الاحساء - زهير الغزال . نبراس أوضح ذلك المهندس محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي بدولة الامارات العربية المتحدة تتابع العديد من وكالات الفضاء والجهات الفلكية موضوع سقوط سفينة فضائية الروسية التائهة، وأفادت الحسابات الأولية التي أجريت سابقا أن موعد السقوط سيكون يوم السبت 09 مايو في الساعة السابعة صباحا بتوقيت غرينتش بخطأ مقداره زائد ناقص 50 ساعة! ولكن بالاقتراب من موعد السقوط تتحسن الحسابات وتزداد دقتها، فحسب آخر الحسابات التي أجراها برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي، فإن موعد السقوط المتوقع الآن هو يوم الجمعة 08 مايو في الساعة 11:56 صباحا بتوقيت غرينتش زائد ناقص 14 ساعة.
وما زال الوقت مبكرا لمعرفة موعد ومكان السقوط بشكل دقيق، فعادة لا يمكن معرفة ذلك إلا قبل حوالي ساعتين من موعد السقوط، وحتى عند ذلك الوقت فإنه لا يمكن لأحد أن يعرف على وجه الدقة موعد ومكان السقوط، بل تعطى فترة من الزمن مقدارها 4 ساعات يكون السقوط متوقع أن يحدث خلالها، وبالنسبة لمكان السقوط تكون هناك عدة أماكن مرشحة على شكل خط يلف الكرة الأرضية بأسرها.
أما عن مدى خطورة هذا الاصطدام على الناس والمنشآت العامة، فإن السفينة الفضائية لن تسقط كقطعة واحدة على الأرض، فعند دخولها للغلاف الجوي الأرضي فإن الحرارة الشديدة بسبب الاحتكاك ستعمل على تفكيك السفينة وحرق أجزاء كبيرة منها، وعلى الرغم من أن هذه السفينة كبيرة الحجم، إلا أنها مصممة لكل تحترق في الغلاف الجوي عند عودتها إلى الأرض، ولكن هذا لا ينفي تماما وصول أي أجزاء قاومت الاحتراق، فقد تصل أجزاء بحجم كرة القدم إلى الأرض وهذه قد تشكل خطورة إذا ما اصطدمت بشخص أو مبنى، وعلى الرغم من أن هذا الاحتمال ضئيل جدا، إلا أنه حدث فعلا في الماضي وفي أكثر من مناسبة!
وسيقوم برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي بمتابعة هذا السقوط بشكل حثيث إن شاء الله، وستعلن التحديثات أولا بأول على حساب مركز الفلك الدولي على تويتر (@AstronomyCenter) وعلى موقع البرنامج على الإنترنت: (http://srw.astronomycenter.net)، وسيتم تحذير المناطق التي من الممكن أن تسقط السفينة الفضائية فوقها.
هذا وقد أطلقت هذه السفينة الفضائية المسماة (Progress M-27M) يوم الثلاثاء الماضي من قبل وكالة الفضاء الروسية من منصة الإطلاق الواقعة في كازخستان وذلك على متن صاروخ روسي اسمه (Soyuz 2-1A)، وكانت متجهة إلى محطة الفضاء الدولية حاملة معها 2.5 طن من المؤن والماء والوقود لرواد المحطة، إلا أن خللا أصاب السفينة وفقد الاتصال معها، وحاولت الوكالة إعادة السيطرة عليها لتكمل طريقها نحو المحطة، ولكن أعلن لاحقا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، وأن هذه المحطة في طريقها للسقوط نحو الأرض بعد عدة أيام.
وأشارت النتائج الأولية أن الخلل قد بدأ فور انفصال السفينة الفضائية عن المرحلة الثالثة من الصاروخ، حيث بدأت حينها السفينة بالدوران حول نفسها بشكل غير طبيعي، وتشير الأرصاد الأرضية التي أجريت أن السفينة تدور حول نفسها مرة واحدة كل 5 ثوان فقط! ويبلغ طول السفينة 7 أمتار وكان يبلغ وزنها عند الاطلاق 7 طن، وسرعتها الآن 26 ألف كيلومتر في الساعة!
الصورة رقم (1): خارطة تبين موقع سقوط السفينة الفضائية بناء على الحسابات الحالية، وتبين مسار السفينة قبل وبعد موعد السقوط ضمن فترة الخطأ في موعد السقوط. فالمناطق الواقعة تحت الخطوط الحمراء والخضراء هي المناطق التي من الممكن أن تسقط السفينة الفضائية فوقها.