المتحدة الامريكية، فذهبت في العام التالي، وشاركت هناك في البحث حول موجات جديدة كان قد تم رصدها، وهناك اكتشفت من خلال مقارنة نتائج الرصد بين القارتين، أوربا وأمريكا الشمالية، أن هناك دليلا على اختلاف في تركيب الطبقة العليا لوشاح الأرض تحت القارتين.
في عام 1952 تقدمت إنجي إلى جامعة كوبنهاجن للحصول على درجة بروفيسور في الجيوفيزياء لكن اللجنة رفضت منحها اللقب لأسباب غير مفهومة وربما كانت لأسباب شخصية اخباري نت، وربما كان ذلك أحد أسباب استقالتها من معهد الجيوديسيا الذي تولت مسؤوليته منذ إنشائه.
لكن “إنجي” لم تستقل من العلم ، فانتقلت الى الولايات المتحدة، وسط اهتمام متزايد برصد الزلازل وتأثير التفجيرات النووية على طبقات الأرض، واهتمت بدراسة انتشار الموجات عند مسافات صغيرة من مركز الزلزال، فرصدت تزايدا مفاجئا في السرعة عند حافة طبقة من وشاح الأرض (في حدود 220 كيلومترا) اخباري نت، ما يؤشر على وجود انفصال بين طبقتين في وشاح الأرض.