كيف تقف ؟؟ هذا ليس مجرد عنوان لكتاب و انما هي نصيحة جذبتنِي حين وضعت قدمي اليمنى على ارض احدى المكتبات و سرت قَليلاً إلى الأمام نصيحة لي كيف لا اتعثر إن أصبحت حياتي ممتلئة بـ النزاعات كيف اقف مرة أخرى و اواجه من كان قَوياً علي كتاب اختار مِـن فصول الحياة مواضيع للكتابات بين كل فصل فصل كتابة قصيرة تقوي الإرادة و تزيل الغم مِـن النفس في لحظة واحدة و تغير نظرة الفرد لنفسه و نظرته للآخرين ربما يوجد به بعض المعاني الغامضة التي تحتاج لبحث و ربما يوجد به كلمات ثقيلة على اللسان و لكن ايضاً يوجد به فراغ كبير وضع لـ نفرغ فيه مشاعرنا العمياء و لنظهر الماً عاش فينا زمناً طويل لا اعلم لما ثمنه رخيص هكذا وهو مِـن عنوانه يجذب القارئين قد يكون من كتبه ذا غنً لذا لا يريد مالا ً اكثر وربما يكون مِـن المحترمين الذين يعلمون ان الناس ليس جميعهم سواء ليجعل ثمنه باهظ لن اعرف ابداً ماذا بداخله إن لم ارَ اول سطر فيه لن اعرف من الشخصيات الذين بداخله و لن اعرف أولئك الذين عبروا متاهات الحياة ليقفوا مرة أخرى لا يضر ان قرأت جزءا منه لذا ذهبت إلى امين المكتبة فطلبت منه ان استعيره لمدة معينة . ا
ثناء خَروجِـي مِـن باب المَكتبـہ اصبَحت انظر لكل شيء إلى بابها كيف هو لا يسقط انظر للمباني الذين بجانبها كيف هم مستقرين هكذا من دون حراك كيف لا يميلون ؟ جميع أنواع الأسلئـہ اصبحوا في عقلي و بينما كنت اسير عابرا ً احدى الطرق للوصول إلى عَربتِـي شاهدت رجلا كبير بـ السن لا يمشي إلا بعصا اي انه لا يستطيع الوقوف بدونها و معه شاهدت طفلا صغير و لكن هذا الطفل كلما قام سقط في هذا الحين آتى السؤال لما البشر يسقطون و المباني و الباب و عمود الإنارة جميعهم مستقرين وقوفا ً هل لـ انهم لا يشعرون بـ شيء مثلنا ام انهم لديهم قواعد تجعلهم يقفون هكذا ؟
وآنا فـي طريقي للمنزل حدثتني اختِـي قائلة لِـي : اخي هلم إلي بسرعة لا اقدر على الوقوف مرة أخرى ذهبت إليها مسرعا ً طرقت بابها فتحت لي ودخلت داخل منزلها فنظرت إليها بكل تَمعن كيف هي تقول لِـي لا اقدر على الوقوف وها هي أمامي حدثتها ما بك يا اختاه قالت لقد طَلقنِـي فصرخت قائلا ً لما لما هل اصبح اعمى لـ يتركك هكذا اردت ان احدثه و ادخل في معركة معه لكنها اوقفتني بحجة انها لا تريد ابنائها ان يشعروا ب شيء أخذتها إلى مَنزلِـي وجَعلتها تدخل فـي نوم عميق وانا نظرت لـ طاولتِـي التي عليها ذاك الكتاب كيف تقف و من بَعدها نظرت إلى اختي فتذكرت حين قالت لي انها لا تستطيع الوقوف و عندما ذهبت إليها رأيتها واقفة تغاضيت عن هذا الأمر فذهبت وجلست على الكرسي و بيدي هذا الكتاب وَ كل تركيزي كان على اسمه اخذت بتقليب صفحاته دون قرأتها و رأيت ان به كثيرا من الكلام اي انه مزدحم بـ كلام كثير قلت في نفسي انا الآن متعب لن اقرأه سَ اخلد إلى النوم و عندما اجلس بـ التأكيد سَ اقرأه .
ذهبت إلى غرفة المعيشة مددت جسدي على الأريكة و خلدت للنوم لَـم اشعر بـ الدنيا إلا عندما سمعت الأذان واتت لي اختي وايقظتني للصلاة كان الكسل قد قضى على جسدي ولا اريد النهوض لذا قلت لها حسنا نهضت وصليت وبعدها رجعت لنومي نمت ساعات طوال وجَلست والساعة أصبحت الثانية مساء ً قمت فذهبت لـ اتوضأ و من بعد ذلك ذهبت إلى السجاد وصليت انتهيت مِـن صلاتي ودعوت ربي ان يوفقني بعدها اخذت ذلك الكتاب مرة أخرى و فتحته على المقدمة و هذا ما وجد فيها : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين في مقدمة هذا الكتاب البسملة فالحمد الثناء على الله ربنا وحده لا شريك له إننا نحن البشر خلق وجدنا على هذه الأرض لـ نعبد الله وحده ولا نشرك به احد اي نطيعه في أوامره ونترك ما نهى عنه فيجب علينا ان نوكل كل أمورنا لله ونثق بـ الله بـ انه سيبدل حزننا فرح ومن بعدها اتت كل المواضيع التي تتحدث عَـن التوكل على الله بقيت اقرأ واقرأ عن التوكل وعن الصعوبات وكيف ان الله لا يترك عبدا التجأ إليه فَـ نحن العباد بدون ربنا لا شيء كل شيء يأتي مِـن الله سواء حزنا او فرح كل النزاعات التي حدثت فـي حياتي كنت متعبا منها اي اني لم اوكلها إلى ربي المباني والباب وعمود الإنارة جميعهم لديهم ركائز يرتكزون عليها ونحن البشر لدينا ربنا الذي نثق به ولا نسير الا ونحن متوكلين عليه الرجل الكبير والطفل الصغير ليسوا سوا عباد واحد منهم قضت السنين عليه وهو الآن لا يمشي الا بعصا ومع ذلك هو يسير في الحياة لأنه توكل على الله الطفل الصغير يقف ويقع لأنه بعد لم يخوض في الحياة اي انه لا يعلم ما يفعل وماذا يجب ان يفعل اختي رأيتها واقفة لأنها وكلت امرها لله ولا تريد ان تحزن كثيرا لأن الحياة وايامها متقلبين يوم فرح ويوم آخر محزن كل شخص منا اصبح فـي يوم كئيب وبقى لا يريد شيء و من بعد يومه الكئيب آتى إليه يوم ملأ سعادة و حمد الله عليه سنبقى نحن و مشاعرنا والأيام في تقلب تام لا يجب علينا ان نقع إذا حدثت لنا نزاعات بل يجب علينا ان نثق بالله ونقف مرة أخرى نحن بدون الله سَ نبقى واقعين ونحن بالله نقف .