• ×

قائمة

Rss قاريء

المواهب أنواع

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
جدة . سمر ركن . نبراس 
قيل إن أكبر تجمع للمواهب هو " المقابر" ، فقد دفنت مع أصحابها فهذا صحيح فكم من المواهب ظهرت وظهر تأثيرها وكم من مواهب لم تظهر ودفنت مع أصحابها تحت الثرى أو تحت وطئة الحياة والضغوط الأجتماعيه .فما بالك بالمواهب الجوهرية أو الضمنية الخفية.

بل إن بعض المواهب الجوهريه الخفية تصل أحيانًا درجة إختفاءها لتصبح خفية حتى على صاحبها ولايعلم أنه يمتلك تلك المواهب أو هذه القدرات التى تكون كامنة بداخله.الى أن تظهر بالمصادفة أو تموت دون أن يشعر بوجودها أحد.

وقد ينتهى أمر الموهبة تمامًا ولا يستفيد منها صاحبها قيد أنملة رغم أنها قادره أن تجعل صاحبها من أسعد الناس وقد يمتد ذلك إلى مجتمعه بل العالم بأسره أحياناً.

إن دراسة مواهب أبنائنا الخفية والتى هى الأهم تعد من مقومات الأمم والمجتمعات المتطورة أو التى حتى تسعى للتقدم .

و تتدرج المواهب ما بين المواهب العادية و النسبية والمواهب الشاذة.


أولاً : المواهب العادية ـ الطبيعية الترفيهية (الظاهرة)

وهى مواهب طبيعية لأنها لابد وأن تتخذ لها أدوات مادية من الطبيعة وظاهرة كونها على السطح و يَسهُل إكتشافها مثل موهبة الرسم أو الغناء أو المهارات الفردية فى الألعاب الرياضية ،وأصحاب تلك المواهب فى العادة يُعلنون عن أنفسهم بصورة أو بأخرى إلا إذا تم إهمال مواهبهم تلك فى بدايتها أو وأدها فى المهد ، ففى السنوات الأولى من حياة الطفل تكمن الموهبة وهنا تكون الحاجة للكشف المبكر عنها بهدف رعايتها .


ثانياً : المواهب النسبية العملية (الخفية)

والتى لايمكن إكتشافها عادة إلا بالإحتكاك مع الآخرين أو سط الجموع ولذا فهى (عملية) تُناسب المدرسة أو الفصل الدراسى وبالتالى تخاطب عادة المُتخصصين أو المُعلمين وهى نسبية لأنها تتناسب مع الموقف وأفراد المجموعة .

(والمواهب النسبية العملية ) أو السمات الشخصية الخاصة تعتبر خفية أحياناً بالكلية على جميع من حول صاحبها . مثل الموتهب الإبتكارية أو عمق التفكير،أو الألعاب الذهنية كالشطرنج ، أو الكاريزما أو قد تكون خفيه جزئياً على الجميع إلا أقرب الأقرباء والأصدقاء مثل التعاون ، الإيثار.


ثالثاً : المواهب الشاذة الخارقة (النادرة)

وهى النوع النادر جداً من المواهب والقدرات فالله تعالى وهب الإنسان العديد من المواهب والقدرات ، ظاهرة وباطنة بل المواهب منها ما تم إكتشافه ومنها ما لم يتم إكتشافة للبشرية بعد ، فثمة دراسة تؤكد إن الأنسان يستخدم حتى الآن ١٠٪ من طاقة العقل أى ٩٠٪ الباقية بلا أى إستخدام .

وأقصد بالمواهب النادرة ذلك النوع من المواهب التى إذا ما سمعت بها فإما أن تضحك وتسخر وإما أن تُكذب وتسخر أيضاً ولكن قد تبتعد فكرة السخرية قليلاً إذا ما علمت إن الولايات المتحدة تُنفق مئات الملايين من الدولارات سنوياً على برامج سرية هدفها دراسة تلك المواهب والقدرات الأنسانية الخارقة ،ومعرفة كيفية الإستفادة العملية من تلك المواهب الخارقة لبعض الأشخاص وخاصة فى مجال الحرب والتجسس مثل القدرة على قراءة الملفات السرية من مسافات بعيدة جداً والقدرة على تحديد المواقع الحربية مثل الغواصات النووية فى أعماق البحار وتفجير الصواريخ الموجهة أثناء تحليقها عن طريق القوى العقلية .


ولعل أفضل دراسة تفصيلية عن تلك المواهب أو الظواهر الخارقة هى الدراسة التى أعدها العالمان "راسيل تارغ" و"كيث هارادى" التى نشرت فى كتاب عنوانه (سباق العقل) . وتعلقت التجارب الرئيسية بما أسماه "تارغ" (الرؤية النائية) التى يستطيع أصحاب تلك الموهبة وصف أماكن بعيدة جداً ولم يشاهدها من قبل بل ويصفوا أحداث تجرى بتلك الأماكن وقت التجربة .

الدكتور "راسيل تارغ" هو عالم فيزيائى متخصص بأشعة الليزر وعالم البصريات والموجات الكهرطيسية القصيرة المدى .وقضى عشرة أعوام قام خلالها بأبحاث مستفيضة فى حقل المواهب الخارقة لحساب البنتاجون والمخابرات الأميركية .

فعلى سبيل المثال قام الدكتور"تارغ" بتجربة شخصية على شخص موهوب متواجد فى كاليفورنيا عام ١٩٧٦م .وذهب "تارغ" إلى مكان يبعد مئات الأميال عن الموهوب ، تم إختيار المكان قبل الشروع بالتجربة بدقائق ،وكانت مهمة الموهوب وصف مكان تواجد"تارغ" من تلك المسافة البعيدة ،وقد كتب الموهوب على كمبيوتر وكالة "برنامج الدفاع للبحث المتطور"

وقد صدق الموهوب ،إذ أن المكان الذى وصفة من مسافة بعيدة كان البركة المركزية فى حديقة "ساحة واشنطن" فى نيويورك وبالفعل كانت البركة فارغة يتوسطها عمود أسمنتى وفى هذا الوقت كانت بالفعل ثمة حمائم تطير كما وصفها الموهوب.


أما الأمر الخطير والمذهل فقد كشفه العالم "رونالد ماكريه" فى كتاب "حروب العقل" - المنشور منذ حوالى خمسة وعشرون عاماً- فقد ذكر ماكريه أنه تم إستخدام المواهب الخارقة لتقييم خطة كلفت أربعون مليار دولار أطلق عليها (لعبة الصدفة) وهى تتعلق بصواريخ(أم-أكس) النووية ،وتقضى تلك الخطة بتخزين تلك الصواريخ فى مرابض سرية تحت الأرض بشكل مُتنقل وغير ثابت .أى أن الصواريخ تُنقل من موقع لآخر بإستمرار ،عبر أنفاق هائلة بهدف منع السوفييت من تحديد مواقعها بدقة وبالتالى تدميرها.


وذكر العالم "ماكريه" نقلاً عن مسئولة كبيرة فى البيت الأبيض تدعى "باربارة هونيفر" مُتخصصة فى حقل الخوارق إن البنتاجون أجرت عدة تجارب أستخدمت فيها أشخاص لديهم مواهب خارقة لمحاولة استكشاف مخابئ تلك الصواريخ النووية مستخدمين مواهبهم الخارقة تلك.


فما بالك بالموهبة الخارقة ؟

والآن : ما الفارق بين المواهب السطحية والخفية؟كيف سوف تتعامل مع مواهب كالغناء أو الرسم فى جانب ومواهب مثل الإبداع أو القيادة فى جانب آخر . إن عدم التصنيف معناه أنك تتعامل مع كلا الجانبين على السواء أو حتى تنظر لهما بنفس النظرة ، وهذا أمر غير منطقى .


فصاحب الموهبة السطحية الترفيهية قد لايحتاج حتى إلى إكتشاف إلا فى سن ماقبل المدرسة - فالإكتشاف المبكر له فوائد جمة- فموهبته من النوع الظاهر الجلى فهى تُعلن عن نفسها.


كل ما أهدف إليه أن ننظر إلى مواهب أبنائنا وخاصة الخفية بإهتمام أكبر لأنها الأهم والأكثر تأثيراً وتطويراً للمجتمعات ،فلم نرى أى موهبة سطحية كالرسم أو الغناء أو الشعر أو ...ألخ ،لم نرى أى موهبة من تلك وصلت بصاحبها ليقود شعبه أو يُطور من مجتمعه أو يبتكر ألة تجعل الحياة أسهل .


أنا لاأقلل من تلك المواهب السطحية الترفيهية ولكن أريد أن أعطى كل ذى حقٍ حقه وخاصة بعد كل هذا الإهتمام الواضح بالمواهب السطحية الترفيهية والتى رصد لها المسابقات والجوائز ،ونحن فى أمس الحاجة للتطوير والتنمية أو بمعنى أخر لأصحاب المواهب العملية الخفية


وإليك المثال التالى للتوضيح ...

مثل المواهب الظاهرة والخفية كمثل حبة لنبات برى - ربانى كما يُقال فهى لاتحتاج إلى رعاية خاصة أو خبرة فلاح- والخفية كحبة لنبات نزرعه بأنفسنا وسوف أسميه النباتات الإقتصادية-فهذا النبات يجب أن نرعاه ونضعه فى التربة أو البيئة المُناسبة أى يأخذ منا جهد كبير وإلا لن ينمو أو يطرح ،وهذا النوع من النباتات ماتحتاجه المجتمعات بشدة وبدونه لن يحيا الأنسان ، هذا ليس معناه إن النباتات البرية ليست لها أهمية أو منافع ولكنها تبقى دوماً أقل فى الأهمية والمنفعة .

فما بالك بمجتمعات تُكثر من النباتات البرية وتُهمل تلك النباتات الإقتصادية ، لعدة أسباب قد يكون منها إنها لاتحتاج إلى مجهود كبير كالنباتات الإقتصادية أولأنهم يعتقدون إن أرضهم (بور) وقد تكاسلوا عن إستصلاحها أولأنها قد تُدر بعض المال السريع من التصدير والذى سوف يُشترى به أول مايُشترى طعام .


ان الامر يتطلب ان نضع نُصب أعيننا إن المواهب ليس لها إلا شكل واحد والموهوب يجب أن يفعل أمور مُعينة وإلا ماأصبح موهوب وقتلنا مواهب أبنائنا وأخرنا كثيراً مجتمعاتنا ، ووالينا جل إهتمامنا بالمواهب الظاهرة ونَسينا أو نُسينا- بفعل فاعل- مواهب أبنائنا الخفية الأهم مثل الإبتكارية والقيادة والإبداع ...

image

image

image
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : DimAdmin
 0  0  2.2K

التعليقات ( 0 )