أبرمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومركز جامع الشيخ زايد الكبير التابع لوزارة شؤون الرئاسة مذكرة تفاهم مشترك في مجال تعزيز التواصل بين الحضارات بهدف تحقيق التنمية الثقافية والمجتمعية لدولة الإمارات العربية المتحدة وذلك صباح أمس الثلاثاء 3 مارس الجاري بمقر ديوان عام الوزارة في أبوظبي، وتهدف الاتفاقية إلى تحقيق المصلحة العامة وتوطيد روابط الشراكة والتعاون والتكامل بين الطرفين.
وقع الاتفاقية عن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، فيما وقعها من جانب مركز جامع الشيخ زايد الكبير التابع لوزارة شؤون الرئاسة معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس أمناء مركز جامع الشيخ زايد الكبير، كما حضر توقيع الاتفاقية عدد من مديري ورؤساء الأقسام وموظفين من الطرفين.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع حريصة على ترسيخ علاقات التعاون مع جميع المؤسسات والهيئات في الدولة لما فيه خدمة الوطن، مؤكداً على أهمية دور الشراكة الحيوي في تعزيز العمل المؤسسي خاصة في الجانب الثقافي الذي يعد أداة هامة في تطوير المجتمعات والشعوب، لافتاً إلى أن الشراكة مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير التابع لوزارة شؤون الرئاسة تعد ذات طابع خاص لما تتضمنه الاتفاقية من بنود تهدف إلى تعزيز التواصل بين الحضارات بهدف تحقيق التنمية الثقافية والمجتمعية لدولة الإمارات العربية المتحدة وإبرازها كوجهه سياحية وحضارية بما يحقق الأهداف الاستراتيجية للحكومة الاتحادية.
وأضاف معاليه أن العلاقة بين وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومركز جامع الشيخ زايد الكبير مترابطة ومتكاملة لأقصى حد، في ظل المكانة الدينية والثقافية المتميزة التي يتمتع بها الجامع على المستوى الدولي، مشيراً معاليه إلى أن هذه الاتفاقية تندرج في سياق مد الجسور وتقوية أواصر التعاون بين المؤسسات والهيئات الحكومية بالدولة.
وأعرب معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عن أمله بالمزيد من التعاون والتواصل بجميع الهيئات والجهات الثقافية في الدولة لخدمة الساحة الثقافية بما يعود بالفائدة على كافة فئات المجتمع الإماراتي، وذلك بالنظر للدور الذي تقوم به وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع من أجل الارتقاء بالحركة الثقافية في الدولة، لاسيما في ظل الحركة الثقافية الفعالة التي تشهدها الإمارات بشكل عام بدعم من صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيسِ الدولة ـ حفظه الله، ومتّعه بموفورِ الصحةِ والعافية.
وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن مذكرة التفاهم بين وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومركز جامع الشيخ زايد الكبير التابع لوزارة شؤون الرئاسة تتضمن العديد من أوجه التعاون منها التعاون في إبراز وجمع وتوثيق منجزات ومآثر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من خلال بيان مناقبه وإسهاماته الإنسانية والمجتمعية والثقافية على الصعيدين المحلي والعالمي، كما تقوم الوزارة بتفعيل دور مركز جامع الشيخ زايد الكبير من خلال مشاركتها في المناسبات والاحتفالات الدينية ومراكز البحوث والمجامع والمؤسسات الدينية والتعليمية، والثقافية للتعريف بها كطراز معماري فريد والاطلاع على أروقته ومقتنياته والمشاركة في تنظيم محاضرات وندوات تشمل المجالات التالية: (الفن المعماري الإسلامي - النحو والخط العربي- مسابقات حفظ القرآن وترتيله ورفع الأذان)، وذلك حسب الإمكانات المتاحة .
كما تضمنت المذكرة، التعاون بين الطرفين في طباعة المؤلفات والكتب والبحوث والمجلات والكتيبات والإصدارات الصوتية والمرئية والمصاحف وترجمتها وذلك كلاً حسب إمكانياته و التعاون في تبادل الخبراء والفنيين والمختصين في مختلف التخصصات من خلال إجراء البحوث والدراسات والاستشارات التخصصية في مجال تعزيز التنمية الثقافية والمجتمعية والتواصل بين الحضارات وغيرها، بالإضافة إلى التعاون في تنفيذ أنشطة ومشروعات مشتركة ومؤتمرات وندوات بمختلف الوسائل والأساليب الممكنة من خلال المبادرات التي تنظمها الوزارة كما يتم التعاون في تنفيذ وإعداد حملات توعوية وترويجية وتسويقية بهدف نشر البرامج والأنشطة والمشروعات والخدمات المشتركة بين الطرفين.
وأضاف معالي وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أن المذكرة لم تقتصر على ذلك فقط وإنما تضمنت أيضاً التعاون والتنسيق في دعم وتطوير العمل في مجال المكتبات ومراكز المعلومات المختلفة من خلال الحصول على خدمات معرفية متميزة عبر قنوات مبتكرة وفعّالة، وضمان جودة المخرجات ورفع مستوى الوعي الثقافي بالدولة و تخصيص دورات تدريبية وورش تخصصية من خلال تدريب عدد من الموظفين بهدف تطوير مهاراتهم ورفع كفاءاتهم المهنية مستقبلاً.
ومن جانبه أكد معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس أمناء مركز جامع الشيخ زايد الكبير، أن مذكرة التفاهم هذه تأتي بهدف تعزيز التنمية الثقافية والمجتمعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإبراز الجامع كوجهة دينية وثقافية متميزة، تسهم في إثراء الحركة الثقافية التي تزدهر بها الدولة، كما سيكون لها الأثر الكبير والواضح في تعزيز المكانة الدينية، التي يحظى بها جامع الشيخ زايد الكبير، من خلال المحاضرات الدينية والبرامج الثقافية، التي ينظمها المركز على مدار العام.
وأشار معاليه إلى أن هذه المذكرة ستسهم دون أي شك في توثيق التعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، من خلال إبراز وجمع وتوثيق منجزات ومآثر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وتنظيم وإدارة المناسبات والمحاضرات الثقافية والدينية، كما ستسهم كذلك في تعزيز الشراكة القائمة بين جميع مؤسسات الدولة، بما يضمن تحقيق الأهداف الاستراتيجية للحكومة الاتحادية.
ونوه معاليه بالجهود الكبيرة، التي تبذلها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في دعم الحركة الثقافية في الدولة، وقال "إننا في مركز جامع الشيخ زايد الكبير، نتطلع إلى تحقيق الاستفادة المثلى من توقيع مذكرة التفاهم، من خلال العمل على تبادل الخبرات العلمية والعملية في جميع الاختصاصات، وإجراء البحوث والدراسات والاستشارات في مجال تعزيز التنمية الثقافية والمجتمعية والتواصل بين الحضارات وغيرها من مجالات التعاون الأخرى".
وأكد معاليه أن المكانة المتميزة التي بات يحتلها جامع الشيخ زايد الكبير بوصفه منارة إشعاع ديني وثقافي يحظى بمكانته المتميزة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، تتطلب العمل الدؤوب والمستمر مع الجميع للحفاظ على هذه المكتسبات التي تم تحقيقها، من خلال التعاون مع الجهات والمؤسسات المحلية والدولية، للاستفادة من خبراتها، بما يسهم في إيصال الصورة المميزة لدولة الإمارات العربية المتحدة.