كل شخص فينا خُلق لدور محدد وحده من يستطيع القيام به من بين جميع البشر على وجه الأرض، لذلك لم يخلقنا الله متشابهين وإن كنا كذلك في البنية والتكوين الجسدي، لكنه ميز كل إنسان عن أخيه ومنحه ما يمكّنه من القيام بدوره على أكمل وجه.
كل منا لديه على الأقل موهبة أو إثنتين لكن أغلبنا لم يكتشف مواهبه بعد ولا يستطيع رؤيتها على الرغم من معرفته مواهب الآخرين بوضوح !
قد يكون السبب وراء ذلك تجاهلنا التام لما نجيده بل عدم إعترافنا بأننا ماهرون في عمله !
لكن اكتشاف موهبتك وتنميتها هى الخطوة الأولى والأساسية في طريقك للنجاح، فالناجحون هم من وجدوا شغفهم وإجتهدوا حتى إرتقوا به لأعلى المناصب.
لكن كيف تسلط الضوء على موهبتك وكيف تكتشف موهبتك وتراها بوضوح ؟!
كيف تكتشف موهبتك وتنميها ؟!
فكر خارج الصندوق :-
كونك موهوباً لا يعنى بالضرورة أنك قادر على الغناء أو العزف كالمحترفين، لا تُعرّف الموهبة من منظور ضيق وإلا لن تصل إلى موهبتك أبداً، كن واسع الأفق وفكر في كل الإحتمالات الممكنة، إسترجع ذكريات طفولتك وإسأل نفسك ما الذي يجعلك فخوراً بها ؟ على أى شيء تلقيت المديح أكثر ؟ كيف يتذكرك أصدقائك ؟ ما أكثر صفة ملتصقة بك ؟ كيف واجهت التحديات التى صادفتك من قبل ؟ كل هذا سيقودك مباشرة إلى ما يميزك، وتذكر قد تكون موهبتك القدرة على الإقناع أو الشعور بالأخرين وتفهم إحتياجاتهم أو تحمل الضغوطات والتصرف فالمواقف الصعبة إلخ .
أعثر على ما تجيد فعله دون جهد وعناء يذكر ؟!
الموهبة ليست فقط ما تستمتع به، بل ما تجيد فعله بدقة. قد لا تنتبه لذلك ولكن هل طلب شخص مساعدتك في القيام بأمر ما لأنك تجيده أكثر ؟! هل وجدت نفسك تصحح أخطاء الأخرين من حولك ؟! هل يلجأ أصدقائك إليك دائماً حين يتعلق الأمر بشيء معين ؟! إذا إنتبه لهذا الشيء جيداً وراقب نفسك عند القيام به فقد تكون هذه موهبتك وأنت لا تدري، وتذكر أن المواهب تكون دائماً أخر شيئ نتوقعه .
إسأل أصدقائك ومن يعرفك جيداً :-
كما تستطيع رؤية ما يميز أصدقائك بوضوح، هم أيضاً يمكنهم معرفة مواهبك وإخبارك بها بكل سهولة. فمراقبة الغير أسهل على الإنسان دائماً من مراقبة نفسه وفهمها .
جرب أنشطة جديدة :-
كيف ستكتشف موهبتك وأنت تقضي يومك بين العمل أو الدراسة ومشاهدة التلفاز والنوم ؟! غادر أريكتك وإفتح أفاق جديدة لنفسك، قم بأشياء طالما أردت تجربتها فقد تكون موهبتك شيء لم تقم به بعد. غالباً ما نظن أننا عاجزين عن القيام بشيء ما لأننا لا نمتلك المهارات الكافية أو لسنا أذكياء بما يكفي، لكن على أى أساس كان حكمنا إن لم نكن قد قمنا به من قبل ؟! لن تعرف أبداً إن كنت تجيد هذا أو إن كان مناسباً لك حتى تتخلص من أوهامك وتُجربه بنفسك .
نم مهاراتك الحالية :-
بالتأكيد لديك بعض المهارات الأساسية للقيام بشيء ما كالرسم أو الكتابة إلخ، نم هذه المهارات وتدرب عليها جيداً، قد يكون إهتمامك بأحدى المواد الدراسية دون غيرها كشغفك بعلوم الفضاء مثلاً، إن كنت كذلك فلما لا تأخذ دروساً فيها وتنمى معرفتك عنها وعن كل ما يتعلق بها وإجعله هدفك أن تصبح عالماً متخصصاً فيها، لا تكتفي بكونك تجيد شيء ما بل كن بارعاً فيه .
تحدى نفسك :-
المواقف الصعبة دائماً ما تكون مرآة الإنسان لنفسه، لن تعرف أبداً ما أنت قادر عليه حتى تواجه تحدياً ما ويصبح خيارك الوحيد المواجهة، ستتفاجئك نفسك بالتأكيد وبما أنت قادر على القيام به، فطاقات الإنسان الكامنة لن تفجرها أمسية لطيفة مع الأصدقاء أو وظيفة روتينية لا مخاطرة فيها. لن تكتشف نفسك إلا حين تقاتل من أجل بقائك على قيد الحياة !
وأخيراً تذكر دائماً أن الموهبة أولى الخطوات للنجاح وليست النجاح ذاته، فبالصبر والجهد والعمل الدؤوب ترتقي لأعلى المناصب لا بالكسل والتراخي والإعتماد على الموهبة فقط دون غيرها وتذكر أن السلحفاة سبق الأرنب ليس لأنها أسرع منه بل لأنها إجتهدت وتعبت أكثر ولم تيأس أو تقلل من شأن نفسها .
تذكر أيضاً أن الموهبة بحاجه لتدريب وصقل دائم وإلا صدأت وإنطفأ بريقها ودفنت مع الوقت !
المصدر : http://www.saaid.net/tarbiah/2.htm