بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، فقدت المملكة العربية السعودية وفقدت الأمتان العربية والإسلامية بل فقدت الإنسانية كلها قائدا فذا مخلصا ورجل دولة من الطراز الأول، رجلا من أغلى الرجال، ذلك هو خادم الحرمين الشريفين الملك الإنسان الملك عبد الله بن عبد العزيز، تغمده الله بواسع رحمته.
في الساعات الأولى من صباح هذا اليوم الجمعة ترجل الفارس بعد مسيرة حافلة وزاخرة بالعطاء الذي لم يقتصر على المملكة فحسب، بل امتد هذا العطاء ليشمل دولا وشعوبا في مشارق الأرض ومغاربها، تلهج جميعها بالدعاء لهذا الملك الإنسان الذي ضرب أروع الأمثلة في الإخلاص والتفاني لخدمة وطنه وأمته العربية والإسلامية، بل وخدمة الإنسانية جمعاء.
الملك عبد الله بن عبد العزيز يرحمه الله، كان مثالا للحكمة والرؤية الثاقبة، ولم يكن شغله الشاغل قاصرا على إسعاد أبناء وطنه فحسب، بل كان يرحمه الله يولي اهتماما كبيرا بتعزيز ودعم العمل الإسلامي المشترك، مواصلا بذلك مسيرة الأب المؤسس المغفور له (بإذن الله) الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وأبنائه البررة: الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد، يرحمهم الله جميعا، في رعاية العمل الإسلامي المشترك وشد أزره.
وانطلاقا من هذا الاهتمام برعاية ودعم العمل الإسلامي المشترك، حرص ولاة الأمر في هذا البلد الكريم المعطاء على دعم وتبني مسيرة البنك الإسلامي للتنمية منذ أن كان مجرد فكرة إلى أن أصبح على ماهو عليه الآن:مجموعة تنموية متكاملة تحتل مكانة لائقة بين مؤسسات التمويل الدولية المماثلة، وكان يرحمه الله يولي البنك ثقة غالية تمثلت في اقتراحه يرحمه الله أن يتولى البنك إنشاء وإدارة صندوق التضامن الإسلامي للتنمية المخصص لمكافحة الفقر والبطالة في الدول الإسلامية، وكذلك إنشاء المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، وقبل ذلك اقتراحه يرحمه الله إسناد إدارة صندوقي الأقصى والقدس للبنك الإسلامي للتنمية، وهما الصندوقان اللذان طلب يرحمه الله من قمة القاهرة الطارئة في أكتوبر عام 2000م، تأسيسهما لدعم ومؤازرة صمود أهلنا في فلسطين. وفي القمة الاستثنائية الثالثة التي عقدت بمكة المكرمة في ذي القعدة 1426هـ(ديسمبر2005م) كان لهذا القائد كل الفضل في إصدار القمة الإسلامية (برنامج العمل العشري لمواجهة تحديات الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين)، واقتراحه يرحمه الله بأن يتولى البنك الإسلامي للتنمية تنفيذ الجانب الاقتصادي لهذا البرنامج العشري، وتابع ذلك الاهتمام يرحمه الله باقتراح زيادات متتالية في رأس المال إلى أن وصل رأس مال البنك المصرح به إلى مائة مليار دينار إسلامي (حوالي 150 مليار دولار أمريكي) لتمكين البنك من تلبية متطلبات التنمية المتزايدة في الدول الأعضاء والقيام بدوره التنموي المنوط به.
وليس من باب الصدفة أنه يرحمه الله كان معروفا بلقب ملك الإنسانية، وأورد هنا لكم بعض الأمثلة على إنسانية هذا القائد وحبه لأبناء أمته الإسلامية، وهذه الأمثله عرفتها لكونه يرحمه الله أوكل تنفيذها للبنك الإسلامي للتنمية: فلعلكم تذكرون كارثة تسونامي التي حدثت في ديسمبر 2004م ونتجت عنها خسائر جسيمة في الممتلكات والأرواح، في ست دول. فبين عشية وضحاه، شرد الزلزال البحري عشرات آلاف الأطفال الأيتام فأصبحوا بلا مأوى ولا غذاء، خاصة في إندونيسيا التي كان لها النصيب الأكبر من آثار الكارثة. فكانت مبادرته يرحمه الله التي يجري بموجبها حاليا رعاية وكفالة أكثر من خمسة آلاف يتيم إندونيسي من ضحايا الكارثة، تحت إدارة منظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية. فتكفل يرحمه الله برعاية ألفين من الأطفال الإندونيسيين الذين فقدوا ذويهم إثر الكارثة، على نفقته الخاصة، وتشمل الرعاية توفير السكن والاحتياجات المعيشية والتعليمية والصحية لهؤلاء الأيتام لمدة تصل إلى خمسة عشر عاما، حتى بلوغهم سن الرشد، واستضاف يرحمه الله في موسم الحج الماضي (105) من هؤلاء الأيتام الذين بلغوا سن الرشد لأداء فريضة الحج على نفقته الخاصة.
كما تبرع يرحمه الله العام الماضي بمبلغ مليار ريال سعودي لإنشاء (75) عيادة ريفية متنقلة، على نفقته الخاصة، ووكل للبنك تنفيذ إنشاء وتجهيز هذه العيادات في المناطق التي تفتقر للخدمات الطبية في دول إسلامية هي: باكستان وأفغانستان وبنغلاديش وطاجيكستان وقيرغيزيا واليمن والهند، مع تشغيل تلك العيادات لمدة لا تقل عن خمس سنوات.
وأخيرا وليس آخرا، تبرع يرحمه الله قبل شهر بمبلغ (35) مليون دولار أمريكي (حوالي 131 مليون ريال سعودي) لمساعدة دول غرب أفريقيا في مكافحة وباء إيبولا، وعهد إلى البنك بإقامة مراكز علاج طبية متخصصة بواقع مركز طبي في كل دولة من الدول الآتية: غينيا وسيراليون وليبيريا ومالي، مع تزويد المدارس ومحطات النقل البري والبحري والجوي بأجهزة ووسائل فحص وفرز طبي للتعرف على المصابين بالوباء والتصدي المبكر لعلاجهم.
رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وجزاه الله خير الجزاء نظير مابذل وقدم طيلة حياته بكل سخاء لوطنه ولأمته العربية والإسلامية. ونضرع إلى الله العلي القدير أن يعين أخاه خادم الحرمين الشريفين وخلف سلفه الملك سلمان بن عبد العزيز، على مواصلة مسيرة الخير والفضل، معتضدا موفقا بولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، وبولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايـــــف بن عبد العزيز، وزير الداخلية، إنه سميع مجيب.
الدكتور/ أحمد محمد علي
رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في الساعات الأولى من صباح هذا اليوم الجمعة ترجل الفارس بعد مسيرة حافلة وزاخرة بالعطاء الذي لم يقتصر على المملكة فحسب، بل امتد هذا العطاء ليشمل دولا وشعوبا في مشارق الأرض ومغاربها، تلهج جميعها بالدعاء لهذا الملك الإنسان الذي ضرب أروع الأمثلة في الإخلاص والتفاني لخدمة وطنه وأمته العربية والإسلامية، بل وخدمة الإنسانية جمعاء.
الملك عبد الله بن عبد العزيز يرحمه الله، كان مثالا للحكمة والرؤية الثاقبة، ولم يكن شغله الشاغل قاصرا على إسعاد أبناء وطنه فحسب، بل كان يرحمه الله يولي اهتماما كبيرا بتعزيز ودعم العمل الإسلامي المشترك، مواصلا بذلك مسيرة الأب المؤسس المغفور له (بإذن الله) الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وأبنائه البررة: الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد، يرحمهم الله جميعا، في رعاية العمل الإسلامي المشترك وشد أزره.
وانطلاقا من هذا الاهتمام برعاية ودعم العمل الإسلامي المشترك، حرص ولاة الأمر في هذا البلد الكريم المعطاء على دعم وتبني مسيرة البنك الإسلامي للتنمية منذ أن كان مجرد فكرة إلى أن أصبح على ماهو عليه الآن:مجموعة تنموية متكاملة تحتل مكانة لائقة بين مؤسسات التمويل الدولية المماثلة، وكان يرحمه الله يولي البنك ثقة غالية تمثلت في اقتراحه يرحمه الله أن يتولى البنك إنشاء وإدارة صندوق التضامن الإسلامي للتنمية المخصص لمكافحة الفقر والبطالة في الدول الإسلامية، وكذلك إنشاء المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، وقبل ذلك اقتراحه يرحمه الله إسناد إدارة صندوقي الأقصى والقدس للبنك الإسلامي للتنمية، وهما الصندوقان اللذان طلب يرحمه الله من قمة القاهرة الطارئة في أكتوبر عام 2000م، تأسيسهما لدعم ومؤازرة صمود أهلنا في فلسطين. وفي القمة الاستثنائية الثالثة التي عقدت بمكة المكرمة في ذي القعدة 1426هـ(ديسمبر2005م) كان لهذا القائد كل الفضل في إصدار القمة الإسلامية (برنامج العمل العشري لمواجهة تحديات الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين)، واقتراحه يرحمه الله بأن يتولى البنك الإسلامي للتنمية تنفيذ الجانب الاقتصادي لهذا البرنامج العشري، وتابع ذلك الاهتمام يرحمه الله باقتراح زيادات متتالية في رأس المال إلى أن وصل رأس مال البنك المصرح به إلى مائة مليار دينار إسلامي (حوالي 150 مليار دولار أمريكي) لتمكين البنك من تلبية متطلبات التنمية المتزايدة في الدول الأعضاء والقيام بدوره التنموي المنوط به.
وليس من باب الصدفة أنه يرحمه الله كان معروفا بلقب ملك الإنسانية، وأورد هنا لكم بعض الأمثلة على إنسانية هذا القائد وحبه لأبناء أمته الإسلامية، وهذه الأمثله عرفتها لكونه يرحمه الله أوكل تنفيذها للبنك الإسلامي للتنمية: فلعلكم تذكرون كارثة تسونامي التي حدثت في ديسمبر 2004م ونتجت عنها خسائر جسيمة في الممتلكات والأرواح، في ست دول. فبين عشية وضحاه، شرد الزلزال البحري عشرات آلاف الأطفال الأيتام فأصبحوا بلا مأوى ولا غذاء، خاصة في إندونيسيا التي كان لها النصيب الأكبر من آثار الكارثة. فكانت مبادرته يرحمه الله التي يجري بموجبها حاليا رعاية وكفالة أكثر من خمسة آلاف يتيم إندونيسي من ضحايا الكارثة، تحت إدارة منظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية. فتكفل يرحمه الله برعاية ألفين من الأطفال الإندونيسيين الذين فقدوا ذويهم إثر الكارثة، على نفقته الخاصة، وتشمل الرعاية توفير السكن والاحتياجات المعيشية والتعليمية والصحية لهؤلاء الأيتام لمدة تصل إلى خمسة عشر عاما، حتى بلوغهم سن الرشد، واستضاف يرحمه الله في موسم الحج الماضي (105) من هؤلاء الأيتام الذين بلغوا سن الرشد لأداء فريضة الحج على نفقته الخاصة.
كما تبرع يرحمه الله العام الماضي بمبلغ مليار ريال سعودي لإنشاء (75) عيادة ريفية متنقلة، على نفقته الخاصة، ووكل للبنك تنفيذ إنشاء وتجهيز هذه العيادات في المناطق التي تفتقر للخدمات الطبية في دول إسلامية هي: باكستان وأفغانستان وبنغلاديش وطاجيكستان وقيرغيزيا واليمن والهند، مع تشغيل تلك العيادات لمدة لا تقل عن خمس سنوات.
وأخيرا وليس آخرا، تبرع يرحمه الله قبل شهر بمبلغ (35) مليون دولار أمريكي (حوالي 131 مليون ريال سعودي) لمساعدة دول غرب أفريقيا في مكافحة وباء إيبولا، وعهد إلى البنك بإقامة مراكز علاج طبية متخصصة بواقع مركز طبي في كل دولة من الدول الآتية: غينيا وسيراليون وليبيريا ومالي، مع تزويد المدارس ومحطات النقل البري والبحري والجوي بأجهزة ووسائل فحص وفرز طبي للتعرف على المصابين بالوباء والتصدي المبكر لعلاجهم.
رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وجزاه الله خير الجزاء نظير مابذل وقدم طيلة حياته بكل سخاء لوطنه ولأمته العربية والإسلامية. ونضرع إلى الله العلي القدير أن يعين أخاه خادم الحرمين الشريفين وخلف سلفه الملك سلمان بن عبد العزيز، على مواصلة مسيرة الخير والفضل، معتضدا موفقا بولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، وبولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايـــــف بن عبد العزيز، وزير الداخلية، إنه سميع مجيب.
الدكتور/ أحمد محمد علي