• ×

قائمة

Rss قاريء

من لايعرف المخلاف السليماني ليقل : أنا جاهل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
جازان . سمية مؤذنة . نبراس السعادة لاتكتب كما الحزن ... لا يغدق الحرف بل نبتهل كي يشع الفرح ... وجئت اليوم لأقص للفرعون في مملكتي عن خبايا رونق الشعر و لذته في الجنوب ....

منذ كنت طفلة كانت جدتي كالحكواتي تسحرك بجمال عينيها الخضراوان ووجها الجبلي وسردها المبتسم .......

تميزت بجمال تقاسيمها وحلاوة الكلم المنمق ....

دوماً تتحول إلى الشعر من ثم التاريخ لتروي تفاصيل الدولة العثمانية والحرب الادريسية في المخلاف السليماني ...

لتهزج بعدها بقصيدة لا أحفظها ولم أدونها تناقلها الجنود عن جدي الشريف أحمد الذي دفن نصف جسده الأسفل بعدما انعدم العتاد وأوشك العدو على الفوز بالمعركة وكل ذلك كي لا يتراجع للخلف ... كانت قصيدة تحكي عن الشجاعة وعن الفخر وعن حب الموت عن الحياة بعار الهروب .....

الشعر يا سيدي في الجنوب به من العذوبة شيئاً مغايراً عن كل مناطق شبه الجزيرة ..

الصحراء ليست كا الوادي ... وليست كا البحر أرض موطني الزراعية بها ماتشتهي من الفاكهة وبكل قصيدة ستجد تلك الخصائص .. ستجد جمال الطبيعة يتجسد كنص و النباتات العطرية ستفوح رائحتها ... فالفل زهر مدينتي ...

والريحان يزين المنازل ....

فلتحتري الودق في أرضي ليعلمك أن المخلاف السليماني حين يبكي الغيم على وجه أرضه سيحدث رائحة لن تسلبها منا الحضارة بل سيمتزج كلاهما .. ليفلح الشاعر بعدها ويزرع القصائد التي تزهر بالفل وتفوح بشذى النباتات العطرية ... وتتبختر بالطيبة لأن أرضنا مباركة طيبة ...

سيدي أنا حين أحدثك عن الشعر لن أتوقف فالشغف بي مهيمن ... و إن حدثتك عن المخلاف السليماني فلن يجد مني قولاً منصفاً ...

وإن حدثتك بشعري فسأقول :

وأحب اهمالي

وأعشق عزتي ..

فبأي ذنبٍ

تستبيح دموعي ..

لا الحب يشفع للمليكِ غروره..

ولا الفراق للعليل دواء..

إن الموانئ

تكتسي من أحرفي..

ومدائن الدنيا

تحب حضوري..

قد تكون العنصرية مجحفة ... من لا يعرف المخلاف السليماني ليقل : أنا جاهل ..

لأن الجاهل في الجنوب أو في المخلاف السليماني يعرف الكثير عن كافة قبائل وأراضي وطنه ..

العلم يرفع أمم والعلم في مدينتي منذ عهد الكتاتيب كان في أوجه ...

العنصرية مجحفة بحقنا سيدي .....

ولكن جدتي تقول : إن الأصل في التعامل والرفعة في السمو ... ولهذا السبب كان اسمي ...

لكي لا تسمعني الدمعة فلتقترب لأهمس لك :

إن جدتي التي أعشقها ماتت وإن المخلاف السليماني هاجرته .... لهذا أنا حزينة .. وفي كل عام أكتب قصيدة كي تسمعها جدتي .. كي أعيد لها بعضاً مما كنت أشعر به حين تهدينا المتعة بشدوها العجيب وحرفها المبهج ...

قيل لي بأن الأموات يتصلون بنا ويتقصون عن أخبارنا ... لذلك في هذا العام قلت :

أحيك الحرف

أنسجه

فيبهج كل ذي فن ..

ويطرب سمع ذاك المار..

أنا ليلي

سكيب الدمع..

همالٌ

يجيد العزف ..

يرفض حزني

ويشتاق كثيراً ..

به وجدٌ

به غصة

به يستيقظ الوجدان ..

به ذكرى لمشيتها

به بسمة

بقايا من بقاياها..

به أيام رقصتها

وفرحتها

به تنهال أشواقي

وتعصف بالفؤاد الصلب

وتنهينا ثكالى عند مثواها ..


فأعيادٌ بلا أنتِ

نسميها ضمى أعياد ..


أفاطمة.


يمر الفرح في عيني

بلا أصوات..

بلا مأوى ..

مرور المتعبين ..

له في القلب

متسع لحين..

وراحلٌ

كما الأموات ..


أفاطمة .


أيا أمي .

أيا جدة .

أيا كل الدنى في مقلتيّ ..

أيا عمراً من الترحال ..

أيا شوقاً مسجى..

ذكرتك.

بكيتك.

شكرت الهي

كثيراً

كثيراً..

ورثتك دماً وجينات عمر ..


أ جدتي !!


كم أحب ندائك ..

وجدتي

عشقٌ

ووطن

وأمٌ

وبيت..



أيا عزي

عزائي الوحيد

انتمائي إليك ..



بك الليل يضج

يغويني بحزن

يناشدني

التوحد فيك .

البكاء .



وفيك بكائي يطول ..


ولكن ..!!


أعاند ضعفي

ولا أنساق ..



فقط دمع

يبلل وجنتيّ

بقايا لفيضٍ

من الأحداق ..

سيدي سأنهي حديثاً لا أعلم كيف كتب وكأنه يوحى إلي به ...

أيامي بك سعيدة ... ولتسمع نصيحة شاعرتك :

أخاف من الفراق كخصم كاد يقتلني في عامٍ فات ..

وكنا ياخلي البال كالأموات ..

وتعشقني


ويبقى الخوف ازعاج بلا أصوات ..

أدركني الصباح فسكت عن الكلام المباح ...



قطرات_حبر

@HoHappynono2010
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : Publisher
 1  0  880

التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    15 مارس 2015 08:55 صباحًا هدى :
    حرفك له وقع على قلوبنا......نحن باانتظار الاجمل منك دوماً يسلم لي قلمك!