وزير الشؤون الإسلامية يؤكد على تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن
أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المرحلة الأولى وتتضمن عدد كبير من برامج التوعية الإعلامية عبر الوسائل التلفزيونية والإذاعية، من خلال باقة متنوعة ومتجددة من الأفلام القصيرة والعادية التي تم توزيعها للبث عبر الفضائيات العربية التي استفادت منها أكثر من 100 قناة فضائية، وهي جزء من خطة متكاملة تتضمن ملايين المطبوعات المقروءة والمقالات والمشاركات الصحفية ومن خلال المجلات والنشرات المخصصة للتوزيع على الحجاج، إضافة إلى توزيع الكتب والأشرطة على التعليمية التي تم تخصيصها للتوزيع على الحجاج القادمين عبر المنافذ الجوية والبحرية والبرية، فضلا عن المحاضرات والدروس وخطب الجمعة التي يلقيها دعاة التوعية الإسلامية في الحج داخل في المساجد ووفي المواقع التي يتواجد فيها الحجاج وعبر الرد المباشر على الحجاج من خلال خدمة الهاتف المجاني الإرشادي وخدمة مناسك للتوعية الآلية والمراكز الموزعة في جميع أحياء مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي محيط الحرمين الشريفين.
وفي تصريح صحفي أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بأن برامج توعية الحجاج سوف تواصل خلال هذا العام تركيزها على توضيح معاني أحكام التيسير في رحلة الحج من خلال الرد على الاستفسارات وإجابة السائلين ومن خلال المحاضرات والدروس والندوات واللقاءات العلمية والاتصالات المباشرة والتي تتم عبر وسائل الاتصال العصرية، مؤكداً اكتمال منظومة الخدمات ومراحل استعدادات الوزارة لموسم الحج الحالي، من خلال الخطة المعتمدة لجميع قطاعات الوزارة المشاركة في تنفيذ خطة الحج، وفق خطوات مبنية على جدول زمني ومواصفات ومعايير ومقاييس دقيقة تتوافق مع إعداد وجنسيات ولغات ومواعيد وصول قوافل ضيوف الرحمن وتستمر معهم لخدمتهم وتسهيل رحلتهم حتى مغادرتهم إلى بلادهم بعد أداءهم لفريضتهم، مبيناً أن جميع القطاعات واللجان والوكالات والمؤسسات الخدمية المساندة التي كلفتها الوزارة للعمل في موسم الحج هيأت جميع الإمكانات اللازمة لتوفير مفهوم راحة الحجيج وأمنهم واستقرارهم بما يحقق لهم رحلة آمنة متوافقة مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم، مؤكداً بان برامج التوعية الإسلامية في الحج تتطور من خلال الخبرات التراكمية وأصبحت بفضل الله تعالى متوفرة داخل المساجد والجوامع وفي المطارات والمؤانئ، وفي الطرق والمداخل والمنافذ البرية التي يعبر من خلالها الحجاج، وترافقهم في المشاعر المقدسة والمواقيت وقبل ذلك من خلال وسائل الإعلام والاتصال وشبكة الانترنت.
وأضاف معالي الوزير إل الشيخ: "أعددنا لهذه المرحلة خطة متكاملة وبرامج متنوعة، سوف يشارك في تنفيذها مجموعة كبيرة من الدعاة والمترجمين والموظفين تم توزيعهم على عدد من اللجان الشرعية والعلمية والتقنية والفنية والإدارية والإعلامية والخدمية تحت الإشراف المباشر من أعضاء اللجنة العليا للحج بالوزارة، بحكم مسئوليتها عن التخطيط والمتابعة لجميع أعمال الوزارة في الحج، وهي تدخل في خطة شاملة ومتكاملة مبنية على أسس وقواعد علمية تحقق المصالح الشرعية لمقدمي الخدمات والمشرفين عليها والمستفيدين منها طوال مراحل الإعداد والتخطيط والتنفيذ لبرامج توعية الحجاج.
وأشار الوزير آل الشيخ إلى أن خطة الوزارة لتوعية الحجاج خلال موسم الحج لهذا العام، تنطلق من محاور أساسية، وفي إطار حلقات مترابطة من المواضيع والبرامج والمحاور والمسارات المتوازية المنبثقة عن خطط وجهود قطاعات ومؤسسات ووزارات المملكة التي سخرت جميع طاقاتها وقطاعاتها وقدراتها ورجالاتها لخدمة ضيوف الرحمن واسهر على راحتهم وأمنهم وسلامتهم.
وألمح الوزير آل الشيخ إلى أن خطة الوزارة لتوعية الحجاج في موسم الحج تنطلق في مسار واضح ومفهوم وفق المنظومة المتكاملة لجهود المملكة في خدمة الحجيج، ومبنية على مفهوم التعاون المشترك مع جميع الجهات الحكومية والأهلية وأبناء الوطن الذين لهم دور بارز في دعم تلك الجهود المباركة، خصوصا وأن توعية الحجاج واجب عظيم تقوم به المملكة لخدمة الحجاج، وهو جزء من رسالة الوزارة وفي مقدمة أدوارها الرئيسية الموجهة لخدمة ضيوف الرحمن.
وأضاف آل الشيخ: "نحن في الوزارة نحرص على أن تكون خطتنا التوعوية متناسقة مع جهود جميع قطاعات الدولة المختلفة بما يعكس ويؤكد توجيهات ولاة الأمر - وفقهم الله- التي تؤكد توفير و تجنيد وتسخير وتوجيه كافة الإمكانات والقدرات والطاقات والإمكانات المالية والبشرية والفكرية لتوفير وتقديم الخدمات الدعوية والإرشادية المتميزة لضيوف الرحمن بما يسهل وييسر أدائهم للمناسك بشكل صحيح وفي هدوء تام وسكينة شاملة".
وعقب آل الشيخ بقوله: هناك تطوراً سريعاً وتنافساً مبهراً وملموساً ومشكورا لخدمة ضيوف الرحمن وراحتهم وأمنهم وسلامتهم من جميع القطاعات وهو ما يدعونا لبذل المزيد من الجهد، وما نشاهده من الأعمال الجليلة من مختلف قطاعات الدولة يؤكد بأن الوطن والمواطن يسرهم هذا الشرف العظيم لخدمة الحجاج والعناية والرعاية المتواصلة لهم، ووزارة الشؤون الإسلامية بمنسوبيها والمتعاونين معها، يعتزون بالمشاركة في هذا العمل المبارك، وهو أكيد على حرص المملكة حكومة وشعبا بتقديم أفضل وأشمل وأكمل الخدمات التي يغلب عليها التميز والإبداع و تظهر عليها ملامح الصدق والإخلاص والحرص والعناية بضيوف الرحمن من قبل جميع القطاعات...
وقال الوزير آل الشيخ معقباً: "إن برامج التوعية الإسلامية في الحج، والإعلامية منها، تركز على قضايا "ا لتيسير في الحج، موضحا بأن العمل بأحكام التيسير في رحلة الحج أصبح ضرورة في ظل إن نسبة كبار السن من الحجاج والنساء والعجزة تزيد على النصف وهذا يعني بروز مشكلة المشقة بأشكالها وأنواعها وخاصة وان المشقة تؤدي إلى الإرهاق والحيرة والعجز وهنا لابد من مراعاة أحوال الحجاج بشكل صحيح وواقعي له نتائج ايجابية تصب في مصلحة الحاج".
وأكد وزير الشؤون الإسلامية حرص الوزارة على تركيزها وحرصها للمفهوم ومبادئ التطوير عند إعداد البرامج وتأهيل الدعاة والمترجمين والموظفين وجميع المشاركين ليتمكنوا من تنفيذ خطة الوزارة لتوعية الحجاج وفق مسار متجدد يعزز قدراتهم ويدعم برامجهم، ويساهم في تحسين أدائهم وعطائهم، ويحافظ على استمرارهم في القيام بدورهم على أكمل وجه، ولكي تصل رسالتهم وفق ما تتطلع إليه القيادة.
وأضاف آل الشيخ أن من أبرز أهداف الوزارة لهذا العام إيصال المعلومات أكثر وضوحا وتبسيطا لتصبح مفهومة ومفيدة للحجاج، وبلغات بلادهم، وعبر الوسائل المتعددة يستطيعون الحصول عليها في الزمان والمكان الذي يحتاجون فيه للمعلومة الصحيحة قبل وبعد وصولهم من بلادهم، وقبل وبعد مغادرتهم، مشيراً إلى أن خدمات التوعية في الحج متنوعة ما بين الخدمات الدعوية والإرشادية والتعليمية والتوجيهية والرد على أسئلة الحجاج التي في الغالب تحتاج إلى الجواب الشافي الواضح والمفيد.
وطالب آل الشيخ دعاة التوعية في الحج بتعزيز مفهوم المنهج الوسطي عند الإجابة على أسئلة واستفسارات الحجاج، والنظر من زاوية الرفق عند توعيتهم للباحثين عن الردود الميسرة لرحلتهم ومن خلال المحاضرات والدروس والندوات التي يشاركون في تقديمها ضمن برامج الوزارة في الحج، مع الأخذ بعين الاعتبار إن الحاج السائل قد يكون جاهلا بالمسألة ويجد صعوبة في معرفة الصواب وهنا يجب إن نركز على مفهوم التيسير ورفع الحرج عن الحجاج، والتزام الوسطية في الجواب على السؤال، وأن نصبح مرشدين لضيوف الرحمن قريبين من عقولهم وقلوبهم بما يحقق للحجاج بلوغ معاني الحج المبرور، وأن يصبح الداعية من الميسرين على الحجاج، الذين تعرفوا على ظروف الحاج وأحواله الصحية وقدراته البدنية والمادية والفكرية والاستيعابية حتى لا يتحمل الحاج ما لا يستطيع الوفاء بالحكم الذي وصل إليه لذلك ينبغي على الداعية الحكيم السعي لتحديد مستوى ثقافة الحاج وحجم معرفته بأحكام المناسك والأنظمة والتعليمات وتزويده بالمفيد وتمكينه من معرفة المزيد عن هذه الرحلة المباركة.
وحث الوزير آل الشيخ، الدعاة على التعاون وتبادل الخبرات فيما بينهم لتعزيز آليات نشر معاني السنة النبوية في الحج، موضحاً أن التيسير لا يكون بنقض الواجبات وهدم أركان الحج إنما بتطبيق السنة، وأشار إلى أن فريضة الحج لا تكون صحيحة بعيدا عن السنة النبوية وتوجيهات العلماء من أهل الذكر.
وأكد آل الشيخ، أن الدعاة وطلبة العلم المشاركين في توعية الحجاج حريصون على مراعاة ظروف الحاج، وأحواله الصحية والقوة البدنية وحريصين على مستوى معرفة الحاج بالمناسك، ملفتا النظر إلى أن القواعد الشرعية في التيسير مؤكدة لتقوى الله -عز وجل- قال تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج).. وطالب الوزير جميع الدعاة المشاركين في توعية الحجاج بالرجوع لفتاوى العلماء المعروفين باعتدالهم، والبحث عن يساهم في التيسير على حجاج بيت الله الحرام، وضرورة التزام الدعاة بالتعامل بحكمة وعناية بالغة واهتمام للأخذ بقواعد التيسير في الحج، ومنها قاعدة المشقة تجلب التيسير، ورفع الحرج عن الحجاج، والمساهمة في نشر مفهوم ومبادئ الوسطية والاعتدال والمحبة والمودة والتعاون والرحمة والتقيد بالنظام بعيدا عن الشدة والتشدد والغلو والتطرف والحسد والحقد والكراهية.
وأضاف آل الشيخ موجهاً حديثه للدعاة في الحج: "إذا جاءكم الحاج مستفسرا وسائلا قريبين من إخوانكم تعرفوا على حاجتهم وعاملوهم بالإحسان والحب وسمو الأخلاق كعادتكم وزيادة فهم يستحقون منكم مزيدا من العناية والرعاية وقد جاءوا ملبين للنداء ويستحقون منا المساندة والدعم، زودوهم بالجواب الكافي من كلام أهل العلم وبذلك نكون قد ساعدناهم، ولا يخفى عليكم بان السائل قد يكون قد وقع في الخطأ جاهلا أو ناسيا للحكم، وقد يكون قد حصل على المعلومة الخاطئة من مصدر غير ثقة، وربما فهم الجواب الصحيح فهما غير صحيح وهنا لابد من التيسير في الحكم بعيدا عن الاستعجال.
وقال آل الشيخ، العبادات فيها مشقة، والتيسير بضوابطه الشرعية هو صناعة الفقيه والمجتهد، ولذلك ينبغي للداعية أن يعلم الناس ويرشدهم للصواب المتوافق مع السنة التي تؤكد وتدعونا للتيسير.
وأشار آل الشيخ، إلى أن المملكة استنفرت جميع إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، وقيادة المملكة الحكيمة حريصة على رعاية الحرمين الشريفين والعناية بالحجاج وتوجه الجميع على الدوام وخاصة مقدمي الخدمات في الحج لبذل مزيدا من الجهد بما يحقق سلامة الحج والحجاج.
واختتم حديثه بتقديم شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- على ما يولونه من اهتمام وعناية ورعاية بضيوف الرحمن وهو عمل جليل فيه صلاح وفلاح للإسلام والمسلمين، وما تبذله المملكة من جهد ومال وقول وعمل لخدمة الحجاج هو عمل عظيم وجهد كريم وعطاء مبارك وانجاز بتوفيق الله تعالى الذي لهذا الوطن هذه القيادة الرشيدة، مختتماً حديثه بالإشادة بما تقدمه قطاعات الدولة والقطاع الخاص من خدمات جليلة ومتكاملة ومترابطة لضيوف الرحمن، مطالباً منسوبي وزارة الشؤون الإسلامية بالتعاون والتنسيق مع جميع قطاعات الدولة لتتكامل الجهود ليحظى ضيوف الرحمن بالخدمة الأفضل والعناية المطلوبة والرعاية الشاملة بإذن الله تعالى.