طرح الملتقى الأول لصناعية الأزياء الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بجدة ممثلة في لجنة تصميم الأزياء بقاعة الشيخ اسماعيل أبو دواد أمس، مبادرتين لتأهيل وتوظيف آلاف الطالبات والفتيات السعوديات في القطاع الذي تتجاوز استثماراته السنوية (13) مليار ريال، وطالب وزارة التجارة والصناعية بتصنيف عدد من المهن التي تخدم القطاع، وكشف عن البدء في إنشاء أول أكاديمية لصناعة الأزياء، وسوق دائم لمصممات الأزياء، والشروع في إنشاء مصنع وطني يجمع الكفاءات الوطنية ويساهم في تعزيز قدرات المنتج المحلي في مجابهة الغزو القادم من الصين.
وجمع ملتقى (أمال وتطلعات تصميم الأزياء بالسعودية) 7 متحدثين ومتحدثات بين أكاديميين ورجال وسيدات أعمال ودشنه نائب الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بجدة لقطاع الأعمال المهندس محي الدين بن يحيى حكمي، واستمرت فعالياته على مدار (3) ساعات، حيث ناقش 7 محاور رئيسية، وأطلقت رئيسة لجنة تصميم الأزياء أميمة محمود عزوز خلاله مبادرة (10 لكل واحدة) بهدف قيام كل سيدة أعمال بتأهيل 10 طالبات لسوق العمل، في حين قدمت عضوة اللجنة بثينة شعبان مبادرة لتوثيق التعاون بين لجنة تصميم الأزياء والأقمشة والمنسوجات.
وأشار نائب الأمين العام لقطاع الأعمال المهندس محي الدين حكمي إلى أن قرار تأسيس اللجنة كان صعب لعدم توفر معلومات لدى الغرفة عن هذا المجال، الأمر الذي سبب لهم إرباك في تصنيف اللجنة قطاعية أو نوعية لأسباب اقتصادية بحتة، لاسيما أن لجنة تصميم الأزياء ليست الأولى من نوعها على مستوى الغرف التجارية في المملكة لكنها الأولى على مستوى الخليج.
ولفت إلى أن الفعاليات والتوصيات والإنجازات التي قامت بها اللجنة خلال سبعة اشهر فقط تبرهن على طموح كبير، خصوصاً أنها بدأت في دراسة جميع المعوقات التي تواجه القطاع وتمد جسور التواصل بين جميع المصممات لرفع كل التحديات التي تواجههم إلى صناع القرار بهدف المساهمة بشكل فاعل في الاقتصاد الوطني.
وكشفت رئيسة لجنة تصميم الأزياء أميمة عزوز عن وجود أكثر من (5) آلاف مشغل نسائي في جدة تعتبر مصانع عائلية صغيرة، وقالت أن المرأة السعودية تغيب بشكل كبير عن القطاع الصناعي، حيث أن نسبة البطالة النسائية حسب معلومات حافز تصل تقريبا الى 85%، ويوجد أكثر من 60 مليار ريال مجمدة في البنوك لصاحبات أعمال نسعى إلى تحريكها في مشاريع تهم المجتمع، لافتة إلى أن لجنة تصميم الأزياء وضعت أمام أعينها أهداف طويلة المدى تتمثل في إنشاء أول أكاديمية سعودية لتصميم الأزياء وقدمت دراسة متكاملة عن المشروع، وبدأت بالفعل في إطلاق سوق دائم لمصممات جدة، في حين سيجري العمل في الفترة المقبلة على إنشاء مصنع وطني للأزياء، مشيرة إلى تحقيق 70% من الأهداف متوسطة المدى وأكثر من 90% من الأهداف طويلة المدى.
وعرضت أميمة عزوز مبادرة متكاملة ستساهم في تأهيل آلاف الفتيات السعوديات ودخولهن في سوق العمل، وأطلقت عليها (10 لكل واحدة)، وقالت: ترتكز المبادرة على تكفل كل سيدة أعمال من المهتمات بتصميم الأزياء بتدريب 10 طالبات من الجامعات والأكاديمية والجهات المشاركة والمهتمة بهذه الصناعة، مشيرة إلى وجود مميزات كبيرة لسيدات الأعمال المشاركات في المبادرة، تتمثل في توقيع عقد شراكة بينها وبين لجننتا، والتنويه عن دعمها ومشاركتها في الأخبار والتقارير الصحفية ووسائل التواصل الاجتماعي، علاوة على تكريمها في اللقاء المقبل لقطاع الأزياء، وأشارت إلى البدء في تسجيل الراغبات في التأهيل العملي لدخول سوق العمل في هذا المجال الحيوي عبر عضوات اللجنة، وأشارت إلى أهمية وجود ميثاق أخلاقي بين صاحب العمل والمتدربة.. يساهم في إزالة المخاوف التي تنشأ أحيانا بين الطرفين، ويجسد العلاقة المثالية التي نتحدث عنها في هذا المحور، لافتة إلى أن صاحبة العمل تخشى من خروج أفكارها وخطوطها وأزياءها خارج الإطار وتسعى دائماً إلى أن تحيط عملها بالسرية الكاملة حفظاً على ما يسمى (سر المهنة)، في المقابل لا تريد المتدربة استغلالها والحصول على أفكارها وأعمالها.
وقدمت عضوة اللجنة بثينة شعبان مبادرة أخرى لتوثيق التعاون بين لجنة تصميم الأزياء ولجنة الأقمشة والمنسوجات من أجل إطلاق منتج سعودي يساهم بشكل فعال في مجابهة الغزو الصيني للملابس والمنسوجات بالسعودية، مشيرة إلى ضرورة تكاتف جهود أصحاب الأعمال والمهتمين بالصناعة لدعم اللجنة في إطلاق أكاديمية الأزياء وانشاء السوق الدائم، واطلاق مصنع سعودي وطني.
واستعرضت الدكتورة عائشة بامخرمة وكيلة خدمات المتدربات بكلية التقنية للبنات النظرة العالمية للحصص السوقية للخليج في صناعة الأزياء، مشيرة أنه أكبر سوق يستقطب الأزياء، مع قوة تنامي المبالغ المصروفة على قطاع الأزياء، وأشارت أن حصة السوق السعودي من الملابس الجاهزة جعلتها في المرتبة 12 عالميا وفقاً لإحصاءات عام 2013م، وقالت: عند صدور الامر الملكي بأنشاء مراكز تدريب مهني بدأت ب4 كليات ووصلت الان الى 18 كلية بين الأزياء والمحاسبة والتجميل والمكتبة، وتوقعت أو يزيد الطلب على قطاع الأزياء في الفترة المقبلة لاسيما أن 90% من الأسر المنتجة ترتكز في عملها على الملابس والأزياء.
وعرضت الدكتورة منى حجي رئيس قسم تصميم الأزياء بجامعة ام القرى
دراسة مهمة عن صناعة الأزياء، وأكدت أن الاكاديميات تؤسس الطالبات وتعلمهن الأسس العلمية، لكن المصانع والمشاغل ومؤسسات القطاع الخاص التي تمثلها لجنة صناعة الأزياء هي التي تقدم التدريب والتأهيل لسوق العمل، وأكدت أنهم في طريقهم لإبرام اتفاقية مع لجنة تصميم الأزياء لتحقيق هذا الهدف، وتحدثت عن بعض الدراسات التي قدمتها رانية خوقير ورابعة سجيني وافتكار منشي ودلال الشريف وحليمة مجاهد ونورة صديق مكرش .
واستعرضت الدكتورة إلهام عبد الفتاح من جامعة الملك عبد العزيز العلاقات الطردية بين تصميم الأزياء والمظهر في ثقافة ورقي المجتمع، وذكرت رئيسة لجنة مراكز التزيين النسائية مضاوي الحسون أهم المعوقات التي تواجه صناعة الأزياء، في حين ركز منصور الفقيري نائب رئيس لجة التدريب والتوظيف على أهمية التعاون بين مصممات الأزياء وشركات التدريب والتوظيف، وتحدثت الدكتورة هوازن باريان الاستشارية النفسية عن الجانب النفسي لمهنة تصميم الأزياء.
وأكد رجل الأعمال محمد جميل عزوز أن اللجنة رغم حداثة عهدها استطاعت أن توجد الحلقة المفقودة، حيث تولي الطالبة بعد تخرجها اهتماماً كبيراً لتجهيزها نظرياً وعملياً لسوق العمل والتدريب على استخدام التكتيك العالي لحركة المصانع والبدء بخطوط إنتاج، وقال أنها لو استمرت على هذه الوتيرة ستتفوق على جميع اللجان.
وتحدثت رئيسة اللجنة أميمة عزوز عن العلاقة المثالية بين صاحبات العمل والمتدربات على المهنة، في حين عرضت مجموعة من سيدات الأعمال المشاركات بعض المشاكل التي تواجهن من وزاره العمل وعدد من الدوائر الحكومية التي تخص تلك القطاع وتعرقل سير عجلة العمل، وأوضحن أن الكثير من المعوقات يتم القضاء عليها بالعمل والمثابرة.