عقارب الساعة تعانق الحادية عشر مساءً .. يجر قدميه في بهو ذاك المبنى العتيق .. في إحدى يديه يحمل كيساً به طعام قليل .. و بالأخرى مفتاح شقته .. وقبعة تحمل شعار شركة حراسات أمنية.. يفتح الباب يضيء .. الإضاءات .. يجد كل شيء على حاله .. ثيابه.. فراشه.. أعقاب سجائره .. يضع الكيس و يلقي بالقبعة و المفاتيح على السرير .. يقرفص بجوار سريره .. تخنقه دمعته.. تذكر عائلته الصغيرة التي خطفها الموت و نجا و حده .. يتذكر تفاصيل أحاديث أبيه .. كان ينهاه عن التدخين .. يتأمل أعقاب سجائره.. يتذكر رائحة والدته .. و أخيه الذي سرقت روحه بين يديه.
يبكي بمرارة.. تأخذه إغماءة صغيرة على أرض غرفته .. يتكرر فيها تفاصيل حادث شنيع .. تركه وحيد منذ أعوام .. يسمع صوت والدته توصيه .. أن يهتم بنفسه جيداً..
يستيقظ.
يقف أمام مرآة الحمام يغسل وجهه .. يمسك فرشاة أسنانه .. يتحدث بصوت مسموع .. أمي.. لازلت أغسل أسناني.. كما علمتني. . يغسل وجهه بالصابون.. يبدل ثيابه يرتب صحون طعامه كانت هناك عائلة تشاركه الطعام .. يمسك هاتفه .. يلهمه الألم ليكتب حديثاً .. مؤلم لمن يقراءه ..
#بقلمي
#شجن
#قطرات_حبر