• ×

قائمة

Rss قاريء

عصفور حلب ؛

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الرياض . هيا القحطاني - بنت نبراس 


بمنزل صغير
بأحد أحياء الشأم
وبالتحديد بحلب
طفل يبلغ من العمر الحادية عشر
كان هذا الطفل يذهب من الصباح
إلى العصر كي يشتغل ويكسب مال
يغذي والدته به

كان كل يوم حينما يرجع يخاطب أمه ؛
أماه اعذريني تأخرت اليوم لكن
كي اكسب مال يغذيك حتى تشبعي
وينزل صحن الطعام أمام والدته
ويقول ساغسل جسدي بعد كل
هذا التعب ثم اعود لك
ويفتح باب المنزل ويرحل ليستحم

بقي هذا الطفل على هذا الحال لمدة شهور
رأف به الجيران والكل فارادوا منه
أن يبقى بالمنزل وان ياتوا له بالطعام
فرفض بتاتا وهو يقول :
اتريدون أن تقول امي بأنكم تشفقون على ؟
على حالنا اتريدون أن تزعل امي مني
ﻻ وألف ﻻ فبعد أن سافر ابي انا
الرجل بهذا المنزل وساطعم امي حتى
تستعيد عافيتها وأقيم حفل وادعو الكل
ونعيش بسعاده

طلبو الجيران منه أن يأتي بأمه لهم
فقال ساخاطبها ورجع لهم ثم قال رفضت
تقول ﻻ تستطيع اﻻبتعاد عن المنزل
واستمرت اﻻيام وهذا الطفل بدأ يتعب
وبيوم سمع الجيران ونين ﻷول مرة يسمعونه
وأنين خرج من قلب متألم

طرق الجار باب المنزل فرفض الطفل أن يفتح
رغم شدة تعبه معتذراً بأن أمه ليست متحجبه
وأصر الجار حينما أتى بالطبيب له
فقال الطفل: أرجوك اصبر فأنا احجب امي
فتح الطفل الباب وهو يكاد يسقط من شدة الوجع
وحينما عالجه الطبيب قال : انت لست بخير
هل لي أن أخاطب امك فقال:
حسناً لكن دعني إذهب لها بتلك الغرفه
واخبرها لكنها تقول لن تعلي صوتها
ف صوت المرأة عورة

وحينما وصف الطبيب بعض اﻻدويه ورحل ،
مرت اﻻيام بسرعه وأتى اليوم المفجع
اليوم اﻷليم يوم الوداع

لم يخرج الطفل من منزله يومين
فخاف الجار وحينما طرق الباب
وهو يكرر يا قصي ولم يجد رد
فقال يا أم قصي ولم يجد رد

لثمان ساعات فقرر الدخول
ومعه كل النساء والرجال من الحي
فهو طفل محبوب بين الجميع
فكيف طفل بالعمر الحادي عشر
يتعب وهو صغير من أجل أن يطعم والدته

دخل الجار والجميع معه فلم يجد قصي
لكن كان هناك هواء بارد ينبعث من تلك الغرفه
فتذكر الجار حينما قال الطفل للطبيب :
امي بتلك الغرفه فهرول مسرعا
ً والكل معه وقبل أن يفتح الباب وجد
ورقه كتب عليها "كيف لي أن اشتري الدواء بمال اطعم به امي"

ففتح الجار بقوه الباب وهنا الدهشه
قصي باﻻرض وبجانبه لوحة رسمت لوجه أمه
خلدت كذكرى وشهادة وفاتها معلقة بجدارالغرفه
تؤكد وفاتها من قبل عام!!

إذاً فالطفل قصي كان يتوهم بأن والدته
ما زالت على قيد الحياة وكان يخبئها خوفا
من قول امك "رحمها الله "

فكان حينما ياتي بالطعام ثم يفتح الباب
يريد للقطط أن تأكل الطعام فيشعر او يكذب
على نفسه بأن أمه من اكل ما في الصحن

وحتى حينما كان يحتضر أقترب من صورة والدته التى رسمها
وتصنع بأنه يحتضنها ونام كي تطيب اوجاعه

لكن !!منامه قد طال ،
وطار قصي للمكان الذي رحلت له والدته
وبهكذا انتهت حكاية عصفور حلب.

للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  479

التعليقات ( 0 )