أشاد المشاركون في أعمال الدورة الـ 41 لمؤتمر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تحت عنوان "استشراف مجالات التعاون الإسلامي" بالمواضيع والأطروحات التي تطرق لها المؤتمر الذي ينعقد في وقت يستدعي تعزيز ودعم أواصر الأخوة والتضامن والتصدي للتحديات التي تواجه العالم الإسلامي .
وأوضح معالي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي أن هذا المؤتمر يعقد دورته الحالية والبنك يستعد هذه الأيام لإستقبال وفود محافظيه ليحتفوا مع مؤتمرهم السنوي بالذكرى الـ 40 لتأسيسه في عام 1395هـ نجح في النهوض بالعمل الإسلامي المشترك في مجال التنمية وتمتين أواصر التعاون بين الدول الإسلامية والمضي قدما بالتضامن الإسلامي الذي تقود المملكة مسيرته .
واشار إلى أنه يشارك في مؤتمر البنك عدد كبير من ممثلي الدول الأعضاء ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية إلى جانب ممثلي البنوك الإسلامية والمؤسسات الوطنية للتمويل واتحادات المقاولين والاستشاريين وصناديق التنمية بالدول الإسلامية لمناقشة أهم البنود المدرجة على جدول الأعمال ومنها النظر في تقرير أعده البنك بالتعاون مع أحد المكاتب الاستشارية العالمية المتخصصة بشأن تقييم نشاط مجموعة البنك الإسلامي للتنمية خلال الأربعة عقود الماضية والإستراتيجية المقترحة لمجموعة البنك للسنوات العشر القادمة.
وأبرز أهمية العمل بين الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والبنك معرباً عن عميق التقدير لما يلقاه البنك من اهتمام وتعاون لدى جميع اللجان الدائمة للتعاون بين أعضاء المنظمة ,مشيداً بما يحظى به البنك من دعم من دولة المقر "المملكة العربية السعودية" بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- مما مكنه من أداء مهامه على أكمل وجه طيلة مسيرته التي امتدت لـ 40 عاماً .
فيما أعرب المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري عن عظيم اعتزازه بالمشاركة في أعمال مؤتمر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في دورته الحالية ,مشيداُ بالمساعي الحميدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آ ل سعود - حفظه الله - في دعم العمل الإسلامي المشترك وتعزيز التضامن الإسلامي وخدمة المصالح العليا للعالم الإسلامي في سبيل عزة الأمة الإسلامية .
وأكد على ما ينص عليه ميثاق منظمة التعاون الإسلامي من احترام السيادة الوطنية لجميع الدول الأعضاء واستقلال وحدة أراضيها وصونها والدفاع عنها وتقوية أواصر الوحدة والتضامن بين الشعوب الإسلامية والدول الأعضاء إلى جانب تعزيز حقوق الإنسان والحريات السياسية والحكم الرشيد وسيادة القانون والديموقراطية في الدول الأعضاء وفقاً لأنظمتها الدستورية والقانونية وتعزيز الثقة وتشجيع العلاقات الودية والاحترام المتبادل والتعاون بين الدول الأعضاء وبينها وبين غيرها من الدول .
وقال : إننا في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ندرك جيداً أن تنمية العالم الإسلامي منظومة متكاملة ذات عناصر متداخلة منها ما يدخل ضمن اختصاصات الإيسيسكو , مغتنماً هذه المناسبة بتوجيه النداء لأصحاب المعالي الوزراء لاتخاذ قرارات حاسمة ومواقف صارمة تزيل الموانع التي تحول دون مواصلة الجهود لتنمية الدول الأعضاء في إطار التضامن الإسلامي وبروح الأخوة الإسلامية .
كما قدم معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية ناصر جودة جزيل الشكر والإمتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ولحكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة على حسن الضيافة وكرم الوفادة وعلى دقة التنظيم لهذا المؤتمر الهام معرباً عن سروره بالمشاركة في أعماله .
وبين أن مؤتمر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي يحمل في دورته الحالية عنوان "استشراف مجالات التعاون الإسلامي" ينعقد في وقت يتطلب الحاجة الماسة لمثل هذا التعاون الوثيق في كافة المجالات وخاصة فيما يتعلق بالمواقف السياسية والتعاون الإقتصادي وتعزيز ودعم أواصر الأخوة والتضامن والتعاون الوثيق عن القضايا العادلة وتنسيق الجهود وتوحيدها بغية التصدي للتحديات التي تواجه العالم الإسلامي .
ونوه بأن مبادئ الإسلام العظيمة تشكل منارة يهتدي بها العالم بما تحمله من اشعاعات حضارية وقيم تعلي من شأن الإنسان وتصون كرامته وترفض التعصب والتطرف والإرهاب والعنف وتحض على الوئام والتسامح واحترام التنوع والإختلاف رافضاً ربط الإسلام بالإرهاب والتطرف لأنه بريء من هذا الإفتراء مجدداً التأكيد على إلتزام الأردن بمبادئ منظمة التعاون الإسلامي والعمل مع دولها بما يحقق أهدافها ويضمن المزيد من التقدم والتضامن لتحقيق الأمن والاستقرار .
من جانبه أكد معالي وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي في جمهورية تشاد موسى فكي محمد أن على الأمة الإسلامية أن تستعيد همتها وأن تتدخل منظمة التعاون الإسلامي بصورة أكثر قوة وعزيمة في تسوية النزاعات التي تنشب بين الدول الأعضاء قائلاً : إن المكاسب المادية والروحية التي نمتلكها تمكننا أن نسعى بصورة أكثر فاعلية بل فرض السلام بين الدول والشعوب الإسلامية المتنازعة .
وعد المنظمة أكبر تجمع لدول ذات سيادة بعد الأمم المتحدة ويتواجد أعضائها في كل القارات من بينهم الدول الأكثر ثراءً في العالم وتعتبر جهازاً جيداً للنهوض بالعالم الإسلامي ومنبراً للحوار والتشاور بين المسلمين وبوتقة تلتقي فيها كافة الاتجاهات الإسلامية .
وأشاد بدوره معالي وزير الدولة بالإمارات العربية المتحدة عبدالله محمد غباش بإستضافة المملكة العربية السعودية الشقيقة لأعمال دورة مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي, معبراً عن بالغ شكره وامتنانه لحكومة خادم الحرمين الشريفين وشعب المملكة على حسن الإستقبال وكرم الضيافة .
وأكد ثوابت الإمارات العربية المتحدة في سياستها الخارجية التي تقوم على الإلتزام بإنتمائها الخليجي والعربي والإسلامي وحرصها على تعزيز وتوسيع دائرة صداقتها مع جميع دول العالم ومراعاة حسن الجوار واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واللجوء إلى حل النزاعات بالطرق السلمية والإلتزام بميثاق الأمم المتحدة والمواثيق الدولية وبقواعد وأحكام القانون الدولي .
وعبر عن قلقه مما تواجهه الدول الإسلامية والمجتمعات المسلمة من اضطرابات وأعمال عنف واستقرار مما يوجب على الدول الأعضاء بالمنظمة التكاتف والتضامن في التصدي لهذه التحديات وتوفير الدعم الكافي للدول الإسلامية والمجتمعات المسلمة لتجاوز الأزمات والأوضاع الصعبة التي تمر بها .