كان العصر الذهبي إبّانَ الحكم العربي بالأندلس من أفضل الحضارات التي دامت ** ثماني قرون ** تاركة بصمتها على مدى العصور،ومن أهم هذه الحضارات مكانة المرأة العربية الأندلسية . التي كانت تتمتع بنفوذ واسعة وبحُرية كبيرة. وامتازت بشخصية قوية وقيمة لدى حُكام الأندلس. فكانت على سبيل المثال السيدة*عَجَب* إحدى السيدات التي انفردت بنفوذ واسع أيام حُكم السلطـان هشام بن عبد الرحمن الداخل* المؤسس للدولة الأموية في الأندلس. وظلت تُسيطرُ عليه برأيها حتى حكم إبنه *عبد الرحمن بن هشام*.
ونجد أيضا شخصية السيدة *كَفـاتْ*إمرأة القاضي محمد بن زياد. ولاننسى *رَسِيسْ* التي كانت السيدة الوحيدة المُقربة من السلطان *أمير المؤمنين أبو المُطرّف عبد الرحمن الناصرلدين الله* هذا الإرتباط الذي جعلها تحتل مكانة خاصة،لدى أمير المؤمنين لدرجة أنها كانت تُرافقه في موكبه الرسمي بلباسها القَلنْسَوة وتتقلّد السيف .
. وتَولّتْ المرأة المناصب العليا أيضاً، فكانت *لبنى* كاتبة للخليفة الحَكَمْ بن عبدالرحمن، وهي نحوية شاعرة بصيرة بالحساب عروضية خطاطة. وقد شارك بعضهن في رواية الحديث مثل*عَالية بنت محمد *وفاطمة .
وشاركت أُخريات في الشعر. منهن *عائشة بنت أحمد بن محمد بن قادم القرطبية*،التي كانت تمدح ملوك زمانها وتخاطبهم بما يعرض لها من حاجاتها، وصفية بنت عبدالله التي جمعت لنفسها مكتبة قيّمة،ومريم بنت أبي يعقوب الفيصولي الغسانية الشاعرة التي كانت تمدح الملوك وعارضت ابن دراج في إحدى قصائده حين مدحت خيران العامري
..وحمدة بنت المؤدب
*جوهرة جارية المعتمد بن عباد
* *مُهجة بنت التياني* *زائدة الأندلسية*
*بثينة بنت المعتمد بن عباد*
وهن كثيرات..شاعرات ..مُدرسات وعالمات ،قد تركن بصماتهن في التاريخ العربي والإسلامي والغربي كذلك .
ويعود هذا لسببين رئيسيين أولهما :
البيئة الأندلسية المتطورة والسَّمحة التي وُجدن فيها،
وثانيهما :
الإستقرار الإجتماعي والسياسي للنهضة والحضارة الإسلامية العريقة التي غزت بدون منازع جُـلّ المدن الأندلسية الكبيرة. كقرطبة..إشبيلية..بَلنسيـا..غرناطة والـرُّندة. حتى وصلت الى مختلف أرجاء الأندلس.