شادي غوانمه : لاأعفي الفنان التشكيلي من دوره الإستراتيجي في إلتقاط عناصر هويتنا

جدة. نسرين العزام . نبراس شادي غوانمه فنان تشكيلي يسافر بين اللون والخط ليلتقط التفاصيل في أسفاره ورحلاته فتتحول على السطوح البيضاء ألوانا وأشكالا أو رسائل يبثها من قلبه وفكره ومن أحاسيسه ومشاعره يرسم كي يتنفس..الفن بالنسبة له جزء لايتجزأمن واقع حياته فلايستطيع الهروب من تراثه وموطنه ، حيث تلازمه بيئته حتى في إبداعاته وتجلياته،فيتصدر لوحاته وجه المرأة العربية وزيها وتطغى أصباغ ثوبها على ألوان فرشاته، فتتلاصق ومفردات بيئته وملامحها...

شادي غوانمه، فنان أردني ولد في الأردن عام 1971، عضو في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، عضو الجمعيه العربية للفكر والثقافة، عضو رابطة المسرح، عضو لجنة ترشيح في المبادرة العالمية للقيادات االنسانية،حاصل على شهادة دكتوراة تقديرية من المبادرة العالمية للقيادات النسانية شارك في العديد من المعارض الشخصية داخل الأردن وله العديد من المشاركات في معارض محلية ودولية وأهمها : الأردن ،السعوديه،إيطاليا،اليونان،جورجيا،سوريا.


ما الذي لا يعرفه المتلقي عن شادي غوانمه؟
ما زال شادي غوانمه ابن لبيئته ومجتمعه الوفي لتلك اللوحة المعلقة على جدار المعرض وأكثر وفاءا لتلك اللوحه التي ما زال يغازلها بألوانه .. محققا ذاته كلما أظفى لمسة من فرشاته على سطح تلك اللوحة التي ما زال يحلم أن يحقق فيها منتجا فنيا قد يعيش للخلود . فالفن خلود وبقاء والفن إرتحال في تضاريس اللون مشكلا جغرافيا الروح في أسمى حالتها الإنسانية . هذا ما يبحث عنه شادي غوانمه وهذا ما يعرفه عن نفسه وربما ما يسعى المتلقي إلى معرفته عني .


ما هي برأي الفنان أهم المشاكل المطروحه على الساحة الفنية التشكيلية..؟
إن الحديث عن المشاكل في الساحة الفنيه التشكيلية حديث إشكالي يتفق عليه من يتفق و يختلف عليه من يختلف فالإشكالية قبل الخوض في دعم الفنان وإحتضانه والأوضاع الإقتصادية التي يعيشها المبدعون ،في شتى المجالات فالتحدث عن إشكالية وجود الفنان في المجتمع العربي مقارنة بوجود الفنان في المجتمع الغربي، وإذ الإشكالية على وجوده في الغرب على عكس حالنا في الشرق وبرأيي الخاص فإن الإشكالية الكبيرة والتي شكلت الجدلية العالقة للفنان التشكيلي في المجتمع العربي، وطبيعة علاقة المجتمع بفكر الفنان التشكيلي وأحاسيسه ومشاعره وآلية النظرة إلى منتجه الإبداعي ،والذي يحاكي الجمال في روح من التجديد والأصالة والمعاصرة، من خلال مشاركتك في العديد من المعارض الداخلية والخارجية والمناسبات الفنيه المختلفة.
ما هي المقارنة والإختلافات على تصور المستوى الفني في بلادنا العربية وغيرها من الدول ؟
. .. ما زال الفنان العربي ابن لبيئته القاسيه التي ولدت في صحراء وللأسف فقد امتدت الصحراء إلى الثقافة البصرية في المجتمعات العربية فكيف لنا أن نقارن ونتعرف إلى تلك الإختلافات في بيئات عربية لم تدخلها المدينة إلا شكلا بعيدا عن المضمون والروح المدنية، التي نشأت في أوروبا وروسيا وأميركا ملبية حاجاتها إلى الثقافات السمعية والبصرية بعيدا عن إشكالية المعارض التي لم تتشكل بعد مع ثقافة االإنسان العربي لتكون اللوحة والمعرض الفني حاجة للبقاء وغذاء للجسد والروح . لهذا فالتشابهات كثيرة والإختلافات قليلة في البيئة العربية مما شكل إختلالا في طبيعة الرؤيا الغربية للعمل الفني والرؤية العربية التي ما زالت تحتاج إلى المزيد كي تنمو وتواكب نظرة الغربي بالفن التشكيلي، وربما يكون الخليج العربي أوفر حظآ في التطور الفني حيث لوحظ مدى تطور الفنان السعودي والقطري والإماراتي والكويتي على الساحة العربية والعالمية.


هل استطعنا كفنانين تشكيليين إيصال هويتنا العربيه للعالم الخارجي بالمستوى الذي يليق بعروبتنا وتاريخنا وحضارتنا؟
العروبة والتاريخ والحضاره ثوابت لا مساس بها، ورغم هذه الثوابت إلا أننا ما زلنا بحاجة في هذا الزمان المعاصر لتحديد ماهية الهوية العربية في زمن تفتت فيه الجغرافيا وتآكلت بعض القيم التي تشكل روح الهوية العربية مع هذا فلا أعفي الفنان التشكيلي والمفكر والسياسي والأديب والشاعر من دوره الإستراتيجي في إلتقاط عناصر الهويه وتكوينها من خلل ما، الذاكرة العربيه حيث الخيل والبادية والنخيل والواحات وبيوت الطين ما زالت تشكل رموزا مفتاحية لذاكرة العروبة في العقل الجمعي .لهذا ما شادي غوانمه وغيره من الفنانين التشكيليين رغم الحداثة ما زالت البادية والخيل وغيرها من عناصر مهمة في لوحاته التشكيلية ومن هذه العناصر يستنهض الفنان شادي غوانمه قيم العروبة الأصيلة في المساهمه في بقاء الهوية العربية متجذرة صامته أمام موجات العولمة والتغيير بدعوى الحداثة .


ما الذي يدفع الفنان للإبحار على سطح اللوحة ؟
وهل الفن إلا إبحار في الأعماق .. وهل الفن إلا فتح في فضاءات الكون وتجلياته . وهل الفنان إلا مغامر يبحث عن ذاته ويعيد تشكيلها، ضمن مفاهيم الإبحار على سطح بلمسة لون تشكل مركزية لهذا الفضاء لينهل منها الفنان والمتلقي وهو يضع على جسد اللوحة صفاء روحه ولونه فالفنان روح ودوافع الروح الغريزيه التي تنبت أشكالا إبداعية بل الدوافع الإنسانية في ما يحث الفنان على تصوير الواقع والحياة ومحاولة نمذجتها في تجليات ما بين الأبيض والأسود فلربما يتحقق الحلم وتصحو الحقيقة على إيقاع الفنان التشكيلي .


للفنان العديد من المشاركات المحلية والدولية أبرزها مؤخرآ المشاركة بمزاد شركة أجنحة عربية في (ذا جاليري ( بمدينة جدة حدثنا عن مشاركتك؟
مشاركتي مع أجنحه عربية فخر لي كفنان تشكيلي، والمزاد حيث أن المعرض جمع فنانين تشكيليين مخضرمين وأسماء تغني الساحة الفنية أسمائهم حيث وجدت لوحة للفنان الإسباني بابلو بيكاسو والفنان الهولندي فان كوخ وفنانين عرب ومؤسسين على الساحة العربية، بداية مشاركتي مع أجنحة عربية، بدأت من مشاهدة الفنان محمد بحراوي بعض لوحاتي واختياره لوحة منها للمشاركه في المعرض والمزاد،بالإضافة أيضا لإختياره لوحة أخرى من أعمالي لتشارك في معارض قادمة، ومزاد قادم، وأشكر الفنان محمد البحراوي الذي بهمته وهمة العديد من المبدعين في المملكة العربية السعودية، تم تعزيز التواصل الفني بين المملكة ومختلف الدول العربية الأخرى لنرتقي كفنانين بالفن ونصل به إلى العالمية .

[IMG]10937501_418248064993165_1756790430_n[/IMG]

[IMG]269352_380782825312235_1896587930_n (1)[/IMG]

[IMG]10904895_417406708410634_1401978830_n[/IMG]

[IMG]10441432_698720123518502_2301800529876536508_n[/IMG]

[IMG]10415678_691827734207741_6006826018951014809_n[/IMG]