سأكون لك عكازاً إن لم تستطيع المشي

كاد الشيب أن يغطي رأسه بالكامل

ويديه بدأت تتراكب على بعضها

وظهره بدأ باﻻنحناء

بيديه المجعده الممزقه تلك

مسك عكازه ثم كاد

أن يسقط لو لم أمسك به

وضعته على فراشه وانا

أفكر كيف لرجل مثله لم يعد

يستطيع الوقوف

بكيت لكنني رددت ووعدت

نفسي فهذا ليس أحد هذا ابي

ابي انا

لعلي أخذ كل الم يشعر به

لعلي أكون ظهراً له

ويد ليده

وعين لعينيه إن كان الكبر قد أعماه

فيا ابي

سأضع يدي بيدك كما وضعت يدك بيدي

حينما كنت صغيراً

سأقبل رأسك ثم كفيك ثم القدمين

حباً لك

ساهتم بك وألبي حاجتك كما كنت بي

فيا أبي

وان ضاقت بك الدنيا بما وسعت

أنا معك كى أفرج همك وكربك

فياأبي

وان رأيت الدنيا قد وضعت أحمالها

على كتفيك

انا أنثى بقوة رجل سأحمل عنك

فياأبي

وان رأيت الناس قد حكت بك

ﻻ تحزن فوالله ما حكت إن كنت ﻻتهمها

وان كنت لست ذا هيبة وسلطة عليها

فيا ابي

ﻻ يضعفني ويكسر ظهري ويحطم

قلبي مئة مره سوى قول

- أباك رحمه الله - لعلي ﻻ أسمعها أبداً

فيا أبي

ﻻ تبك يوماً علينا

فوالله وتالله

ﻻ يوجد للحزن مكاناً بيننا

وأنت أبانا فأطال الله

بعمرك يا سيد العشق والحب والوﻻء والوفاء

يا سيد القلب والقلب ﻻ يريد اباً سواك