الأرضُ تصرخُ والسماءُ تنوحُ
والأفْقُ يـنـدبُ والمـدى مجروحُ
أوّاهُ يا وجع المساء وحرقة الـ
أسحار في الأرواح حين تفيحُ
كل الحياة رأيتهـــا في لحظةٍ
تـبـكـــي وكل الكائنات تصيحُ
قالوا ؛ وكنتُ مصدِّقاً ومكذِّبــاً
أغدو على أملٍ بـهـــــــا وأروحُ
هذا الــذي قالوه قـد فُجعتْ به
أممٌ وهز كيـانـهــــــــا تصريحُ
( في ذمة الله المليكُ ) ففــارقت
جسدَ الجزيـــــرةِ بالمليك الروحُ
وتيتمتْ ، يا لحظة اليتم التـــي
في كلِّ عينٍ دمـعـهـــــا مسفوحُ
واروكَ فاحتدمتْ وقد فاضت إلى
رحمـانـهــــــــا بالمسك منك تفوحُ
روحٌ إلـــى الفردوس منك تطلَّعتْ
فالـصـدر مـنـك بـنـعـمـةٍ مشروحُ
أعمالك الحسنى التي قدمتهــــا
فـيـمـــــا مـضـى للعالمين وضوحُ
والباقيــات الصالحـــــات أتيتهـا
الـحـمــــد والـتـهـلـيـــل والتسبيحُ
والبذلُ فــــــي الخيرات كنت يمنه
لكأنَّ كفَّك فــــي الـعـطـــاء الريحُ
فـــــي كل مـحـتـــاجٍ تركت كفايةً
فالعيش فــــي كنف الكريم مريحُ
سيظل في البسطــاء خيرك سائرٌ
فــمــيــتــــمٌ ومـشـــــــــرَّدٌ وجريحُ
فـــــــي كل سجدة مسلمٍ لك دعوةٌ
نحو السمـــــاء وبـابـهــــــا مفتوحُ