أكد صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، على إن جميع القطاعات العاملة في موسم الحج هذا العام، تشهد جاهزية كاملة لاستقبال الموسم.
وأبان خلال إطلاقه ظهر أمس الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن 1435 هـ في ديوان الأمارة في مكة المكرمة، والتي جاءت تحت عنوان " الطريق الصحيح .. الحج بتصريح"، إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين تؤكد على بذل كل الجهود في خدمة ضيوف الرحمن.
وأوضح سموه إن حملة التوعية لحج هذا العام، ركزت على أهمية التوعية بمفهوم الطريق الصحيح لأداء فريضة الحج، وزيادة الوعي ونشر ثقافة السلوكيات الإيجابية بين مقدمي الخدمات وضيوف الرحمن.
وفي كلمة الأمير مشعل بن عبد الله التي ألقاها قبيل تدشينه تطبيقات الأجهزة اللوحية والهاتف الكفية لنظامي " ابل اندرويد" قال:"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. سيدنا محمد على آله وصحبه وسلم .
أصحاب المعالي .. أصحاب الفضيلة والسعادة ..الأخوة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أرض مكة .. مهبط الوحي والرسالة .. أهلا بكم جميعاً.
يطيب لي في بداية هذا اللقاء، ونحن نستعد لتقديم كل ما من شأنه أن يخدم ضيوف الرحمن، ويسهل عليهم وييسر لهم تأدية مناسك الحج أن نؤكد لكم أن جميع القطاعات العاملة في الموسم تشهد جاهزية كاملة، والتي بعون الله تعالى ومن ثم بتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله ورعاه).. لن تألوا جهداً، وستبذل كل ما بوسعها لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
أيها الإخوة الحضور..ونحن نطلق اليوم .. الحملة الوطنية لتوعية ضيوف الرحمن، فقد عملنا على فتح قنوات جديدة ، لتصل بإذن الله رسالتنا وأهداف الحملة إلى كافة الشرائح المستهدفة من المواطنين والمقيمين.
وحملة التوعية لهذا العام التي جاءت تحت شعار " الطريق الصحيح .. الحج بتصريح" تهدف للحد من السلوكيات الخاطئة والظواهر السلبية ومنع أي تجاوز للأنظمة في موسم الحج .. وبإذن الله وتوفيقه ستساهم في نشر مزيد من التوعية وتحقق الأهداف .
إخواني الحضور .. أن الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن يشارك في تنفيذها جميع الوزارات والهيئات الحكومية، بالشراكة مع شركات الاتصالات الراعية الاستراتيجية والداعمة، تعتمد على مرتكزات هامة، من أبرزها: تطبيق مفهوم الطريق الصحيح لأداء فريضة الحج، وزيادة الوعي ونشر ثقافة السلوكيات الإيجابية، بين مقدمي الخدمات وضيوف الرحمن. ولدينا الثقة التامة أننا جميعا سنعمل وفق توجيه قيادتنا الرشيدة، لتقديم أفضل الخدمات في أطهر بقاع الأرض، وهي مهمة تتطلب منا حسن التعامل ورقي المعاملة وبذل الجهد والوقت والتفاني في خدمة ضيوف الرحمن.
وإننا نتطلع لالتزام الجميع وحرصهم في التعاون مع القطاعات المعنية، كما نتطلع للدور الريادي الذي يحمله الإعلام بمختلف وسائله، والذي يعد عاملا أساسيا وشريكا حقيقيا في التوعية والتثقيف وإبراز الصورة الحسنة بأذن الله عن موسم الحج.. فشكرا للجميع ونسأل الله التوفيق والسداد لخدمة هذا الوطن".
من جهته قال الدكتور بندر الحجار وزير الحج:" الشكر والعرفان لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي جعل في قمة اهتماماته، إعمار الحرمين الشريفين، ورعاية الحجاج والمعتمرين والزوار، بما يمكنهم من أداء فريضتهم بكل يسر وسهولة وأمناً وأمان".
وأبان أن خادم الحرمين الشريفين، سخر كل إمكانية المملكة المالية والبشرية والتقنية لتوفير أفضل الخدمات بأرقى المستويات، مردفاً :" في هذا العهد الزاهر شهد مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، مشاريع عملاقة لم يشهد لها مثيل".
وأشار إلى إن المشاريع العملاقة التي تشهدها الأماكن المقدسة، صاحبها منظومة من الأنظمة والتعليمات، لتعظيم الاستفادة من تلك المشروعات، وتحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله وقامت تلك المشاريع، والمتمثل في توفير الراحة والطمأنينة للحجاج.
وأردف وزير الحج:" من التعليمات والتنظيمات التي صاحبت إطلاق المشاريع، إطلاق حملة - الطريق الصحيح .. الحج بتصريح وهو القرار الذي صدر وينص على عدم تكرار الحج إلا بعد مرور خمسة أعوام من تاريخ تأدية النسك، وذلك لإفساح المجال أمام الجميع لتأدية النسك.
وأبان الحجار إن الحج بدون تصريح، تترتب عليه اثار سلبية، ويشوه من صورة الإسلام والمسلمين والمملكة كبلدٍ مسئول عن تنظيم الحج، لافتاً إلى إن من تلك الاثار السلبية، الحد من قدرة القطاعات الحكومية والخاصة، من تنفيذ خططها بالشكل المطلوب.
وشِدد حجار على إن نظام وإلزامية الحج بتصريح، جاء من باب التنظيم، وليس من باب المنع، مفيداً إن تواجد ثلاثة أضعاف الأعداد المخطط لخدمتها في المشاعر المقدسة حسب الأعداد المصرح لها، يتسبب في إحداث أرباك في الخطط المعدة مسبقاٌ، وهو ما يجعل من الحجاج الغير نظاميين سبباً رئيسياً في ضياع جهد وخطط تم إعدادها على مدار عام كامل.
وشهد حفل إطلاق الحملة تدشين تطبيقات الهواتف المحمولة والأجهزة الكفية، والتي تحتوي على أربعة نوافذ تهم كافة الحجاج والراغبين في تأدية النسك بشكل عام، وتحتوي على نافذة خاصة بالية استخراج التصريح، ونافذة توعوية، وأخرى خاصة بالخرائط والتي يمكنها إرشاد الحاج إلى موقع يحتاج إليه في المشاعر وخاصة تلك المواقع الخاصة بالقطاعات الصحية والخدمية وكافة المرافق الأخرى، وأخيراً نافذة خاصة بالحملة ورسالتها التوعوية.
وتأتي الحملة انطلاقا من مسئولية مشاركة أجهزة الدولة والمجتمع بالارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن، انطلقت الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن 1435 هـ ، من أجل توعية المجتمع شكل عام، وضيوف الرحمن بشكل خاص، بأهمية التقيد بالنظام للوصول لمستوى أفضل في الخدمات، ولذلك تم استحداث هوية إعلامية للحملة مستخدمة جميع وسائل التواصل الاجتماعي، لإيصال رسالة " الحج عبادة وسلوك حضاري".
وتهدف الحملة إلى توعية حجاج بيت الله الحرام بالآثار السلبية نتيجة الحج بدون تصريح وانعكاس تلك الاثار بشكل سلبي على جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، كما تهدف إلى توعية حجاج الداخل بالاشتراطات الواجب توفرها لكل من يرغب في أداء فريضة الحج، وتقدم بعض التنبيهات العامة وإجراءات السلامة المتبعة والوقاية الصحية.
وكان الحفل شهد عرض فيلم وثائقي لتحقيق أهداف الحملة وضمان وصولها لكافة شرائح المجتمع، والذي بين استخدام كافة الوسائل الإعلامية والتقنية، بالإضافة إلى وسائل جديدة ومبتكرة تستخدم للمرة الأولى، لبث الرسالة التوعية.
وأشار الفلم إلى إن الحملة تستهدف بث أربعون ألف ثانية من الإعلانات التلفزيونية في أبرز المحطات الفضائية، بث اثنان وعشرين ألف ثانية من الإعلانات الإذاعة على القنوات التي تبث على موجة إف إم، بث ما يتجاوز السبعمائة وستة وخمسين ألف ثانية في أكثر من مائة وستة وعشرين شاشة الكترونية على الطرق، وداخل المراكز التجارية على مستوى المملكة، وثلاثة مليون ثانية من الرسائل التوعوية، تب في نحو خمسمائة شاشة تلفزيونية موزعة في مستشفيات عدة على مستوى المملكة.
وأوضح الفلم إن الحملة تستهدف أيضاً نشر أكثر من خمسة وستين الف سنتيمتر مربع من الإعلانات التوعوية في جميع الصحف الورقية والمجلات المعروفة، ورفع أكثر من أربعين بانر إعلاني في الصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية وغيرها من المواقع التي تشهد إقبالا كبيراً من جميع الشرائح المستهدفة في الحملة، وذلك بجوار استخدام أكثر من سبعة وثلاثون ألف متر مربع من لوحات الطرق بمختلف مقاساتها وأنواعها ومواقعها لتغطية كافة أنحاء مدن ومحافظات المملكة.
إضافة إلى استخدام مائه واثنان وتسعون متراً مربعاً من اللوحات الإعلانية داخل المطارات في المملكة، ونشر وتوزيع مليون مطوية على قائمة المشتركين لدى الجهة المختصة بتوزيع الصحف في المملكة، لتصل بذلك إلى جميع الإدارات الحكومية الرئيسية والفرعية وكافة منافذ البيع في جميع أنحاء المملكة، بإجمالي مائة ألف منفذ ومركز بيع.