اعتبر معالي وزير العمل المهندس عادل بن محمد فقيه أن عمل الشباب يعد منظومة وطنية تستدعي استنفار الجهود، خاصة لما تتميز به الطبيعة الديموغرافية للمملكة من متوسط أعمار يبلغ 26 سنة، مما يجعلها دولة شابة، يحتاج أبناؤها لوظائف تعبر عن تطلعاتهم، وهو ما تعمل عليه وزارة العمل بالتشارك مع عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص أيضاً، عبر سلسلة من البرامج والمشاريع الوطنية الطموحة.
وقال المهندس عادل فقيه خلال فعاليات اليوم الثاني لمنتدى جازان الاقتصادي الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير المنطقة أمس الاربعاء 6 جمادى الأولى 1436هـ، أن وزارة العمل أدركت ضرورة إيجاد وظائف جاذبة للشباب، ودعمها بعدد من البرامج والمشاريع مثل الاستفادة من برنامج تحفيز المنشآت على التوطين "نطاقات"، وما يقدمه صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" من برامج دعم التدريب والتوظيف، ومكافأة أجور التوطين لتوجيه وتحفيز الطلب على اليد العاملة الوطنية، إضافة إلى دعم القطاع الخاص لرفع الإنتاجية بما يخلق وظائف نوعية ذات محتوى أفضل وقيمة مضافة أعلى للمواطنين.
وأضاف فقيه خلال ورقة عمل قدمها بعنوان "تنمية الثروة البشرية عبر سياسات سوق العمل"، أن من مساعي وزارة العمل ومؤسساتها الشقيقة لدفع الوظائف الجاذبة للشباب أيضاً، إنشاء 37 كلية تميز تدرب ما يزيد على 13,000 شاب وفتاة على المهارات المهنية، والتي تأتي بشراكة مع أفضل المشغلين المتخصصين في العالم، وتقدم برامج التدريب الصفي والتدريب على رأس العمل، والتركيز على المهن المطلوبة، في حين يقدم برنامج دروب الذي دشن حديثاً تدريبا عمليا عالي المستوى لرفع مهارات الشباب بالتعاون مع القطاع الخاص، عبر التعليم الكتروني، والتدريب رأس العمل.
كما استعرض معالي وزير العمل التحديات التي تواجه الشباب في المملكة، والمتمثلة في عدم مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل، وارتفاع معدل البطالة بين الشباب، ومنافسة العمالة الوافدة التي تمثل أعدادها 6 أضعاف المواطنين، مشيراً إلى وجود تحركات تقودها الوزارة للتغلب على هذه التحديات مثل الاستعداد للعمل مبكرا وبناء على معايير دولية من خلال المنظومة الإرشاد المهني الجديدة، والتحفيز والتدريب والتأهيل للمرأة في قوة العمل، وجعل بيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة بيئة عمل آمنة، وترسيخ مفهوم العمل الجزئي عند الطلاب والتعرض للخبرة العملية مبكراً، داعياً إلى تظافر الجهود لمواجهة تلك التحديات والعمل على وجود حلول غير تقليدية.
وبين معالي الوزير أن مشاركة عمل المرأة في قوة العمل بالمملكة ساهم بشكل كبير الارتقاء بالمستوى المعيشي وتحقيق الذات، ومازالت الوزارة تقدم الدعم لها، مثل ما يقدم للمنشآت الصغيرة والمتوسطة حتى تصبح خياراً جاذباً للمواطنين، لافتاً إلى أهمية التعاون والمشاركة مع الجهات التعليمية المختلفة، والقطاع الخاص، والربط بين الجهتين، حتى يتم تخريج شباب قادر على تحمل تبعات العمل جهداً وتأهيلاً.
يذكر أن منتدى جازان الاقتصادي يعد أحد أهم ملتقيات الاستثمار في المملكة، التي أطلقتها الدولة بهدف بناء " شراكات استثمارية " ، وتأسيس رؤية واستراتيجية تنموية لمنطقة جازان، وجذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية إليها، وأن الجميع يتطلع للخروج بنتائج عملية إيجابية ، تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة للمنطقة.