يحتفل أهالي محافظة العقيق بمنطقة الباحة في أجواء يسودها الدفء والمحبة بشهر رمضان المبارك، ويتجمعون في البيوت التراثية لتناول الإفطار في تجربة تمزج بين التقاليد الحية والنكهات الأصيلة، مما تكتسب هذه الأجواء طابعًا خاصًا، وتحافظ العائلات على عاداتها القديمة، مما يجعل من كل إفطار مناسبة للاحتفاء بالتراث والتواصل الاجتماعي.
وتُعد البيوت التراثية في منطقة الباحة رمزًا للهوية الثقافية المحلية، وتتميز بتصميمها الفريد الذي يعكس تاريخ المنطقة، ويتجمع الأهل والأصدقاء حول موائد الإفطار، محاطين بجدران تحمل قصص الأجداد، مما يضفي شعورًا بالانتماء والحنين إلى الماضي، ولا يقتصر الإفطار على تناول الطعام فقط، هو فرصة لتجديد الروابط الأسرية والاجتماعية، ويتبادل الأهالي الأحاديث والقصص، ويستذكرون ذكريات رمضان في سنوات ماضية، مما يعزز من تعاضد المجتمع ويقوي أواصر المحبة بين الأفراد.
وأوضح لـ"واس" عوضة بن علي الغامدي, أن هذا العام الثالث على التوالي يتناولون الإفطار خلال شهر رمضان داخل بيتهم التراثي، الذي تم بناؤه عام 1386هـ، ويستذكر أجواء رمضان سابقًا كيف كانت داخل منزلهم، وطريقة إيقاد النار بوسط فناء المنزل قبل أذان المغرب لتجهيز الخبزة والقهوة والمريسة التي تتكون من الماء والتمر ويتم إضافة عليها الليمون أو الزنجبيل، مشيرًا إلى أن الفطور يكون بحضور الجيران القريبين من منزلهم يجتمعون جميعهم لتناول الفطور والصلاة مع بعض.
وتظل تجربة فطور رمضان في البيوت التراثية بمنطقة الباحة رمزًا للتقاليد الحية التي تربط الأجيال الجديدة بماضيهم، ومع كل إفطار، يُعيِد الأهالي إحياء هذه العادات الجميلة، مما يضمن استمرارها في قلوب الأجيال القادمة، لتبقى نكهة الباحة الأصيلة حاضرة في كل رمضان.