الاحساء . زهير الغزال . نبراس اختتمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع استعداداتها لإطلاق مهرجان تراث الإمارات الذي يقام هذا العام بقلعة الجاهلي بالعين تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع خلال الفترة من 15 وحتى 18 ابريل الحالي بمناسبة الاحتفال بيوم التراث العالمي، واختارت وزارة الثقافة "العادات والتقاليد" لتكون شعارا للمهرجان هذا العام، حيث يضم مهرجان التراث هذا العام العديد من الفعاليات المميزة التي تستحضر التراث الإماراتي بكافة تفاصيله وبيئاته المختلفة على مدى أربعة أيام فتقدم فرق الفنون الشعبية عروضها المميزة التي تضم فنون العيالة، والوهابي، واليولا، والهبان، والحربية، والرواح ، وفن الأنديما من خلال أكثر من 10 فرق للفنون الشعبية إضافة إلى الفرقة الوطنية للفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وإلى جانب العروض الشعبية يضم المهرجان الحرف التراثية الرجالية، والحرف التراثية النسائية إضافة إلى الألعاب الشعبية والأكلات التراثية والمعرض التراثي لتتكامل كافة هذه الفنون التراثية وتشكل لوحة متكاملة عن التراث الإماراتي في صورة يمكن للأجيال الجديدة التعرف عليها والاستمتاع بها، إضافة إلى زوار الإمارات والمقيمين على أرضها باعتبار المهرجان فرصة لكي يدرك الشباب تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة.
وقالت سعادة عفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع إن المهرجان يحظى برعاية ومتابعة مباشرة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان حتي يخرج بالصورة التي تليق بتراث الدولة، وأن يعبر عن عاداتها وتقاليدها الأصيلة، وجاء تطوير المهرجان ليكون أكثر جذبا للشباب، مؤكدة أن الوزارة حرصت منذ بداية الإعداد للمهرجان على أن تصب جميع الفعاليات في جانب الأهداف الاستراتيجية للوزارة بتأصيل التراث والحفاظ عليه، وتعريف الجيل الجديد بالموروث الشعبي، من خلال فقرات الفنون الشعبية والحرف والصناعات التقليدية والمسابقات التراثية، والمعارض الفنية المعبرة التراث وورش العمل الخاصة بالتراث.
وأضافت أن الاحتفاء بيوم التراث العالمي يعد مناسبة مهمة لاستحضار ما للتراث والقيم والتقاليد في الإمارات من أهمية كبرى، موضحة أن حرص وزارة الثقافة على الاحتفال سنوياً بتراثنا، في هذا التوقيت من كل عام في يوم التراث العالمي يعد دليلا على اهتمام قيادتنا الرشيدة بالتراث، وتعلق الإماراتيين بقيمهم وبأعلامهم وثقافتهم ومخزونهم وتراثهم، ومن هذا المنطلق تركز وزارة الثقافة على إحياء التراث بكل جوانبه ومكوناته، والعناية به باعتباره أحد أهم مكونات الهوية الوطنية والشخصية الإماراتية بشكل عام.
ودعت وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع كافة أفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات وزوارها للحضور إلى قلعة الجاهلي – العين للاستمتاع بفقرات وبرامج تراثية مميزة تمثل بانوراما متكاملة لتراث الدولة، مؤكدة أن اختيار العادات والتقاليد لتكون شعارا لمهرجان التراث هذا العام تأتي اتساقا مع توجه الوزارة بالاهتمام بقيمنا الأصيلة وإحياء عاداتنا، ليتعرف عليها الجيل الجديد ويمارسها في حياته اليومية.
قلعة الجاهلي تراث تؤرخ لآل نهيان
قلعة الجاهلي التي بناها الشيخ زايد بن خليفة (زايد الأول) في الفترة ما بين (1891 1898) بالقرب من واحة الجاهلي، وجعل منها محل إقامته الصيفية وباشر منها العديد من المشاريع التطويرية بدءاً بالأفلاج وانتهاء بالمباني الدفاعية.
وتقع قلعة الجاهلي في القسم الجنوب الشرقي من مدينة العين بالقرب من متحف قصر العين، وتعد إحدى أكبر القلاع في العين وأفضل نموذج لفن العمارة العسكرية المحلية، ولها تاريخ ضارب في القدم، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ أسرة آل نهيان، وهي ذات موقع استراتيجي للأعمال العسكرية لكونها تقع على مقربة من مصادر المياه وتحيط بها الأراضي الخصبة للزراعة . وقد شكّلت القلعة استراحة صيفية للعائلة الحاكمة، وظلت السكن الخاص بأسرة آل نهيان حتى بعد وفاة الشيخ زايد الأول في العام 1909. كما كانت تمثل رمز الاستقرار السياسي الذي حققه الشيخ زايد بن خليفة خلال فترة حكمه الطويلة.