ضمن البرنامج العلمي "رسالتي" أقامت كلية القرآن الكريم بالتعاون مع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) فرع المدينة المنورة اللقاء السادس بعنوان: "مهارات اختيار عنوان الموضوع بين الجدَّة والأصالة" قدّمه كل من فضيلة الأستاذ الدكتور نبيل بن محمد الجوهري، وفضيلة الدكتور حسن بن أحمد العُمَري.
وبدأ الدكتور الجوهري اللقاء فذكر أن كلمة "مهارات" كانت مقصودة في العنوان؛ لأننا نطمح أن يكون اختيار عنوان الموضوع مَلَكة يفعلها الطالب بسلاسة تامة.
كما أوضح فضيلته أن اختيار الموضوع يحتاج إلى أمور، منها:
1. ملكة الباحث العلمية، وبناؤه الشخصي، وتمكنه من تخصصه.
2. مظانّ موضوعات البحث، ولا ينبغي للباحث أن يدخل بابها إلا بعد تحديد الأهداف العامة من البحث، ومن تلك الأهداف أن يجد موضوعًا مشتتًا فيلم شتاته، أو يجد موضوعًا كُتِب فيه لكنه يحتاج إلى مزيد عناية.
3. مجالسة أهل العلم ومذاكرتهم.
4. قراءة مقدمات الكتب وفهارسها لتكوين تصور عام عن الكتاب.
5. قراءة ملخصات الأبحاث في الرسائل العلمية.
6. قراءة توصيات الباحثين في الرسائل العلمية.
7. متابعة المؤتمرات العلمية، وقراءة توصياتها وما ينتج عنها من بحوث.
8. متابعة نتاجات المجامع العلمية اللغوية والفقهية وغيرها.
ونبه الدكتور الجوهري إلى أن هناك اتجاهًا عامًّا لدى الباحثين في الغالب، وهناك مجالات رحبة قل من يلتفت إليها، وهذه لا بدّ من العناية بها، ومنها الدراسات الموازنة أو المقارنة؛ فهي تأتي بنتائج جديدة ومبهرة، وأيضاً الدراسات التطبيقية؛ فهي مجال رحب وخصب للبحث العلمي.
ثم تحدّث الدكتور حسن العُمَري، فذكَّر الطلاب بأمر عظيم وهو الإخلاص لله تعالى في الطلب؛ فهو أعظم الأسباب المعينة على إزالة العوائق وتحقيق المقاصد.
وقرَّر الدكتور العُمري أن أيَّ بحث يراد إنجازه لابد من توفر ثلاثة أركان:
وفرة المصادر للموضوع المراد بحثه، والانقطاع للبحث، وشيء من الجَلَد والصبر.
وفي إطار نصحه للطلاب الحاضرين قال: إنه لا ينبغي أن يخدعنا بريق العناوين، فالتمكن العلمي له طريق واحد هو طريق الدراسة، وأوصي بدراسة متن مختصر في كل فن، والمهارة فرع للتأصيل العلمي.
وأشار فضيلته إلى أن الاستعداد للبحث أمر مطلوب، وما كل الناس مهيئين للبحث، والمرء فقيه نفسه، فليتّجه حيث يحسن.
وختم اللقاء بمناقشة ماتعة، تكفل الدكتوران الفاضلان بالتجاوب معها بشكل إيجابي وبناء.