المدينة المنورة . متابعات . نبراس ضمن السلسلة العلمية "مجالس أكاديمية" عقدت كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية، بالتعاون مع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) فرع المدينة المنورة، المجلس العاشر بعنوان: "تطبيقات قرآنية للأوامر المصروفة عن ظاهرها من الوجوب إلى الاستحباب" لفضيلة الدكتور حسن بن أحمد العُمَري الأستاذ المشارك بقسم التفسير وعلوم القرآن بالكلية.
وبدأ الدكتور العُمري المجلس ببيان أن علم أصول الفقه وغيره من العلوم الشرعية أبدعها العلماء وبذلوا فيها جهدهم خدمة لكتاب الله تعالى، إلا أنها في الأزمان المتأخرة بدأت تبتعد عن المقصد الأساس الذي أنشئت من أجله، مع العلم أن هذه العلوم لن تؤدي دورها ما لم تربط بكتاب الله عزَّ وجلَّ، ويكنْ هذا الكتاب العزيز هو الميدان الأرحب لتطبيق تلك القواعد.
ونبه الدكتور العُمري إلى أن هذا كان سبب عنايته بهذا النوع من الدراسات؛ فكانت أطروحته للدكتوراه بعنوان: "العموم ومخصصاته في آيات الأحكام - دراسة تطبيقية"، ثم يسر الله له متابعة البحث في الاتجاه ذاته، فكانت هذا الدراسة التي هي موضوع هذا المجلس. وأوضح أن الجديد في هذه الدراسة هو المنهج الذي اتبعه فيها، وهو منهج ذكر أنه لم يرَ من سبقه إليه.
وقرر أن موضوع الأوامر القرآنية من الأهمية بمكان، فلا غرابة أن يعد الأمر القرآني مصدر التشريع الأول، وقد قال بعض علماء الأصول: "أحق ما يبدأ به البيان الأمر والنهي؛ لأن معظم الابتلاء بهما، وبمعرفتهما تتم معرفة الأحكام، ويتميز الحلال من الحرام".
كما قرّر أن الأصل في أوامر الشرع الوجوب، دل على ذلك دليل الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأهل اللسان، ولا يعدل عنه إلا بدليل، وهو المعبر عنه عند العلماء بالقرينة.
وأشار إلى أن هذه الدراسة إنما هي محاولة افتتاحية للموضوع بذكر نماذج توضح الفكرة وتنير السبيل، وهي دراسة تطبيقية في ضوء كلام المفسرين؛ لأن التفسير هو الميدان التطبيقي للقواعد.
وذكر الدكتور العُمري أنه اختار خمس آيات، درسها دراسة تطبيقية وفق المنهج الآتي: وهو أن يُصدِّر دراسة كل آية بذكر صيغة الأمر فيها، ويذكر دلالة هذه الصيغة قبل الصرف وبعده، ويورد كلام العلماء من المفسرين وغيرهم على أن الأمر في الآية مصروف من الوجوب إلى الندب، ويذكر الصارف عن الوجوب، ومن خالف في ذلك، ثم يذكر ما ترجح عنده ودليل الترجيح، مشيراً إلى أن هذه فكرة البحث، وهي من وجهة نظره تصلح أن تكون رسالة علمية؛ إما للماجستير أو الدكتوراه.
ثم عرَّف الأمر، وذكر دلالة صيغته، والقرينة التي تصرفه من الوجوب إلى غيره، في تحرير بديع، وعرض مشوق، واكتفى بالتمثيل بآيتين من كتاب الله تعالى، وهما قوله الله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتَّخِذُوا من مقام إبراهيم مصلى}، وقوله سبحانه: {لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن}.
فعرض دراستهما دراسة تطبيقية وفق المنهج المتسلسل التي تقدم ذكره.
وختم المجلس بمداخلات قيّمة من الحضور، تفضل الدكتور العُمري بالتعليق عليها، والإجابة على الأسئلة منها، ومن الجديد فيه ما ذكره طالب من الحضور من أن ثمة كتابًا مطبوعًا بعنوان: "محمول صيغة الأمر (افعل) دراسة نظرية تطبيقية على آيات الأحكام" للأستاذ الدكتور عبد اللطيف بن سعود الصرامي، فاعتبرها الشيخ إضافة شكر عليها الطالب.