وعد صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود رئيس الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية بالإعلان عن محميات في منطقة المدينة المنورة سترى النور قريباً، مؤكداً أنّ هناك محميات مقترحة في المدينة المنورة، وهذا واجب على الهيئة وهي تعمل جاهدة للانتهاء من إعلانها قريباً.
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها سموّه بعنوان "الحياة الفطرية" خلال استضافة الجامعة الإسلامية لسموه بقاعة الملك سعود، بحضور سعادة مدير الجامعة المكلّف الأستاذ الدكتور إبراهيم بن علي العبيد ووكلاء الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وقال سموّ الأمير بندر بن سعود: إني تشرفت اليوم بلقاء إخواني أمام عيني الذين تحتضنهم الجامعة الإسلامية من جميع أنحاء العالم، فالدين الإسلامي هو الذي جمعنا في هذا الصرح العلمي الكبير الذي يشعّ بالتعاليم الإسلامية والهدي النبوي الشريف، منذ تم تأسيسه قبل أكثر من خمسة عقود.
وأضاف سموه إنه لإنجاز كبير للجامعة الإسلامية باحتضانها أكثر من 170 جنسية من دول العالم بين طلابها، وقلّما تجد أي جامعة في العالم تحتضن هذا العدد الكبير من دول العالم، وهؤلاء الطلاب يجتمعون على رفعة الإسلام وعلى البر والتقوى، حيث إن دولتنا المباركة حفظها الله تأسست على الكتاب والسنة وهي مستمرة على هذا النهج القويم والصراط المستقيم.
ووجّه سموه طلاب الجامعة بأنهم سفراء الإسلام إلى العالم أجمع ونستطيع أن نصل إلى الأمم الأخرى وكسبهم والتعامل معهم بالإيمان الراسخ والتوحيد الخالص والإسلام الحنيف الوسطي، الذي أمرنا الله به، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام خير مثال، حيث احترمهم الجميع بسبب تعاملهم وفق التعاليم الإسلامية الربانية.
وفي موضوع المحاضرة أوضح سموّه أن أمن البيئة جزء لايتجزأ من أمن الوطن الشامل، والبيئة تعاني بسبب الإهمال وعدم التوعية، والجميع مقصر في هذا الجانب، ولابد للجميع أن يأخذ دوره في التوعية بأهمية أمن البيئة بدءًا من المنزل والمسجد والعمل، كما يجب أن تكون لنا رؤية واضحة لإنقاذ بيئة وطننا وأن يكون العمل متكاملاً في دعم برامج الحياة الفطرية، مبيناً سموه أن الله سبحانه استخلفنا في الأرض ولم يمكّنا فيها مطلقاً لنفعل مانريد قال تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).
ورحّب سعادة مدير الجامعة المكلف الأستاذ الدكتور إبراهيم بن علي العبيد في كلمة له بصاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود في رحاب الجامعة الإسلامية التي أنشأتها حكومة المملك العربية السعودية أيدها الله لتكون منارة لبث العلم والهدى إلى أنحاء الأرض وصرحاً علميًّا ينتهل منه أبناء المسلمين على المنهج الوسطي المعتدل الذي تأسست عليه بلادنا الحبيبة زادها الله عزاً وتمكيناً.
وقال العبيد إنّ من نعم الله تعالى على بلادنا المملكة العربية السعودية، أن منّ عليها بثروة طبيعية متنوعة وثرية من أنواع الحياة الفطرية، وبما أن التوازن والتكامل جزء أصيل في أنظمة هذه البلاد، فقد أُسست الهيئة السعودية للحياة الفطرية من أجل التصدي للأخطار المحدقة بالحياة الفطرية في البر والبحر، وإعادة تأهيل الأنواع التي انقرضت في بلادنا والمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض مستهدفة إعادة التوازن البيئي للنظم البيئية الطبيعية.
وأضاف العبيد أن عمل الإنسان في الصناعة والعمران وازدياد السكان خلال القرن الماضي قد أسهم في استنزاف الموارد الطبيعية في الحياة الفطرية، مما أدى إلى انقراض أنواع من الكائنات في البيئة السعودية، مما استدعى إنشاء الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية للمحافظة على الثروة النباتية والحيوانية، ولذلك فإنّ للهيئة السعودية للحياة الفطرية جهوداً كبيرة وكثيرة في هذا الجانب، للمحافظة على المقدرات الطبيعية للوطن.
وقدم الأستاذ محمد بن سعود السليم مستشار التعاون الدولي للهيئة السعودية للحياة الفطرية عرضاً مرئيًّا موجزاً عن الهيئة، تحدث عن تأسيسها ورؤيتها ورسالتها والمهام التي كلفت بها الهيئة والمحميات القائمة حالياً والتي تديرها الهيئة.
وتحدث الدكتور عبدالرزاق المحمدي نيابة عن أصدقاء الحياة الفطرية والمتطوعين لحمايتها في منطقة المدينة المنورة بكلمة رحب فيها بسمو رئيس الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية وبيّن أن حماية الحياة الفطرية مبدأ عظيم يستمد أصوله من تعاليم الدين الحنيف والأخلاق والشيم الفاضلة وتوجيهات ولاة الأمر، ويربّي في الفرد والجماعة سلوك الشخصية الإيجابية البنّاءة التي تحافظ على كل شي في إطار مسؤولياتها ومحيط تعاملها ولذلك فإن من يتبنّى الحماية بقناعة شخصية ومشاركة اجتماعية فهو حامٍ لكل شيء، حامٍ لدينه وأهله وماله ووطنه ومحافظ وراعٍ لذلك كله وهي جزء لايتجزأ من منظومة الأمن والاستقرار، مضيفاً أن منطقة المدينة المنورة تعد من أغنى مناطق المملكة بالحياة الفطرية حيث تتوافر فيها جميع النباتات والحيوانات البرية المعروفة في الجزيرة العربية وقد تعرض بعضها للفناء والانقراض والبعض الآخر يصارع من أجل البقاء في ظروف مناخية قاسية وبفعل ممارسات بشرية خاطئة.
وشهدت المحاضرة مداخلات للحضور، إذ تحدث الدكتور عبدالعزيز بن مبروك الأحمدي عميد شؤون الخريجين بالجامعة عن أهمية إنشاء محميات غرب المدينة المنورة كما اقترح ضرورة تبنّي قناة سعودية فضائية تختص بالحياة الفطرية.
وفي مداخلة للدكتور محمود محمد باب، أثنى على سموّ رئيس الهيئة وأشاد بطرحه وجهوده داعياً لفتح المحميات أمام السُّيّاح.
وطالب أحد الحضور في مداخلة له بأن تكون قرية وادي الفرع جنوب المدينة المنورة ضمن اهتمامات الهيئة وأن تنشئ محمية بها، لما تتمتع به من الحياة الفطرية.
وشملت مداخلات طلاب الجامعة السؤال عن أكثر الدول اهتماماً بالحياة الفطرية، فيما سأل أحد الطلاب عن الحياة الفطرية قائلاً إنه لم يسمع عنها إطلاقاً .
وأجاب سمو رئيس الهيئة عن كافة المداخلات ووعد بإقامة ورش عمل في الجامعة خلال الشهرين القادمين للتعريف بالحياة الفطرية.
أما عن الجانب الإعلامي للهيئة فبيّن سموّه أن الهيئة تولي هذا الجانب اهتماماً كبيراً وأن هناك الكثير من الأخبار والمقالات في الصحف المحلية تتابع أخبار الهيئة وآخر إنجازاتها وأعمالها، وتسعى الهيئة لأن تحقق تطلعات ولاة الأمر وتواكب حاجات المواطنين، وهي ساعية لذلك، مؤكداً على أن المهتم بتتبع أخبار الهيئة سيجد الكثير منها وبشكل يومي شاكراً، سموه الإعلاميين على جهودهم في إبراز أعمال الهيئة.