الدوحة في 12 ابريل /قنا/ تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون والتراث، تنظم جائزة الدولة لأدب الطفل مؤتمرا علميا تحت عنوان "ثقافة الطفل والهوية العربية - تحديات ورهانات" يوم 29 أكتوبر القادم ولمدة يومين. وأكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بمقر بيت الحكمة بالوزارة، اهتمام دولة قطر بالطفل وتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بالإعداد البدني والثقافي والعلمي للطفل القطري ليكون قادرا على الابداع والابتكار ويسهم في بناء وطنه، مشيرا إلى أن جائزة الدولة لأدب الطفل تقوم بدورها في هذا الجانب حرصا على مواكبة النهضة التي تشهدها البلاد في مختلف الميادين، كما أنها تقوم بنشاطات عديدة ومتنوعة. وأعرب سعادته عن شكره للقائمين على الجائزة لقيامهم بدورهم، والعمل على تحقيق أهداف الجائزة في الإرتقاء بثقافة الطفل القطري والعربي. وأضاف أن الإعلان عن هذا المؤتمر العلمي الخاص بثقافة الطفل جاء مبكرا، ليتسنى للجنة الإعداد الإختيار الأمثل للبحوث التي ستشارك بطرح أفكار وحلول حول التحديات التي تواجه ثقافة الطفل العربي، وتحقيق الأهداف المرجوة، لافتا إلى أن اختيار موضوع المؤتمر حول ثقافة الطفل والهوية العربية يؤكد اهتمامنا وتركيزنا على تعزيز الهوية الإسلامية والعربية لأننا في حاجة إلى التأكيد على هويتنا في عصر يموج بالتحديات التي تواجه تثقيف الطفل ومنها التطور العلمي والالكتروني الهائل الذي ينبغي الاستفادة منه مع ضرورة الحفاظ على أطفالنا وتحصينهم بثقافة عربية وإسلامية راسخة حتى لا تذوب وتطمس هويتهم. وأوضح سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث أن المؤتمر المقبل سيشارك فيه ممثلون عن مؤسسات علمية وجامعات عربية، معربا عن أمله أن تسهم الدراسات والبحوث المشاركة في مناقشة الموضوع بتحليلات جادة مع طرح أفكار بناءة لمواجهة التحديات والعمل على إعداد طفل يؤدي دوره النافع في هذا الوطن الخلاق، واعدا سعادته بتقديم كافة وسائل الدعم لأعمال المؤتمر حتى يحقق أهدافه. بدوره، قال الدكتور ربيعة الكواري، عضو لجنة أمناء جائزة الدولة لأدب الطفل، إن جائزة الدولة تدخل هذا العام حيز المعرفة العلمية من خلال مؤتمر علمي يتضمن عددا من المحاور ذات العلاقة المباشرة بواقع الطفل العربي وثقافته، مشيرا إلى أن محاور المؤتمر ليست ترفا فكريا أو بحوثا نظرية عامة، لكنها ستكون إطارا يمزج بين النظرية والتطبيق لتعين الباحثين والمهتمين بأدب الطفل ومؤسسات الطفولة على الإستفادة من البحوث والدراسات المقدمة في تنفيذ برامجها الأمر الذي يؤدي إلى إيجاد أرضية مشتركة لرفع مستوى الأداء لخلق أجيال مستقبلية تعي مسؤولياتها وتسهم في بناء بلداننا العربية. وأوضح الدكتور ربيعة الكواري عضو لجنة أمناء جائزة الدولة لأدب الطفل أن المؤتمر العلمي "ثقافة الطفل والهوية العربية - تحديات ورهانات" سيطرح مجموعة من المحاور أمام الباحثين ليقدموا العناوين المناسبة خلال المؤتمر، لافتا إلى أن المحاور الرئيسة للمؤتمر هي: الأول .. بناء ثقافة الطفل في تجارب الأدباء والمؤسسات، ويضم هذا المحور الدراسات النقدية التي تسلط الضوء على جهود الأدباء العرب المهتمين بالكتابة للطفل، وكذا المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية وأثر ذلك في بناء ثقافة الطفل.. أما المحور الثاني فهو حول القراءة وسبل تعزيز التثقيف الواعي للطفل العربي، ويعني بالأساليب والاستراتيجيات الخاصة بتعزيز تثقيف الطفل العربي حسب النظريات المختلفة، ولاسيما ما يتوافق مع الواقع العربي. ويأتي المحور الثالث حول أهمية النصوص الأدبية في تثقيف الطفل العربي وفيه يتم التركيز على الدراسات التي ترصد مدى حضور النصوص الأدبية في أفق الأفراد (الأدباء) والمؤسسات التربوية وبيان أثر هذه النصوص في تثقيف وتعزيز الوعي عند الطفل.. ويدور المحور الرابع حول المدى الإعلامي وتأثيره في تثقيف الطفل، ويختص بالدراسات المعنية برصد التأثيرات العميقة لثورة تكنولوجيا المعلومات والإعلام بمختلف أنواعه في مستقبل أجيالنا ، وذلك على مستويات متعددة أهمها الوعي والتثقيف واللغة والقيم. أما المحور الخامس، فيتناول الثقافة الإلكترونية: مصادر وفرص وتحديات، ويختص بالدراسات التي ترصد مظاهر الثقافة الالكترونية لدى العرب، ورصد الصراع الحاد بين الورقي والرقمي على مستوى التثقيف والنشر الالكتروني ودور كل في تنمية ثقافة الطفل.. في حين يكون المحور الأخير حول الثقافة والأشخاص ذوي الإعاقة، وفيه يتم التركيز على الحقوق الثقافية الخاصة بذوي الإعاقة في ظل ما خلفه الدين الإسلامي من تراث وفي ظل الاتفاقيات الدولية للوقوف على طبيعة التزامات الدول العربية بهذه النصوص. من جانبه، قال الدكتور وليد الحديثي الخبير الثقافي بجائزة الدولة لأدب الطفل إن المؤتمر يتطلع إلى الإجابة عن السؤال المعرفي الأكبر في مجال الطفولة وهو إلى أي مدى يمكن أن يكون الطفل في مأمن من أن تشوه هويته العربية، إذا ما أحسنت وسائل تثقيفه، لافتا إلى مسؤولية المؤسسات العربية إزاء إعداد أجيال عربية قادرة على خوض غمار التحدي والصمود في عالم السموات المفتوحة. وأوضح أن أهم أهداف المؤتمر هي: الإسهام في تشخيص ملامح منهجية في تفعيل القراءة لتثقيف الطفل، وبحث سبل تعزيز ربط الطفل العربي بهويته وقيمه العربية والإسلامية، وتوصيف التحديات التي تواجه تثقيفه، والنهوض بالكتابة الراقية المخصصة للطفل وتشجيع المشاريع البحثية المتخصصة في مجال تثقيف الطفل. من جانبها، قالت الدكتورة كلثم الغانم رئيس مجلس أمناء جائزة الدولة لأدب الطفل ورئيس المؤتمر، في معرض ردها على أسئلة الصحفيين إنه سيتم اختيار 18 ورقة بحثية من المتقدمين من مختلف الدول العربية.. لافتة إلى أن مجال المنافسة مفتوح أمام جميع الباحثين، مؤكدة أن اختيار الأبحاث يخضع لمعايير تحكيم علمي من خلال لجنة خاصة لاختيار أفضل الدراسات التي تصب في صالح الطفل العربي، وأن الأولية للبحوث التي تطرح تصورات وحلول ترتقي بالطفل العربي، وأنه سيتم طبع بحوث المؤتمر ليتم الاستفادة منها في قطر وكذا على مستوى الوطن العربي.