أطلقت وزارة التعليم مشروع "المدارس المركزية" كأحد أبرز المبادرات النوعية الهادفة إلى تقديم تعليم إلكتروني متزامن وفعّال، لا سيما في المناطق النائية وقليلة الكثافة السكانية، وذلك ضمن جهود المملكة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 وتعزيز التحول الرقمي في التعليم.
ويهدف المشروع إلى ضمان استمرار تعلم الطلبة في أي زمان ومكان، من خلال نموذج تعليمي مدمج يجمع بين التعليم الحضوري في المواد الأساسية والتعليم الإلكتروني في باقي المقررات عبر مدارس مركزية افتراضية، يشرف عليها معلمون متخصصون يقدمون محتوى تفاعليًا عالي الجودة.
وأكدت الدكتورة نورة المهنا، مدير عام قنوات التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد في وزارة التعليم، في لقاء مع قناة "الإخبارية"، أن المشروع يُعد نقلة نوعية في تجربة التعليم الإلكتروني، مشيرة إلى أن التطبيق التجريبي في الرياض والباحة أظهر تحسنًا في أداء الطلاب بنسبة 15%، إلى جانب ارتفاع ملحوظ في دافعيتهم نحو التعلم.
وأضافت المهنا أن "المدارس المركزية" تعزز تكافؤ الفرص التعليمية وتُسهم في دعم تدريس المواد المتخصصة بشكل تفاعلي، إلى جانب تطوير مهارات الطلاب الرقمية والاجتماعية. وأوضحت أن بعض الطلاب عبّروا عن شعورهم بأن المعلم "قريب منهم" رغم تباعد المسافات، بينما أكدت الطالبات استفادتهن من التفاعل مع أقرانهن في مناطق أخرى من المملكة.
كما أشارت إلى أن المشروع أنتج تجارب تعليمية تفاعلية مشتركة بين طلاب من الشمال والجنوب تحت إشراف معلمي المدارس المركزية، مما يعكس روح التعاون والتعلم الجماعي، ويعزز من فعالية النموذج.
وأكدت أن المبادرة تأتي امتدادًا للتحول الرقمي غير المسبوق في المملكة، بفضل دعم القيادة الرشيدة واهتمام معالي وزير التعليم، حيث تسعى الوزارة إلى بناء منظومة تعليمية رقمية حديثة، تحاكي التوجهات العالمية وتُلبي متطلبات التنمية المستدامة.
وكشفت المهنا عن إطلاق أربع مدارس مركزية جديدة في مناطق متفرقة، إلى جانب النماذج التجريبية الحالية، لتوسيع نطاق الاستفادة من المشروع، والوصول إلى شريحة أكبر من الطلبة في المناطق الأقل كثافة.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن مشروع "المدارس المركزية" يُجسد رؤية الوزارة لتسخير التقنيات الحديثة في خدمة الطالب السعودي، ويقدم نموذجًا فريدًا لتعليم إلكتروني متكامل يتماشى مع تطلعات المستقبل.