نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة ، افتتح وكيل إمارة المنطقة عبدالمحسن المنيف اليوم فعاليات ملتقى المسئولية الاجتماعية بالمدينة المنورة في نسخته الأولى والمعرض المصاحب له ، الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة بحضور عدد كبير من المسئولين وممثلي المؤسسات والشركات والخبراء والأكاديميين والمهتمين بالشأن الاجتماعي ، وتستمر لمدة يومين .
وعقب افتتاح المعرض المصاحب للفعاليات التي تحوي أجنحة للعارضين والصالون الاستشاري وتصب في خدمة أهداف المسئولية الاجتماعية ، بدأ الحفل المعد بهذه المناسبة بكلمة لرئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة الدكتور محمد فرج الخطراوي بين فيها أن المفهوم المعاصر للمسئولية الاجتماعية أتسع نطاقه ليشمل سلوك وتصرفات الفرد والمؤسسات الربحية وغير الربحية نحو المجتمع بصورة مسئولة ، معتبرا أن الغرف التجارية بالمملكة من أهم مؤسسات المجتمع المدني التي تشكل المسئولية الاجتماعية أبرز نشاطاتها .
ولفت الخطراوي إلى أن الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة أنشأت لجنة للمسئولية الاجتماعية تعمل بصورة مستمرة لخدمة مجتمع المدينة المنورة ، بالإضافة إلى أن الغرفة تضم مركزا لمساعدة الشباب في التوظيف والتدريب ، مؤكدا أن رعاية سمو أمير منطقة المدينة المنورة لهذا الملتقى تأتي تجسيدا لرغبتها الأكيدة في تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسة التي تأتي في مقدمتها متابعة وتطوير وتنوع منتجات المسئولية الاجتماعية محليا وعالميا إلى جانب ترسيخ وتأصيل مبدأ المسئولية الاجتماعية لدى القطاع الخاص وتوسيع وتعميق مفهوم المسئولية الاجتماعية كجزء من نشاطها اليومي .
وأعرب الخطراوي في ختام كلمته عن شكره وتقديره لسمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز لدعمه ومساندته المستمرة لبرامج الغرفة التجارية وأنشطتها المختلفة التي تخدم المجتمع بشكل عام وقطاع رجال الأعمال بصفة خاصة لاسيما تنظيم هذا الملتقى الذي يعقد لأول مرة على مستوى منطقة المدينة المنورة .
بعد ذلك ألقى وكيل وزارة الشئون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية الدكتور عبدالله بن ناصر السدحان كلمة أكد من خلالها على دعم الدولة المستمر للقطاع الخاص وحرصها على مشاركته في التنمية لما له من قدرات مالية وإدارية ، مبينا أن المسئولية الاجتماعية وجدت اهتماما واسعا من كافة القطاعات .
وأشار السدحان إلى أن الشراكة بين القطاع الخاص والعام في شأن المسئولية الاجتماعية ما زال في بداية الطريق ، ولكن الجهود مبذولة والخطوات التي تمت تبشر بالخير والنماء والنجاح .
بعدها كرم وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة الشركات والجهات المشاركة في الملتقى .
عقب ذلك انطلقت جلسات الملتقى بالجلسة الأولى التي ترأسها معالي الدكتور محمد بن علي العقلا بعنوان / المنطلقات الأساسية للمسئولية الاجتماعية في المجتمع الإسلامي / قدم فيها معالي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد بن محمد علي ورقة بعنوان / النماذج التطبيقية للمسئولية الاجتماعية في الحضارة الإسلامية / ، بين فيها أحقية اختيار المدينة المنورة عاصمة أبدية للثقافة والحضارة بوصفها مركز إشعاع عالمي ، مشيرا إلى أن مسئولية الفرد تجاه المجتمع أصيلة في الإسلام ، ولا تستند إلى أغراض مادية ودنيوية بل تستند إلى قيم الرحمة والتعاون .
وأبان معاليه أن اختلاف النظرة للمسئولية الاجتماعية لدى الغرب المعتمدة على الناحية المادية البحتة هي محاولة من خلال الطرح الجديد لمعالجة فشل الرأسمالية ، موضحا أن الإتقان في المسئولية الاجتماعية من منظور إسلامي يعد تجويد للعمل الإنساني وأحكامه وإحسان النية ، ما يعني مراقبة الله في كل عمل اجتماعي ، مشدداً على ضرورة غرس مفهوم المسئولية الاجتماعية في مناهج التربية وصناعة القدوة التي يتحقق من خلالها مفهوم المسئولية الاجتماعية .
أما الورقة الثانية فتناول فيها مدير حاضنة الأعمال بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد الزامل عملية الإتقان باعتبارها مشاركة وتقبلاً وتنفيذاً وتوجيها ، متطرقا إلى التكافل من منظور الفهم لوظيفة الفرد المسلم في المجتمع والمنطلقات الأساسية للمسئولية الاجتماعية في المجتمع المسلم ، مؤكدا أن التكافل منطلق إسلامي بحت وأن التكافل ليس إحسانا للفقراء فحسب وإنما هو قضية لتكوين مجتمع قوي ونقي وتعزيز الاستثمار .
فيما تناولت الورقة الثالثة العلاقة بين الأوقاف والمسئولية الاجتماعية أوضح خلالها الشيخ يوسف الأحمدي أن التكافل والأوقاف هما توأما المسئولية الاجتماعية ، مبينا أن المسئولية الاجتماعية هي مفهوم إسلامي من الدرجة الأولى وأن جاءت بمسميات جديدة ، مشيرا إلى أن التكافل والأوقاف هما أفضل طريقة لتعزيز التنمية وتطوير المجتمع معددا المجالات الواسعة التي يمكن للمؤسسات والشركات والأفراد العمل فيها لخدمة المجتمع مثل المدارس ورعاية الأيتام والمسنين وخدمة الأرامل .
أما الجلسة الثانية التي رأسها أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية طلعت حافظ بعنوان / المفاهيم الأساسية لتدعيم المسئولية الاجتماعية في الشركات / ، فتحدث في بداية الجلسة رئيس مجلس إدارة (ناتبت) جمال جميل ملائكة عن مفهوم الاستدامة للشركات ، مؤكدا أن المسئولية الاجتماعية ليست ترفا بل واجب ديني ووطني وأخلاقي ، منوها بمدى استفادة الشركات والمؤسسات من الحوافز وبيئة الأعمال والبنية التحتية التي تعد بمثابة رد الدين وليس منة ، مشيرا إلى أن التزام الشركات بهذا التوجه يؤدي إلى زيادة ترابط المجتمع ورفع المستوى الاقتصادي والثقافي , معتبرا أن دور المسئولية الاجتماعية يتعدى الأعمال الخيرية والتبرعات
بعد ذلك تناولت رئيس دائرة المسئولية الاجتماعية بالبنك الأهلي بسمة بنت عبدالعزيز الجوهري خلال ورقتها كيفية بناء البرامج واستقطاب الشركات لتنفيذها ، مشيرة إلى ضرورة الالتزام ووضع الإستراتيجيات لضمان نحاج برامج المسئولية الاجتماعية ، مشددة على أهمية تصميم رؤية وقيم وإستراتيجيات ومشاركة الناس في وضع البرامج وتنفيذها ، لافتة إلى أن الدراسات وتقصي الحاجة للخدمات ونوعيتها ضروري لنجاح المسئولية الاجتماعية ، ثم تحدث المهندس أحمد عجب نور من شركة معادن عن مفهوم الاستدامة للشركات ، منوها بتجربة شركة معادن في التدريب والتوظيف وبرامج الشركة المتنوعة في مجال المسئولية الاجتماعية ، كما تناول مدير مركز ميراس للاستشارات عمر بن محمد حلبي أهمية تقارير المسئولية الاجتماعية ذات الشفافية بالنسبة للمسئولية الاجتماعية ، مشيرا أنها تبين أثر الاستدامة لعمل الشركات وتوجهات مسئولياتها .
ويواصل ملتقى المسئولية الاجتماعية بالمدينة المنورة أعماله يوم غد الأربعاء بعدد من الجلسات تتناول طبيعة مشاريع المسئولية الاجتماعية واستعراض تجارب المضيئة في مجال المسئولية الاجتماعية ، بالإضافة إلى عدد من المواضيع بمشاركة جهات متعددة مثل جامعة طيبة والجمعيات الخيرية والبنك السعودي الفرنسي والبنك الأهلي ولجنة الأوقاف بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض .