ذات يوم وبينما أنا ألاعب السيد طفش " كيرم " وقعت عيني على " اللابتوب " وقلت مالها حل " يا ولد إلا هجولة إلكترونية " ، طق اللثمة بإسم مستعار مميز يجمع بين ، الكولية والهجولية " وشوطك لا يختلف " المهم ما كنت شايل هم دوريات " الموقع محجوب " وزحمة الانترنت وتعليق شركات الإتصالات ، " طبعا حبايبي حقين الإتصالات - حفرد لهم حديث خاص جدا " ولو يمونوا " ما علينا المهم ، قلت خلنا نفرفر شوي بالفيس توك ، ونكحل شوي بالإنستغرام ، ولا بأس بقليل ، من أحاديث تويتر ، وتمبلر ، والاسك ولا يهونوا عيال اليوتيوب ، هو مشوار بس وش ورانا ما حنا ع الفره .
وبينما اتمشى بالفيس توك ، ما بين لايكات لأشياء غريبة ، وكومنتات غير مفهومة - طبعا الكومنت يعني تعليق ، بس لازم اكتبها انجلش ، ولا حتقولوا الولد ذا ماهو مثقف ، وتضيع علي ثروتي الإلكترونية ، اللي حبدأ مشوار المليون فيها ، بعد ما حقابل مستر مفكر الفيس بوك ، وبسبب هذا الكائن الإلكتروني صرت أكتب كلام كبير .
المهم وبينما انتظر في زحمة التنقل بين الصفحات ، علقت على صفحة وحساب ، للكاتب الأديب الشاعر المصمم الرسام الخطاط المبدع .. إلخ ، طبعا وقفت انبهارا وتعظيما وانحناءً للسيد برعي مالك الحساب ، عدد اللايكات على كل بوست ، الكومنتات اللي تعدت عد شعوب آحدى الدول العربية ، قلت يا ولد خلني اشوفه على الشات وأدردش ومنها نضيع طفش ، ونصير مشهورين .
انا : يمسيك بالنور يالغلا
( متاثر للان بشات الشلة )
مستر برعي : أهلا .
رده القصير فجعني قلت يا ولد شكله ما حيعطيك وجه ، بس تدري مالك الا تسوي ، زي صاحبة آخر بوست تقله : انك كاتب وبتستشيره في خبرته العظيمة في علم ذره الحرب ، بس خفت ما يعطيني وجه
حسابي الصوره حقته ، تدسن مغبر ، وعباره " عاشر من تعاشر لابد من الفراق كاتبها لي خطاط الحارة اللي خطه يشبه كل شي الا خطوط الاوادم ، قلت يا ولد هي " خربانه .. خربانه " كبيرها وشو بلوك وانتهينا .
أنا : أنا كاتب .
مستر برعي : كاتب بتاع ايه .
طبعا مستر برعي مستفز بردوده بس من طلب العلا ، حادث مستر برعي .
أنا : خواطر وكذا .
مستر برعي : طب وريني ..
انا انفجعت اوريه ايه انا لا اكتب ولا لي في هالدروب ، بس من يومي ذكي ، تذكرت انه دفتر التعبير فيه موضوع واحد ، لم تلحق به رياح الحذف اخر السنة ، لاني كنت اكتب فيه ، قيد البلوت ، وفيه نتائج للاذلال كم صكة صايمة ، ماسكها على سعيدان وعليان مستحيل اتنازل عن انتصاراتي ، المهم لقيت موضوع " اين قضيت اجازتك " المشكلة كنت كاتب تعبير لها الموضوع من كلمتين فخير الكلام ما قل ودل " كنت نايم " قلت يا ولد مالك الا تعطيه من ابو رخيص ، خبطت كم كلمة زياده وارسلتها لمستر برعي .
أنا : ها يا مستر وش رايك .
صمت طويل قلت يمكن انصدم ومات من البكش اللي ارسلته ، ولا عطاني بلوك ، ولا يمكن النت عنده علق " هو النت بيعلق الا عندنا " ،
وجاءت رسالة برعي تتهادى كالفجر ،
مستر برعي : كلام كبير !!!!
أنا : يعني عجبك ، يعني يجي مني ..
مستر برعي : ايوا .. ايوا دانت واد ما حصلش ، مخبي نفسك فين ..
وقتها انا مو مصدق اللي حصل ، معقولة اكون كاتب وانا ما ادري ، معقولة موهوب ولم تكتشفني مدرستنا وبرامج المواهب اللي كل يوم اسمع عنها ، ولا ادري عنها ، رديت بعد دقيقة حزن على موهبتي الضائعة ورديت.
انا : يعني يا مستر ، استمر وحصير مشهور .
مستر برعي : تستمر ايه يا بني دانته مولود كاتب الله لو تنشر اللي بتكتبوه ، حتبئى من اصحاب الملايين .
انا : ملايين فلوس واشتري ربع ، ونص ومرسيدس ?
مستر برعي : ايوه يا بني بس حتبدا من الصفر .
وانا قد امتلئت حماسة .
انا : كيف يعني ?
مستر برعي : بص يا باشا ، انت حتضرب نك نيم كده " خنفشاري " وتعملك اكاونت في كل شبكة اجتماعية ، فيس بوك وتويتر واسك وحتضرب كم سيناريو لقنوات اليوتيوب ،
أنا : يا راجل !! وش بستفيد يعني ،
وبدات احلام الشروكي تتبدد ولكن جاء التنوير من مستر برعي " ولك يسلم لي هالشب "
مستر برعي : انا حأقولك ، لما تعمل كل الاكونتات دي حيبقى لك اسم في السوق مية الف فلورز في تويتر عشرة الاف لايك في الفيس بوك وحتبقى من كُتّاب المشهد الذي أبكى الملايين ، وحتتسلط عليك الاضواء سينما وصحافة ودور نشر وهوبا حتبقى من اصحاب الملايين الكترونيا ، وماليا ، هو اللي عمل كتاب ابنة السلطان مش عارف اسمه ايه احسن منك ، أهو كله بيقول كلام في كلام . .
سكت وانا ارى احلامي تتحقق واسمي يصبح هتاف شعبي وثوري وانا اتصور مع ميسي ، واوقع لكريستيانو ..
انا : متاكد يعني من كلامك يا مستر اخاف اتوهق ..
مستر برعي : يا بني صدقني انت بتكتب " كلام كبير " هي اللي كتبت هاري بورطر احسن منك ولا احسن منك ، استمر يا بني وماتنسناش .
اغلقت شاشة اللابتوب المغبره وقد انتفضت احلامي وامالي وبدأت تخطيطاتي للمستقبل المشرق والسيارات والسفريات ومقابلة اوباما .
ومن يومها قررت ما أكتب إلا " كلام كبير "