أيّد المشاركون في مؤتمر اللغة العربية ومواكبة العصر ـ التحديات وسبل المواجهة الذي أقامته كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية خلال الفترة 3_4/7/1436هـ ما قامت وتقوم به المملكة العربية السعودية من إجراءات من أجل الدفاع عن الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية وردع الظلم والاعتداء على أراضيها ،ويثمن المشاركون القرار التاريخي لعاصفة الحزم الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ــ حفظه الله وأيده ــ نصرة للمظلوم وردعاً للظالم ،ووقوفاً إلى جانب إخوتنا في اليمن الشقيق ،واستعادةً للشرعية ، ولذلك حظي التحالف الدولي لعاصفة الحزم بالتأييد الواسع من الأمة العربية والإسلامية والدولية .
كما رحّب المشاركون بقرار خادم الحرمين الشريفين انتهاء عاصفة الحزم بعد تحقيق أهدافها، وبدء عملية إعادة الأمل في اليمن لإعمارها وإعادة الأمن والأمان والرخاء إلى شعبها بإذن الله
جاء ذلك في البيان الختامي لتوصيات المؤتمر الذي نص على ما يلي :
فانطلاقاً من أهداف الجامعة الإسلامية وسعياً لتحقيق رسالتها العالمية النبيلة ونشراً للغة القرآن الكريم الخالدة،واستكمالاً لما حققه المؤتمر الدولي الأول للغة العربية من نجاحات في بحوثه ونتائجه وتداعياته تحت عنوان)اللغة العربية ومواكبة العصر( المنعقد في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة خلال الفترة 17ــ19 /5/1433هـالموافق 9 ــ 11/4 /2012م،تأتي الرؤية المنهجية وراء عقد المؤتمر الدولي الثاني بعنوان )اللغة العربية ومواكبة العصرــ التحديات وسبل المواجهة (بموافقة وزارية رقم 141259 وتاريخ 10/7/1434هـ ،لتدارس ما وراء تشخيص الحالة اللغوية من تداعيات تتطلب الحلول العلمية والعملية القابلة للتطبيق على أرض الواقع العربي ولدى الجهات التنفيذية في المؤسسات التربوية والتعليمية والشبابية والثقافية والبحثية والإعلامية.
وقد سعى المؤتمر إلى تحقيق جملة من الأهداف من أبرزها:
1ـ استشراف معالم التحديات المعاصرة التي تمر بها اللغة العربية.
2 ـ الوقوف على مظاهر الضعف اللغوي وأبعاده .
3 ـ التعرف على معالم مشروع الإصلاح اللغوي.
4 ـ إبراز أثر الجهود العلمية في خدمة اللغة العربية.
5 ـ السعي نحو استعادة العربية لدورها وهويتها.
6 ـ دراسة مشروعات تطوير مناهج العربية.
وتحقيقا لهذه الأهداف فقد جاءت أوراق المؤتمر في أربعة محاور هي:
المحور الأول: تحدي الحفاظ على الهوية.
المحور الثاني: تحدي التصدي للازدواجية والثنائية اللغوية.
المحور الثالث: تحدي المواءمة بين الأصالة والمواكبة.
المحور الرابع: سبل مواجهة التحديات .
وقد حظي المؤتمر منذ الإعلان عن محاوره وموضوعاته بعناية بالغة من العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين في علوم العربية وآدابها من أكثر من (ثلاثين دولة)؛ إذ قُدِّم للمؤتمر(مئة وستون بحثًا) تم تحكيمها علميًّا، ووقع الاختيار منها على (خمسة وخمسين بحثا) ؛ تناولت أغلب الموضوعات المطروحة تحت محاور المؤتمر، وعلى مدار سبع جلسات علمية، ألقيت فيها ملخصات لبحوث المشاركين في المؤتمر، وقد حظيت بمناقشات علمية ومداخلات هادفة، شارك فيها الباحثون وضيوف المؤتمر من أصحاب الفضيلة والمعالي والعلماء والمفكرين؛ من داخل المملكة العربية السعودية ومن خارجها، وخلص المؤتمر بعدها إلى التوصيات الآتية:
1. يؤيد المشاركون في المؤتمر ما قامت وتقوم به المملكة العربية السعودية من إجراءات من أجل الدفاع عن الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية وردع الظلم والاعتداء على أراضيها ،ويثمن المشاركون القرار التاريخي لعاصفة الحزم الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ــ حفظه الله وأيده ــ نصرة للمظلوم وردعاً للظالم ،ووقوفاً إلى جانب إخوتنا في اليمن الشقيق ،واستعادةً للشرعية ، ولذلك حظي التحالف الدولي لعاصفة الحزم بالتأييد الواسع من الأمة العربية والإسلامية والدولية .
كما يرحب المشاركون بقرار خادم الحرمين الشريفين انتهاء عاصفة الحزم بعد تحقيق أهدافها، وبدء عملية إعادة الأمل في اليمن لإعمارها وإعادة الأمن والأمان والرخاء إلى شعبها بإذن الله
2. يوصي المؤتمر بالعناية الفائقة باللغة العربية الفصحى في المراحل الأولى من التعليم؛لتأسيس مشروع إحياء العربية وتنميتها في نفوس الناشئة في سن مبكرة.
كما يدعو المؤتمر إلى تنمية الملكة اللغوية لدى الناشئة في مراحل الدراسة المختلفة؛ وذلك بتحفيظهم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وحفظ النصوص اللغوية الأصيلة ومطالعتها.
ويوصي المؤتمر بالعمل على تربية الذائقة الأدبية لدى الطلاب؛ بالكشف عن أسرار الجمال الفني في النصوص الأدبية، بعيدا عن تلقين القواعد البلاغية تلقيناً جافاً، بل إيصالها عبر نصوص أصيلة ونماذج فنية متميزة .
3. يوصي المؤتمر بالسعي لدى الجهات المختصة؛ لتكثيف المقررات المختصة باللغة العربية و علومها في كليات الإعلام وأقسامه؛ بحيث يكون خريجوها قادرين على التحدث والكتابة بعربية سليمة.
4. يؤكد المؤتمر ما كشفت عنه بحوث المشاركين فيه ودراساتهم من ضرورة إعادة النظر في أوضاع تعليم اللغة العربية في البلاد العربية والإسلامية والعناية بتطوير هذا الجانب في أهدافه ومضمونه ووسائله، حتى يصبح مواكبًا للعصر.
5. يوصي المؤتمر بالسعي لدى الجهات المختصة للعمل على تدريس أساسيات العلوم العربية في مختلف التخصصات في الجامعة لتكريس المهارات اللغوية المطلوبة؛ بحيث يستطيع المتخرج التحدث بطلاقة باللغة الأمّ، وإعداد البحوث العلمية بها.
6. يدعو المؤتمر إلى أن تُعنى وزارات التعليم بوضع منهجية وظيفية جديدة في إعداد المعلمين وتأهيلهم وتدريبهم، تركّز على إلمامها بقواعد الفصْحى، وتوفير الجوانب العملية التطبيقية في تعليمها، بحيث تصبح اللغة الحيّة المُستخدمة في مجالات الأنشطة المتعددة في البرنامج الدراسيّ .
7. يدعو المؤتمر إلى العناية بالتأريخ للغة العربية تأريخاً يتتبع جذورها وتراثها و ثقافتها والتحديات التي واجهتها، وبيان سماتها الدلالية والصوتية والبنائية وسياقاتها ومستوياتها ،والدراسات المقارنة بينها وبين اللغات الأخرى المختلفة و الأمم التي تحدثت بها ،وميزاتها الدلالية والصوتية والبنائية وسياقاتها ومستوياتها المختلفة .
8. يدعو المؤتمر إلى إعادة دراسة المعاجم اللغوية، والإفادة من المادة الغزيرة التي ضمّتها هذه المعاجم، وإعادة ترتيبها بحيث يتم الانتفاع بها في إعداد المعجم التأريخي؛ ليصبح هذا المشروع العلمي مشروعًا لغويًّا مثمرًا يحتشد له علماء اللغة احتشادا يليق بأهميته .
9. يأمل المؤتمر في التوسع في إصدار معاجم العلوم الحديثة، والعمل على الإفادة مما أُنجز منها في مجالات التكنولوجيا الإلكترونية والحيوية، وعلوم البيئة والاتصالات وغيرها من العلوم .
10. يوصي المؤتمر بالعمل على الإفادة من تجارب الأمم الخاصة بإعداد المعاجم التأريخية الخاصة بلغاتها، والإفادة في ذلك من الصناعة المعجمية الحديثة ومن الإمكانات الحاسوبية والتّقنيات المعاصرة.
11. يوصي المؤتمر بدراسة الحروف العربية وبيان خصائصها و مزاياها الصوتية و مخارجها ومعانيها ، وأصولها واللغات التي تكتب بها .
كما يوصي المؤتمر العناية بالمصطلح العربي في العلوم كافة وضعاً و تعريباً.
12. يحذر المؤتمر من تلك الدعوات المشبوهة التي تنادي إلى التنظير بالعامية والأخذ بها نطقاً وكتابةً بغرض إحلالها محل الفصحى.
13. يدعو المؤتمر إلى الإفادة من الإمكانات الكبيرة للشبكة الإلكترونية في نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية والتوسع في النشر على الشبكة ودعم المواقع الإلكترونية التي تنشر اللغة العربية وآدابها.
14. يوصي المؤتمر باشتراط الفصحى لغة للبرامج التعليمية والثقافية كافة في مختلف المنابر الإعلامية و القنوات الفضائية الرسمية و الخاصة ، كما يوصي المؤتمر بإخضاع المذيعين والإعلاميين في مجالاتهم المختلفة لاختبارات لغوية تقام بشكل دوري، تضمن تطوير الأداء،وتحسين الجانب اللغوي في أداء مهامّهم المختلفة .
15. يدعم المؤتمر المسارات التجديدية الهادفة في الأدب شعرًا ونثرًا، ويدعو إلى اعتماد الثقافة العربية الإسلامية ركيزة أساسية لهذا التجديد.
16. يوصي المؤتمر بالإفادة من معطيات المدارس النقدية الحديثة، وتكييفها بحيث تلائم لغتنا وأدبنا، وترشيد التجديد في إطار ثوابتنا العقدية واللغوية دون إفراط أو تفريط.
17. يوصي المؤتمر بالسعي لاشتراط اللغة العربية الفصيحة في الدعاية للمنتجات في الإعلانات التجارية بأنواعها المختلفة ، كما يوصي المؤتمر بتعريب اللافتات الخاصة بالمحلات التجارية بما يتناسب وأهمية اللغة الفصحى في هذا الجانب،و تفعيل التعليمات الصادرة في هذا الشأن .
18. يوصي المؤتمر بإلزام المدارس الأجنبية والدولية بتعليم اللغة العربية الفصحى والثقافة الإسلامية ضمن المواد الإجبارية في جميع المراحل الدراسية ،مع العناية بتدريبهم على الكتابة والإلقاء باللغة العربية الفصحى .
19. يوصي المؤتمر بالسعي إلى التعريب الشامل للعلوم التطبيقية والطبية تأسياً بالأمم المتقدمة التي تدرس العلوم والطب بلغاتها الوطنية و إنشاء مراكز متخصصة في تعريب المصطلحات على نحو عمليٍّ جادّ.
20. يوصي المؤتمر بتعزيز التعاون والتنسيق بين مراكز اللغة العربية وكلياتها ومعاهدها والمجامع اللغوية العربية في مجالات برامج الفصحى، وخدمة لغتنا الخالدة.
21.يدعو المشاركون إلى تواصل عقد هذا المؤتمر في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة؛ وذلك بإقامة المؤتمر الدولي الثالث للغة العربية ومواكبة العصر بعد ثلاثة أعوام، ويقترح المشاركون موضوعا للمؤتمر القادم وهو ( اللغة العربية والفكر الإسلامي في دراسات المستشرقين ).
كما يوصي المؤتمر برصد التوصيات السابقة التي تم إصدارها في المؤتمر الدولي الأول ومؤتمرات سابقة للغة العربية وتصنيفها وتبويبها ووضع خطة عملية لتنفيذها على مراحل زمنية مدروسة.
وفي ختام التوصيات يوصي المشاركون في المؤتمر برفع برقية يعبرون فيها عن جزيل شكرهم، وعظيم امتنانهم وتقديرهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـــ حفظه الله ــ ، ورفع برقيات شكر وتقدير إلى:
ــ صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء .
ــ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية .
ــ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة ــ حفظه الله ــ على دعمه لمناشط الجامعة الإسلامية وفعالياتها.
ــ صاحب المعالي الدكتور :عزام بن محمد الدخيل, وزير التعليم.
ويتوجّه المشاركون في المؤتمر بالشكر والتقدير إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعلى رأسها فضيلة مديرها المكلّف الأستاذ الدكتور: إبراهيم بن علي العبيد على الجهود الكبيرة في إنجاح المؤتمر .
كما يشكرون كلية اللغة العربية و اللجان العاملة في المؤتمر على حسن الإعداد وجودة التنظيم والاستقبال والضيافة والاحتفاء بالمشاركين والحضور.
أعلنت هذه التوصيات في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة يوم الخميس الموافق 4/7/1436هـ الموافق23/إبريل/2015م .