الباحثة في التراث والموروث الشعبي هيفاء ميرا عالم تدعو الى
انشاء متحف لابداعات ومقتنيات االمراة الجدواية التي كانت تتميز بها خاصة في تاريخية جدة
المراة الجدواية شديدة الالتصاق بعصرها تتحلى باللؤلؤ والمرجان مغاصات البحر الاحمر وتضع الاقراط والخلاخيل والاطواق والسوار
الادباء والكتاب والمفكرين عليهم رصد لأبرز نقاط التحول الاجتماعي في في تاريخية جدة خاصة ابداعات المراة يحدثنا التاريخ عن النساء الشهيرات في العلوم والابداع والثقافة والفن والاقتصاد وتاريخنا حافل بأمجاد وعظمة المرأة ومكانة المرأة, وحين نتحدث اليوم عن جدة التاريخية ومهرجانها شمس اشرقت نتحدث عن االعاادات والتقاليد الاجتماعية الجميلة والابداعات التي كانت موجودة لدى النساء الجدوايات
فقبل اكثر من 70 عاما كان للمراة الجدواية ثقافته وابداعها و مقتنياتها فيما تلبسه او تتزين به الى جانب مقتنيات ثقافية وابداعية من فن ورسومات ونقوش وخطوط تتسم بالكثير من الجمال والتجلى ان ثقافة وابداعات المراة المرأة لها ملامحها ودلالتها وصورها الجميلة التي تكشف عن تاريخ الشعوب وحضارتها وفنونها. والمراة الحجازية كانت لها ثقافتها وازياءها وابداعها وقوتها كمربية والمدبرة
ومن المنطقة التاريخية نبعت اسماء سيدات كان لهن شان في المسيرة الثقافية والابداعية والفنية في المنطقة التاريخية التقينا بسيدة الاعمال السعودية والباحثة في مجال التراث والمقتنيات هيفاء ميرا عالم التي حكت جزء من التاريخ
تقول الباحثة في التراث هيفاء ميرا عالم المراة في كل العصور لها قصص وحكايات وابداع وتالق ففي عصور مضت النساء كن يكتبن على ذيول القمصان وطراز الاردية والاكمام اشعارا ويتخذوا منها بمنزلة الشعار لهم وكانت الجدوايات يكتبن على الكرازن والعصائب ومشاد الطرر وكذلك كن يكتبن على الزنانير والمناديل
واضافت ان مقتنيات المراة الجدواية القديمة والتراثية تواجه أضرارا شديدة تهددها بالاندثار بسبب الاهمال وقلة العناية بها. وطالبت بدراسة الوضع الحاضر للمقتنيات الأثرية وتحديد ما تحتاجه من عناية مع ضرورة انشاء مركز لحفظ التراث تخدم المتاحف والمؤسسات الصغيرة في معالجة مقتنياتها مع ادراج ذلك في مناهج التعليم في الجامعات وشددت الباحثة هيفاء ميرا عالم على أهمية تقديم المقتنيات الشخصية للجهات المختصة خاصة من كبيرات السن او الاسر العريقة التي لديها من المقتنيات ما يستحق ان يوضع في متحف خاص تحت مسمى متحف المقتنيات الخاصة بالمراة الجدواية التي كانت تتميز بها المراة خاصة في منطقة جدة التاريخية
وشددت هيفاء ميرا عالم على ان وجود متحف للمراة الجدواية ضرورة مهمة خاصة بعد ان دخلت جدة منظمة اليونسكو
لقد تفقدت كافة الاجنحة الخاصة بمهرجان جدة التاريخية ووجدت الكثير مما يثلج له الصدر ويشعر المرء بالفرح حين يجد ان البعض قد حافظ على الموروث الحضاري لتاريخية جدة ولفتت هيفاء ميرا عالم الى ان المحافظة على المقتنيات والآثار التراثية للمراة الجدواية من المسؤوليات الأساسية لكل من يقوم بجمعها سواء كان متحفا أو جمعية أو فردا يهوى جمعها، ويجب الاهتمام بعملية حفظ الآثار وشددت على اهمية المحافظة على المقتنيات للمستقبل، مشددة على انه يجب الاهتمام بعملية توثيق كل قطعة، وجمع كل ما يمكن جمعه من معلومات عنها وتسجيلها بكل دقة «فذلك يساعد في فهم النفس والعالم الذي نعيش فيه ومراحل تطوره».
واكدت الباحثة في مجال التراث والمقتنيات (منذ البدء فطر وطبع الانسان على التهديل والتغيير في كل شيء ومن أخص هذه مقتنيات المراة التي تتميز برونقها وكان للمراة الجدواية فلسفة ا في ثقافتها وابداعها ومقتنياتها محاكاة نفسية نستطيع ان نسميها نوعا من التطعيم بسيكيلوجية تأخذه, النساء عن بعضها البعض بطريقة مقننة ومدروسة وكن يفاخرن بذلك مقلدين ممن سبقهن وطرحت الباحثة هيفاء ميرا عالم جزء من مقتنيات المراة اهمها الزي الذي ترتديه ثوب طويل مفتوح أو مغلق من الاعلى تحته سروالة واسعة ثم درع مفتوح عند الرقبة وفي الشتاء كن يلبسن فوقه سترة ضيقة مما يعطي اجسامهن شكلها الحقيقي متبعة وصية النبي عليه الصلاة والسلام باستعمال العباءة الطويلة عند خروجهن من بيوتهن على اعتبار انها توضع فوق رأس المرأة وتسبل مفرقها حتى قدميها وبذلك تستر شعرها او جزء من وجهها وعنقها وصدرها وتلف بها كامل جسمها دون أن توحي بشكله.
وكانت المراة الجدواية شيدة الالتصاق بعصرها تتحلى باللؤلؤ والمرجان مغاصات البحر الاحمر وتضع الاقراط والخلاخيل والاطواق والسوار و تطورت مقنيات المراة الجدواية او الحجازية تطورا محسوسا هما كانت عليه سابقا فأتخذت سيدات الطبقة الراقية لغطاء الرأس البرنس المنضد بالجواهر والمحلى بالسلاسل الذهبية المطعمة بالاحجار الكريمة.
والحلي عامة من ضروب الزينة عرفت المرأة استعمالها بل أصبحت من مهمات الزينة عندها ولم يسمع التاريخ ان امرأة لم تاخذ قسطا منها خاصة في المناسبات والافراح حتى اننا لاحظناها تلجأ احيانا الى استعارتها في مثل تلك المناسبات.
واشارت هيفاء ميرا عالم
ويبدوا ان بعض النساء قد لجأن الى عمل الحلي بأيديهن,وكانت أغلب الحلي من اللؤلؤ والمرجان والعقيق
ودعت هيفاء عالم اهمية توثيق مقتنيات المراة الجدواية عنن طريق التوثيق المكتوب او المرئي واضافت ان المراة الجدواية كانت لها جوانب ابداعية وثقافية ومنها اهتمام بعضعن بالرسومات والنقش وقالت ان البحث والتقصي عن مقتنيات وابداعات المراة في المنطقة التاريخية لا يقتصر على حدود ضيقة خاصة بعد ان تاكد ان جدة كمدبنة يرجع تاريخها الى ايام الفرس أيام الفرس قبل 3000 سنة،ودعت الى ضرورة اصدار موسوعة لمقتنيات وابداعات المراة الجدواية الحجازية وعلاقتها مع اسرتها وجمال اخلاقياتها ،ان الادباء والكتاب والمفكرين عليهم رصد لأبرز نقاط التحول الاجتماعي في في تاريخية جدة ، فالمرأة لها دور فعال ومهم في المحافظة على التراث والترويج له ودراسته وتقديمه بوسائل متعددة، خصوصاً في عهد النهضة والتطور، فـالمرأة هي الأم والبنت والجدة والعمة والخالة، والكثير منهن عاصرن الماضي ومنهن من تأثرت بمن سبقوها من نساء ورجال وتعلمت منهم وتربت على أيديهم، فنقلت الأصالة والتراث، وقدمته بالشكل الجميل والمناسب للأجيال، فكانت راعيته وحافظته، واردفت هيفاء ميرا عالم الباحثة التراثية »اهتمامي بالتراث نبع منذ نشأتي واحتكاكي بالأسرة والأمهات ومخالطتي لهن وحفظ المفردات وشراء الكتب التي تهتم بالتراث، وأعتمد في مصادري على الكتب والمقابلات الشخصية للكثير من الأمهات والآباء وقد توفي بعضهم، وأقوم بتوصيل هذا التراث من الوسائل الإلكترونية شبكات التواصل الاجتماعي التي اصبح لها اثر كبير في وصول المعلومة ودعت هيفاء عالم الى اهمية ادراج إدارة المناهج والمفردات في الكتب والتي كانت المراة الحجازية تستخدمها هؤلاء هم من سيبادر بحمل رسالة الغد، فـالتراث في تاريخية جدة ممتد من الماضي، ولا بد أن نحافظ عليه حتى لا يندثر كما اندثر الكثير من العادات والتقاليد، وننتظر من وزارة الثقافة العمل على تنمية المجتمع أن تهتم بدراسة هذا الجانب لأنها قيمة وتحتوي على مسميات الذهب. واوضحت ان اهتمامنا بالتراث ينبع من عاداتنا وتقاليدنا منذ الصغر، وقد علمنا أهالينا عن كل شيء يخص هذا التراث وتربينا عليه وأحببناه، ومعلوماتنا عن التراث نأخذها من الأهل وكبار السن، ونحن في الوقت الحالي نعطي دورات تراثية في المدارس والجامعات والمراكز لا يصال هذه الرسالة، كي يتعرف إليها الناس، وخاصة من الأجيال الجديدة، وهذا يسهم في إحياء هذا التراث، وافادت ان الاهتمام بالتراث محور مهما للحفاظ عليه من الاندثار كي نُعلم ونتعلم، وهناك من يتمسك بالتراث خوفاً من اندثاره في عصر تطور وسائل الاتصال والتغيرات، ونحن عشنا مع أهالينا الذين عاصرناهم في » حارات جدة الاربعة الشام ومظلوم والبحر واليمن فهم مرجع لنا في تراثنا، وعاصرنا من يجمع الحصى من البحر والصيد والسفن، وعند سوق البدو جمع الحطب ونقل »الصخام« على الهجن، والسوق القديم
وشددت على اهمية ايصال تراثنا عبر الإعلام إلى الجيل الجديد، لتوثيق التراث في أذهان الناس وليعودوا له، ولغرس مبادئه وقيمه النبيلة«. مشيرة الى الاهتمام بالتراث يمس الهوية الوطنية البحتة للوطن ، وهي بصمتنا، ويجب أن تكون موجودة في لبسنا وأكلنا وأدواتنا، وهذه الأرض لم تبنى بسهولة، إنما بتعب، وبعد صبر، ولها قواعد وأصول، ولابد من المحافظة على التراث، كي تبقى الهوية التاريخية لجدة شامخة وراسخة، ولا تؤثر فيها النهضة والحضارات الأخرى«.
واستطردت: »الأم في البيت من واجبها أن تحث أبناءها على التراث والاحتشام والجوانب التربوية والسلوكية التي تربى عليها آباؤنا وأجدادنا، وأهمية ذلك تكمن في ترسيخ الهوية في اللهجة والسلوك، فـالتراث يمثل عزنا وافتخارنا، والحمد لله هناك إقبال من الجيل الجديد على التراث والروح التراثية موجودة لديهم من خلال حفظهم للأناشيد والأهازيج.