أوضح الباحث الفلكي ملهم بن محمد هندي أن "السماك الرامح" أهم نجوم الربيع وألمع نجم في نصف السماء الشمالي ورابع النجوم لمعاناً بشكل عام.
وقال: نجم السماك الرامح كان يحظى بأهمية كبيرة في أغلب الحضارات القديمة حتى بنيت بعض المعابد باتجاهه، وعُبد في بعض الأحيان، وذلك بسبب اللمعان الكبير وإمكانية رؤيته من جميع قارات العالم، كما يحظى بمراقبة ودراسة عميقة في تاريخنا الحديث بسبب التغيرات السريعة التي يمر بها، لذلك كان أول نجم تم توجيه التلسكوبات إليه نهاراً لدراسته وتحليله.
وأضاف: يصنف "السماك الرامح" من النجوم العملاقة الحمراء، حيث يبلغ قطره 25 مرة مثل قطر الشمس، ولو كان السماك مكان الشمس لرأينا شدة ضوئه مثل الشمس 110 مرات، ورغم هذا الحجم الهائل والضياء الشديد فإن حرارته أقل من حرارة الشمس، وللمعانه أطلق عليه اليونان اسم "حارس السماء أو حارس الشمال" وسماه العرب السماك الرامح لأنه قريب من نجمين كأنهما رمح.
وذُكر أن "قلب الأسد" الذي يأخذ في ترتيب اللمعان 21، يبعد عنا نحو 77 سنة ضوئية وحجمه أكبر من الشمس ثلاث مرات ونصف، وقلب الأسد ليس نجماً واحداً بل هو عبارة عن نظام نجمي من أربع نجوم تم اكتشافها مع توجيه التلسكوبات إليه، أما توأم الرامح "السماك الأعزل"، فهو أيضاً عبارة عن نظام نجمي من نجمين يبعد عنا قرابة 18 سنة ضوئية، أحد النجمين كتلته أكبر من شمسنا بـ 11 مرة وحرارته أكثر من أربع مرات مثل شمسنا، ويشكل الخط الواصل بين الأعزل والرامح في الخليج العربي خطاً موازياً للأفق يشرقان ويغربان معاً.
وبين "هندي" أنه يمكن الاستدلال على السماك الرامح من خلال مجموعة الدب الأكبر التي تتخذ شكل مغرفة، فنجد أن يد هذه المغرفة تشير إلى السماك الرامح أحد نجوم كوكبة العواء، وهي مجموعة تشتهر في الربيع، أما "قلب الأسد" فيستدل عليه من فم المغرفة، فالخط بين أول نجمين يشيران إليه ناحية الجنوب أسفل كوكب المشتري.
ويمكث مثلث الربيع هذه الأيام طوال الليل حيث يشرق مع غروب الشمس ويغرب مع شروقها.