انجبت جدة التاريخية ادباء ومفكرين وشعراء ونقاد كانت لهم بصمة في تاريخ الحركة الادبية والثقافية ومواكبتها
وكانت المنطقة التاريخية تعج بالأسماء المؤثرة وتعود جدة التاريخية وتعي اليها ابناء واحفاد المفكرين والمبدعين أعمالهم. وكانت جدة التاريخية مكانا خصب للأدب والفن والإبداع
وتتذكر جدة التاريخية شاعر جداوي رسم القصيدة بزجلية المعاني الحجازية التي جاءت لترسم كل من يعشق هذه المدينة الحالمة التي ترقص على امواج البحر
وفي مهرجان جدة التاريخية شمسك اشرقت تعود الينا الذكريات ونتذكر الشاعر والكاتب والمثقف الذي ظهر كالشمس وغاب فترك لنا الاثر والتأثر وظلت قصائده تحكي جمال الحياة وروعة التجلي
أحمد صالح قنديل (1911 - 1979)، من مواليد جدة. أديب وشاعر حداثي وكاتب صحفي ، من الحجاز.
تخرّج الشاعر احمد قنديل من مدارس الفلاح واشتهر كذلك بكتاباته الساخرة وبشعره الشعبي المنظّم باللهجة الحجازية الدارجة، وبكتابته للحلمنتيشيات والقناديل.
يقول الكاتب والاديب محمد على قدس ان القنديل كان قاموسا في الأدب والمعرفة والفن والثقافة والكتابة والصحافة، يكتب في الشعر والنثر خلال ذلك كله يرسم صورته للحياة المعنوية والدنيا القيمة والمعنى الفني للوجود
هذه الصورة الجميلة في فكر أحمد قنديل اعطت أكثر من رمز وأغلى من ثمن أدبي وأثقل من موزون معنوي وأجود من عطاء معرفي لناسه وأمته ومجتمعه.
كل ذلك في معنى الحياة المتكامل عند أحمد قنديل.. معنى إنساني واجتماعي ومعنى واقعي ومعنى صوري متزين بزينة ما في هذه الحياة وما في هذا الوجود من معاني الخير والجمال والتسامح والحق والإيثار!!
ووضع احمد قنديل نصب عينيه في حياته وعمره، وفي علمه وعمله وفي أدبه هدفاً ومن التصور الذهني رؤيةً لهذه الحياة المعنوية الفذة
وقالت الشاعرة مها باعشن اصدر قنديل مؤلفات منها ديوان "عروس البحر" في جزأين عن مدينة جدة. وديوان "قاطع الطريق" وديوان "الراعي والمطر" وديوان "اللوحات" و"أوراقي الصفراء". ومثل هذه المواضيع الشعرية يستوحيها الشاعر قنديل من اضواء وإنحاء مدينة جدة التي احبها من صميم قلبه فعبر عنها شعراً رائعاً عذباً كالمنهل الثرة والماء العذب.
وفي خماسية جدة التي كان يكتبها تحت عنوان (رقص ورمل وعروس) يتجلى احمد قنديل شعرا فيقول
هَلْ شُفْتَ جدة "جنب البحر راقصةً على الرمال "بإشراقٍ" وتعبير
وقال الشاعر عبداله جدع كتب اوبريت شمسك اشرقت شعار مهرجان هذا العام
حروف احمد قنديل كانت عشقا تعانق رمال البحر لتروي حكاية جدة التاريخية في الأمس واليوم والغد في شتى التعابير الشعرية والنثرية والفنية .. الجميلة ولعل أقرب هذه التعبيرات والتعابير قول حمزة شحاته:
النُّهى بين شاطئيك غريقُ والهوى فيكِ حالمٌ ن ما يُفيقُ
إنها تعابير الشعراء الذين احبو جدة ، ورونقها وبهاؤها!!
وقصائد قنديل اغلبها عامية النزعة سواء عندما يتحدث بلسانهم أو حينما يتقول لهم شعراً.. ا
لقب قنديل الشاعر "الحلمنتيشي" وهو الشاعر الشعبي العامي، "وحدث ولا حرج"!!!. ولا نود التوغل في هذا الجانب من أدب الرجل فهو أديب وكاتب وشاعر بالفصحى. وله مؤلفات ودواوين شعرية في هذا الجانب من أدبه، إنما الطريق في هذا الأدب روحه الفكاهية والنقد اللاذع لمن قصر أو حاد.
وفي غضون ذلك يبدع الرجل ويجيد!! لا يتخذ العامية لغةً لشعره بل يستعمل كلمات عامية لها أصول فصيحة!! ومن هنا كثر قراؤه وعظم قدره عند العامة من الناس وحفظ تراثه.