اثناء التجول في الحارات القديمة خلال مهرجان جدة التاريخي، صادفنا الكثير من الأشخاص الذين كانت لهم قصص طفولة مفرحة و ذكريات عميقة في ارجاء الحارة فالمهرجان لم يكن لهم مجرد وجهة سياحية إنما كان وقوفا على أطلال ذكريات مضت و في لقاء مع احد الزوار السيدة عائشة علي التي عادت لزيارة حارتها القديمة بعد عدة سنوات، قامت بإعطائنا لمحة عن سير اليوم العادي اثناء طفولتها التي قضتها هنا.
و قد ابتدأت حكايتها بذكر أنه كان يتم غسل الحارة بعد العشاء بالماء و الصابون يوميا. و بعد الاستيقاظ من النوم و الإغتسال يتم إرسال الأبناء لشراء الفول من اجل الإفطار ممسكا يأيدي بعض طوال الطريق. و بعد الافطار يذهب الاطفال الى الكتاب و عند العودة، يذهب الاطفال إلى الجيران و الاهل ليقوموا بقضاء بعض الحاجيات عن طريق شراء البقالة أو احضار بعض الطلبات . و بعد الظهر يتناول الجميع الغداء و يبقون في منازلهم حتى العصر تجنبا لحر الظهرية. و يغادر الاطفال مرة اخرى للكتاب بعد العصر حتى المغرب. و يدرس الاطفال الحروف الابجدية و قراء القران في الكتاب. و بعد عودة الاطفال من الكتاب يعطون قرشا لشراء البليلة و المثلجات (الدرمة) و قمر الدين. و بعد غروب الشمس و حلول المغرب و يتم تعليق الاتاريك لانارة الشوارع و يتم ازالتها عن بزوغ الفجر. و قد تركت عائشة الحارة بعد زواجها و كانت تعود فقط لزيارة اهلها. و قد ذكرت عائشة تغير الاحوال في الحارة فأفراد الحارة كانوا يقدمون الحساء لبعضهم البعض عند حلول المغرب في رمضان.
وقدعادت عائشة مجددا للحارة لتقف على اطلال الذكريات القديمة التي لم تتغير منذ سنوات رحيلها. و اظهرت امتنانها لحصولها على فرصة العودة مجددا لتزور طفولتها الراحلة.