المدينة المنورة . عهود الحازمى . نبراس تريد /ين : الكتآبه !
قبل أن نتطرّق للطرق الصحيحة لكتابة صحيحة عليك أن تفهم أولاً وَقبل كل شيء أنّ الكتآبة إحساس وَشعور:
الآحساس وحده هو من يدفعك ويركلك وَيجبرك لتكتب .
إن لم يكن هناك دافعًا لك حقيقيًا لتكتب لن تكون كتابتك حيّة صادقة وَمؤثرة.
تحتاج لحدثٍ مآ أو خيالٍ مآ أو دافع لتكتب .
إن لم يكن هناك من سبب إترك القلم وإبدأ بقراءة الكتب الأدبية .
اكتسبْ المفردات.. تشبّع بطرائق السرد والأسلوب فيها.. ستشعر وأنت تقرأ أن الأفكار بدأت تراودك .. ستتجمع في داخلك آلآف الأشياء .
حينها ستشعر برغبة قوية لكتابة شيء .. ستكتب بثقة ' بمفردات أكثر بلاغة وَدقة .
بأسلوبٍ ممتاز وَطرق سرد تعبّر عن كآتب جيد .
لتكتب جيدًا عليك أن تكون قارئًا جيدًا .
هناك الكثير من الكتب كمبتدئ عليك قرائتها بدقة .
أنظر كيف كاتبها يكتب بالشكل السهل الممتنع .
تجده يستخدم مفردة بسيطة جدًا لكنها مؤثرة بشكل كبير .
من هذه الكتب :
واسيني الأعرج : طوق الياسمين .
واسيني الأعرج : أنثى السراب .
أحلام مستغانمي : الأسود يليق بك.
أحلام مستغانمي : فوضى الحوآس - ذاكرة جسد .
محمد حسن علوان : طوق الطهارة.
مقتطفات محمود درويش، جبران خليل جبران، نزآر قبّاني .
غادة السمآن، غسان كنفاني .
أشهر وَأكثر الكُتّاب العرب استخدامًا للأساليب السهلة الممتنعة كتبوا في مختلف المجالات .
إقرأ لهم، ذاكر طرقهم مفرداتهم أساليبهم .
إختبر نفسك بكتابة شيء بسيط يُشابههم .
و مع الوقت ستتفوق على نفسك .. سيصبح لك أسلوبك الخآص بك .. مفرداتك الخاصة وَطريقتك الإنفرادية .
اخترْ لك مجالاً قريبًا الى نفسك .. وكاتباً واحد تعتبره استاذًا لك .. اخترْ لنفسك لأي المدارس تنتمي :
" الدرويشية أم العلوانية ام الواسينية أم المستغانمية أو الجبرانية أو القبّانية "
أيًا كانت مدرستك إحذو حذوها واقرأها جيدًا .
اختبر نفسك كثيرًا حتما ستصبح أحد طلابها الناجحين المتفوقين فقط حين تجتهد سيصبح لك اسلوبًا يخصك لآيُشابه أستاذك رغم أن له الفضل بعد الله في تميّزك!
هذه البداية فقط لتصبح جديرًا بالكتابة .
حين تتمكن من الإمساك بالفكرة وَالأسلوب والمفردة واللغة وَالقلم .
حينها يمكنك الكتابة في أي مجالٍ تجده محببًا لنفسك .
وَحين تبدأ بكتابة شيء عرفت مسبقًا فكرته وطريقة كتابته .
اكتب بدون أن تتوقف وتقترف حماقة التعديل وأنت تكتب .
ضع مافي جُعبتك وانثره كاملاً بلا توقف .
إن انتهيت منه إبدأ بقرائته قراءة قارئ من الخارج وَليس قراءة كاتب وَابدأ التعديل.
مثلما تركز على جمال الأسلوب والمفردة انتبه جيدًا لصحة اللفظ نحويًا وَهذا مايغفل عنه الكثير مما يشوه كتابة الكثير جدًا .
انتبه لأحرف الجر ومابعدها .
انتبه للمنصوب والمرفوع والمجرور .
هناك فرقًا شاسعًا ويؤثر في المعنى حين نقول مثلاً :
في قلباً مُرهقاً، في قلبٍ مرهقٍ، في قلبٌ مرهقٌ .
هناك شذوذاً في النطق سيجده القارئ فورًا وينفر من بقية الخآطرة.
كن مستذكراً وحافظًا وفاهمًا لقواعد النحو المهمة .
انتبه جيدًا للأوصاف وَالأرقام وَطرائقها في الكتابة.
اكتبْ بِحرفيه ولآ تكتب بحماقة .
كنْ نحويًا بارعًا لتخرج كتابتك صحيحة مؤثرة .
ليقرأها القارئ بجمال دون تشويه وَتنفير .
اقرأ في دروس السجعِ والطِباق وَالجِنآس .
دعّم كتابتك بها فهي تضيف للخآطرة رونق خآص .
وتعبّر عن تميّز الكآتب وَحرفيته .
لاتكثر استخدامها فيملّ القارئ بل كن متوسطًا و استخدمها باعتدال .
وللمزيدِ من الإفاده نستعرض هنا أنواعاً أخرى قد يميل لها الكاتب :
وَهو ( الشعر )
وَمنه ثلاثة أنواع :
الفصحى والنبطي والشعبيَ .
و لكل نوع بحوره،
يجب توافر الشروط التالية في أي قصيدة تود كتابتها :
1- الوزن .
2- القافية .
3- الفكرة أو المعنى .
4- المضمون أو الأسلوب:
أ- الأسلوب اللفظي .
ب- الأسلوب المعنوي .
ج- الأسلوب الجمالي .
لاشيء في الشعر مهماً بقدر الوزن والقافية .
كما أنه لآشيء أهم من الأسلوب والفكرة في كتابة الخاطرة،
هناك من يميل للكتابات الطويلة جدًا على هيئة روايات وَ قصص وهناك فروقًا بينها :
الرواية : عبارة عن أحداث كثيرة - شخصيات عديدة- ولها مغزى وَهدف من كتابتها قد يكون حكمة أو عبرة و عظة أو تنويه وما الى ذلك .
القصة القصيرة : عبارة عن حدث وآحد بين شخصيتين أو ثلاث على الأكثر،
تتحدث عن شيء حدث كمجرد قصة تحكي عن شخصية معينة.
بدون أن يكون هناك أية إطاله وأهداف،
قد تكون بخآتمة وَقد لاتكون حسب الحدث نفسه،
الأقصوصة : تشبه القصة لكنها أقصر وغالبًا مايصبح هناك خلط بين الاقصوصة والقصة القصيرة لأن كلاهما يتحدثان عن حدث وآحد بسيط غير معقد.
وأخيراً :
إن لم تملك شعوراً يدفعك لتكتب فلآ تكتب حتى وإن اردت .
هو الإحساس وحده من يركلك لتُمسِك بقلمك .
وإلى ان يزورك أي إحساس كن مستعدًا جيدًا بالقراءة والاستذكار لتكتب فورًا بدون مشقّة.