• ×

قائمة

Rss قاريء

طفلة بلا عنوان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
ليبيا . أروى آل سعد . نبراس 

أينما ولّتْ وجهها كان يـلقاهَا الدّمَـار

طفـلةٌ هي في عـامـها السادس .

تنـوحُ وحيدةً في ذلك الشارع الفارغ ، حافية القدمين جريحةَ المَنكبين .

استوطنت الدموع مَحجَرَ عينيها و بعض الهُباب الأسـود غطـّى بـياض وجنَتيهـَا .

تسيرُ تَائهـة في تلك الأحياء ،بعد حربٍ نشرت رَائِحـة المُوتِ فِي الأرجَاء .

وفي ليلةٍ عاصفةٍ ثلجيّة هَوْجـاء ، بحثت بيأسٍ عن مكان دافئ تحتمي فيه من البرد القارس ، حتى لاحَ لها في آخر الطريق منزلٌ محطّم الأجزاء ، غطَّـاه الرّماد ،ببابٍ صدئٍ مائل .

اقتربت ببطءٍ ناحيتـه وقد ارعبها مشهدُ الدِّماءِ الجافةِ على النّوافذِ و الجدران ، إلا أنها لاتملِك من أمرِها خِـيار

جلست في إحدى زواياه تضم لِصدرها رُكبتيها ، بعد أن توشّح اللّون الأزرق جِسمها وشَفتيها

انسابت دموعٌ حارة على خدّيها ، عندما تذكّرت أُمِّها التـِي اودَتْ بِهَا المَنيَّةُ شَهِيدةً تحتَ الثَّرَى

وبين تلك الظُّلمات لم تستطع أن تغمِض للنّوم عينيها

تحـاول أن تقـاوم الجوع والصَّقيع بِذلك الجسدِ الهزيل، واللَّيل الطّويل بَات عليها ثقيل .

ريحٌ تعصِف هزّت الباب ، ثّلج يندِف بقوةٍ أكبر ، خوفٌ مميت في قلبها، تفتقد حقاً حِضن أمها.

مرّت السّاعات تِلو السّاعات ، وأشرقت الشمس عليها ذلك الصباح ، طريحة أرضها متجمّدة ، بعد أن أجتثّها الموت من قسـاوة هذه الحياة ولحِقت بوالدتِها عند الله .


للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 13  0  1.2K

التعليقات ( 13 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    10 مايو 2015 10:14 مساءً اسيّل نااجِ :
    مبدع .
  • #2
    11 مايو 2015 05:21 مساءً سويم :
    كلام ججججميل و مؤثر
  • #3
    11 مايو 2015 05:23 مساءً شذى. :
    جداً جميل،إبداع بِمعنى الكلمه،سلمت يداك.*
  • #4
    11 مايو 2015 05:29 مساءً نورة عبدالهادي :
    خاطر جدا جدا جميلة ابدعتي
  • #5
    11 مايو 2015 05:30 مساءً ميكس ال عنزي :
    جميل ممره الله يوفقك ويكتب*
    لك كل خخير اهنيكك ع كتباتكك*
  • #6
    11 مايو 2015 05:32 مساءً مارسلين :
    جمميل استمر
  • #7
    11 مايو 2015 05:35 مساءً سويم :
    كلامم مؤثر و ججميل*
    ماينوصف شعوري و انا اقراهه من جمالهه*
    استمري ي روحي*
  • #8
    11 مايو 2015 05:39 مساءً Sazino~ :
    كم هي الوجوه التي تمشي حافية الفرح*
    مشاتل الحزن لها بالمرصاد*
    ينتشلون ضلهم الذي بللته الحياة*
    يمشون واهين الخطى*
    يالتلك الصغيرة
    كم صفعها البرد على خدها الندي*
    نظراتها مليئة بحكايات ناقصة*
    تشتهي حلما بلا حقيبة*
    مازلت اراها تمشي وتمشي*
    أشياء كثيرة تتساقط منها*
    سقط منها الفرح*
    سقط منها الحلم*
    سقط منها وجه ابيها وكف امها الدافئ
    اصابعها لاتقوى على كثير من البرد*
    مازلت اسمع همسها*
    هيا رددوا نشيد الصباح*
    نشيد الوطن*
    غنوا فلا احد مثلنا ، يشبه مواويلنا الحزينه*
    وهل يشتكي الظمأ للظمأ
    ______
    جميل ما كتبت يداك .. استمري*
  • #9
    11 مايو 2015 05:43 مساءً sweem :
    أتعب و أننا اقول كلام معبر وجججمييل*
    مؤثره و توجع القلب بس شىء يجنن*
    استممممممرري*
  • #10
    11 مايو 2015 05:53 مساءً بيش الهوساوي :
    جميللل جدا أسلوبك ف السرد استمري ،موفقه باذن*الله
  • #11
    11 مايو 2015 06:14 مساءً دوديز العوفي :
    جدا جميله الكتابه اتمنى لك التوفيق*
  • #12
    12 مايو 2015 08:17 صباحًا malak :
    مبدعة ماشاءالله
  • #13
    15 مايو 2015 11:17 مساءً مِيمٌ ! :
    جَميلة بشكلٍ موجِع!!