شهد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مساء أمس الاثنين الموافق 12 يناير الجاري حفل تكريم الفائزين بجائزة البردة في دورتها الثانية عشرة التي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ضمن إطار الاحتفال بالذكرى العطرة للمولد النبوي الشريف وذلك بالمسرح الوطني في أبوظبي.
حضر الحفل معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي ومعالي عبدالرحمن العويس وزير الصحة ومعالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة وأصحاب الفضيلة العلماء وعدد من المسؤولين بالدولة والسفراء المعتمدين لدى الدولة ورجال الدين المسيحي وضيوف الوزارة من كافة الأقطار العربية وجمهور غفير من المواطنين والمقيمين.
بدأ الحفل بجولة تقفديه لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان لمعرض اللوحات الفائزة بجائزة البردة والتي تنظمه الوزارة على هامش فعاليات الحفل بالمركز الثقافي التابع للوزارة ، حيث قاموا بجولة في انحاء المعرض الذي ضم اهم الأعمال الفائزة بالجائزة في الدورات السابقة والتي تحتوى على مجموعة نادرة من أجمل وأندر اللوحات في الخط العربي والحروفية والزخرفة التي أبدعتها يد الفنان الإسلامي .
ثم القى بعد ذلك معالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان كلمة أكد فيها "إنّ الاحتفال بذكرى المولدِ النبويِّ الشريف ، يجعل الجميع على تواصلٍ مستمرّ ، بمبادئِ الإسلامِ الحنيف ، التي أنزلَها اللهُ على رسولِهِ الأمين ، لِيَنشرَها للعالمين لنتعلّمُ منها كيف يكونُ تَحمُّلُ الأمانة ، وكيف يكونُ إيصال الرسالة ، وما ذلك ، إلا بالحكمة ، والموعظةِ الحَسَنَة ، والصبرِ والإقناع والمثابرةِ ، لإعلاءِ شَرَفِ الكلمة ، ونُبْلِ المَقصِد ، دونما ضغوطٍ أو إكراه ، بل مع احترامٍ تامّ ، للأديانِ الأخرى ، ولِحقوقِ أصحابِها ، والارتقاءِ بقيمةِ الإنسان ، في كلٍّ مكانٍ وزمان ، مع نَشرِ مبادئِ السلام ، والإنسانية ، والمحبة ، والوِئام
واضاف معاليه قائلاً إن الإسلام ، يَنبُذُ وسائلَ التكفير والإرهاب ، ويُعْلي من شأنِ الإنسانِ والإنسانية . ولعلّنا ونحن نحتفلُ بالمولدِ النبويِّ الشريف ، نَستَشِفُّ كافةَ هذه المعاني ، لِنعملَ على تأصيلِها تماماً ، وتعميقِ الالتزامِ بها ، في رِحابِ التقوى والإيمانِ والسلام .
وقال معاليه لقد جاء تَزامُن ُهاتيْن المُناسَبَتَيْن المولدُ النبويُّ الشريف ، وجائزةُ البُردة ، بتوجيهاتٍ حكيمة ، من مؤسِّس الدولة : المغفورِ له بإذن الله تعالى ، الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تغمَّدَه الله بواسعِ رحمتِهِ ورِضْوانِه : لِقاءَ ما قدَّم ، من إنجازاتٍ ومَآثِر ، لِبِناءِ هذا الوطنِ العزيز ، والعملِ على الارتقاءِ به ، في شتّى الميادين ، ومُختلِفِ المجالات ونحمدُ الله ، على أنّ سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان حين كان وزيراً للثقافةِ والإعلام قد استلْهَم حكمةَ الوالدِ العظيم ، في التمكينِ لِجَعْلِ هاتيْن المُناسَبَتيْن ، تَتعانَقانِ سوِيّاً المَوْلِدِ النَّبَوِيِّ الشريف ، وقصيدةُ البردة ، للإمامِ البُوصيري وهي مبادرةٌ كبرى ورائدة ، نشكرُ سموَّه عليها ، ونؤكدُ له ، أنَّ دعمَه المستمر ، قد جعل من هذا الاحتفالِ في كلِّ عام ، وبعونِ الله ، رمزاً مُتجدِّداً ، على أهميةِ هذه الجائزة ، والارتقاءِ بها ، إلى أعلى المستوياتِ العالمية .
واضاف معاليه "إن كان لي في هذا السياق ، أنْ أَخُصَّ " البُردَةَ " بكلمة ، فهي أنها قصيدةٌ روحيةٌ فريدة : كَتَبَ اللهُ لها الذُّيوعَ والانتشار ، لِما اشتملت عليه ، من مديحٍ نَبَويٍّ : صافٍ وطاهر ، بَدَأه الإمامُ البُوصيري ، بالتحذيرِ من هَوَى النفس ، وكأنَّ هذا ، بمثابةِ وُضوءٍ شِعْريّ ، يَتطهَّرُ الشاعرُ من خلالِه ، لِيَخْلُصَ إلى مولِدِ المصطَفَى ـ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم ، ثم بيانِ شرفِ القرآنِ الكريم ، وما دار في الإسراءِ والمِعراج ، مُشيراً ببلاغةٍ واضحة ، إلى جِهادِ الرسول الصادق الأمين ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَم ـ لِيُحِقَّ الحَقّ ، ويُزْهِقَ الباطل ، فكان له ما أراد ، مشفوعاً بجلالِ مالِكِ المَلَكوت . ويَستطردُ البوصيري في مِدْحَتِه هذه ، إلى أهميةِ التوسُّلِ والتَّشَفُّع ، بِنَبِيِّ الإسلامِ ـ صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه ـ بعـدَه ، يُنهي " بُرْدَتَه " في عِدَّةِ أبيات : شمِلت المناجاة ، وبعضَ الدَّعَوات .
جاء كلُّ ذلك ، في لوْحاتٍ شِعريَّة : بديعةٍ ورائعة، وبأسلوبٍ عربيٍّ فصيحٍ وجميل ، بما جَعَل المسلمين ، في شتَّى بِقاعِ الأرض ، يَنتهزون فرصةَ المولِدِ النبويِّ الشريف ، في كل عام ، حتى يتَحلَّقوا حولَ البردة، يَجمعُهم الاستِئناس ، بمديحِ المصطَفى ، والاسترشاد بسيرته العطرة والفريدة .
إننا في وَزارةِ الثقافةِ والشباب وتنميةِ المجتمع ، ونحن في مناسبةِ تكريم الفائزين بجائزةِ البردة ، فإنما نعتز بما تسهم به هذه الجائزة ، في التعبير عن وجدان الأمة ، بل وبما تجسده من وعي ديني قوي ، في هذه الدولةِ الرائدة ، التي يقودُها بكلِّ حكمةٍ وإتقان ، صاحبُ السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيسِ الدولة حفظه الله ، ومَتّعه بموفورِ الصحةِ والعافية .
وقال معاليه "إنّ نجاحَ هذه الجائزة ، إنما يَرتكزُ بالدرجةِ الأولى ، على دعمِ سموه ، وتشجيعِه المستمر ، لِمِثْلِ هذه المبادراتِ النافعةِ والمُثمرة ، والتي تُعمِّق في نفوسنا جميعاً ، الفخر والاعتزاز ، بالانتماء لهذا الدين الحنيف
كما رفع معالي وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع باسم جميع الحضور أجملَ التهاني والتبريكات ، بمناسبةِ المولدِ النبويِّ الشريف ، إلى صاحب السمو الوالد رئيس الدولة ، وإلى أخيه صاحبِ السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء ، حاكم دبي ، وإلى إخوانِهما أصحابِ السمو الشيوخ ، أعضاءِ المجلسِ الأعلى للاتحاد ، حكامِ الإمارات ، وإلى الفريق أول ، صاحبِ السمو الأخِ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، وليِّ عهدِ أبوظبي ، ونائبِ القائدِ الأعلى للقواتِ المسلحة ، وإلى شعبِ الإمارات ِكلِّه ، داعياً المَوْلَى سبحانَه وتَعالى، أنْ تَعودَ علينا هذه المناسبةُ الجليلة، في كلِّ عام ، والإماراتُ في خيرٍ وازدهار ، والأمةُ الإسلاميةُ في رخاءٍ ونَماء .
وعبر معاليه عن سعادته قائلاً "إنني سعيدٌ غايـةَ السعادة ، إذ أُؤكِّـدُ لكـم ، أنَّ ارتبـاطَ هذه الجائزة بـ " البُردة " ، ارتباطٌ مُوَفَّقٌ إلى حدٍّ كبير ، فإذا كان البُوصيري ، في القرن السابعِ الهجريّ ، قد وَفَّقَه الله ، وأَلْهَمَه ، إلى إبداع هذه القصيدةِ الخالدة ، فإنه وبالمِثل ، تأتي هذه المناسبة ، وتَتَجَدَّد ، لِيُشاركَ فيها : كلُّ الموهوبين والمُبدعين ، في مختلِف فروعِها ، ما بيْن شِعْر ، وخَطّ ، وفنٍّ تشكيليّ، وكأنّ ما يدورُ هنا ، هو النظير ، لِما نَراه في البردة ، مِن سِماتٍ كثيرةٍ ومُتعدِّدَة ، قد يكونُ أهمَّها إتقانِ العمل ، والاخلاص فيه ، والانطلاقُ من رِحابِ الالتزامِ والمسؤولية ، بل وكذلك الثقةُ بالنفس ، والاعتمادُ على المولى عَزَّ وجَلَ ، حيث إنّ على الإنسان ، أنْ يَسْعَى ، وأن يكون دليلُه دائماً ، أنَ الله يُحبّ إذا عَمِلَ أحدُنا عملاً ، أن يُتْقِنَه ـ كلُّ ذلك ، في إطارٍ روحانيّ وإنسانيٍّ ، يُنمّي الذَّوْق ، ويُثري الروح ، ويَدعمُ قِيَمَ الحقِّ والخيرِ والجمال ، بل ويُشجِّعُ كلَّ راغبٍ ، من أبناء وبنات هذه الأمةِ العظيمة ، في النجاحِ والتفوق ، وبصفةٍ دائمة .
ودعا معاليه اللهَ سبحانه وتعالى ، أنْ تظلَّ جائزةُ البردة ، في مسيرتِها الناجحة ، ثم بارك معاليه للفائزين نجاحَهم ، وتَفَوُّقَهم ، راجياً أن يكونوا دائماً ، عند حُسْنِ الظَّنّ ، وأن يُضاعفوا جهودَهم ، ليحققوا نجاحاتٍ أكثرَ وأروع ، تجسيداً لكلِّ ما تُمثِّلُه السيرةُ النبويةُ الشريفة ، من قِيَمٍ ، ومبادئ ، وطُموحات .
ثم شكر معاليه سموَّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ، وزيرِ الخارجية ، على دَوْرِه المرموق ، في تحقيقِ النجاحِ لهذه الجائزة ، كما شكر جميع الحضور ، وتمنى معاليه أنْ تعودَ هذه المناسبةُ الكريمة ، في كل عام ، والإماراتُ في عِزَّةٍ ورِفْعَةٍ ، وعلى الدوام محفوظةً بقادتِها ، وشعبِها ، وتُراثها ، بل وأيضاً، بعملِها الدائب ، وإنجازاتها المتوالية ، في سبيلِ حاضرٍ زاهر ، ومستقبلٍ أجملَ وأروع .
ثم بدأ بعد ذلك الحفل حيث تضمن برنامج الحفل مجموعة من التواشيح والابتهالات والأناشيد الدينية التي تحتفي بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم قام بأدائها كل من عبد الله الرويشد و فائز السعيد، إلى جانب فرقة حامد داوود السورية للإنشاد الديني، وقد شهد الحفل تفاعلا كبيرا من الجمهور مع المنشدين في جميع الأناشيد والتواشيح
وعقب ذلك قام معالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان ومعالي محمد المر ومعالي عبد الرحمن العويس بتكريم جميع المشاركين بالحفل والقائمين عليه ثم كرم بعد ذلك الفائزين في الدورة الثانية عشرة من مسابقة البردة.
وكانت قد جاءت نتائج جائزة البردة في دورتها الثانية عشرة في مجالات الخط العربي والزخرفة والشعر كالتالي، في خط الثلث والنسخ ( مرقع ) فاز أحمد فارس رزق عوض الله من مصر بالمركز الأول، وجاء بالمركز الثاني محفوظ ذنون يونس من العراق، ثم حل محفوظ احمد من باكستان ثالثا، ثم جاء كل من عبده محمد حسن الجمال من مصر بالمركز الرابع، وإيهاب إبراهيم ثابت من فلسطين بالمركز الرابع مكرر، وحل عبد الرحمن العبدي من سوريا خامسا.
وفي مجال الزخرفة فاز سلجن قيرجرسلان من تركيا بالمركز الاول، ثم جاء عسگر مرادی ثانيا، ومحسن مرادی ثالثا، وفاطمة مرادی رابعا وجميعهم من إيران، فيما حل احسان حاكم كاظم من العراق خامسا، ثم زينب رهنما من ايران في المركز الخامس مكرر.
وفي مجال الحروفية حجبت الجائزة الأولى، فيما حل مصعب شامل أحمد من العراق ثانيا ثم ضياء محسن سلمان من كندا في المركز الثاني مكرر، ثم عمر محمد طه صبير من السعودية ثالثاً، وحل زهراخانی ناد تازه آبادی من إيران رابعاً، وجاء في المركز الخامس علاء عبدالحسين عبدالهادي من العراق.
وفي مجال الشعر الفصيح تم حجب الجائزة الأولى، فيما حل في المركزين الثاني والثالث على التوالي سيد محمد عبد الرازق عبد العال، ومحمد أحمد إسماعيل السيد من مصر، في حين جاء محمد طه العثمان من سوريا رابعاً.
كما حجبت الجائزة الأولى في مجال الشعر النبطي، وجاء في المركز الثاني أحمد محمد حسن عبد الفضيل من مصر، ثم إبراهيــم عبدالله حسين بن علي من الإمارات في المركز الثالث، وجاء فهد بن يوسف بن سيف الأغبري من عمان رابعا