لكل من يرغب في زيارة اوزباكستان لابد له من زيارة سمرقند تلك المدينة ذات الثقل العالمي وعاصمة الدولة التيمورية العظمي وارض العلم والعلماء حيث انها في فترة حكم تيمور لنك اختارها لتكون عاصمة لدولته وأحضر لها أفضل المعمارين، والفنانين والحرفيين من شتى بقاع الأرض من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، لبناء سمرقند بأفضل شكل ممكن، ما جعلها مركز ثقل العالم في تلك المرحلة من التاريخ. وتحولت المدينة إلى مركز علمي عالمي في عهد ابنه أولوغ بيك. ونجحت المدينة في نيل إعجاب كل من زارها على مر القرون الماضية، لا سيما أنها كانت من أهم أجزاء طريق الحرير. ولا تزال المدينة التي حظيت بمكانة واسعة في أشعار ومدائح وروايات الشعراء والكتّاب، تحافظ على رونقها التاريخي في يومنا الحالي.
تجذب سمرقند الزوار من جميع أنحاء العالم. كانت هذه المدينة الأوزبكية التاريخيةالتي تأسست في القرن الثامن قبل الميلاد، ذات يوم محطة هامة على طريق الحرير بين الصين وأوروبا. تشتهر سمرقند بمعالمها التاريخية والثقافية الغنية وهناك الكثير لاكتشافه في المدينة.
يفيد موقع اليونسكو أن مدينة سمرقند التاريخيّة تقع في واحة كبيرة، في وادي نهر زرافشان، بشمال شرقي أوزبكستان، وتعرف تاريخاً يمتدّ إلى 1500 عام قبل الميلاد، حيث نشأت أولى المستوطنات البشريّة فيها، وصولاً إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر اللذين شهدا أوج ازدهارها بوصفها عاصمة "الإمبراطورية التيمورية".
أماكن سياحية في سمرقند
ساحة ريجستان
تعتبر ساحة ريجستان من أجمل ما تركته الدولة التيمورية وحكامها الذين تعاقبوا على المدينة. قام بإنشائها الأمير الفاتح تيمورلنك في القرن الرابع عشر لتكون مجمعا للمدارس لنشر العلم والثقافة للارتقاء بأهل المدينة، بعد أن كانت مجرد ساحة واسعة يتجمع فيها الناس لسماع البيانات الملكية ومشاهدة تنفيذ الأحكام العلنية.
تجتمع في ساحة ریجيستان خمسة منشئآت رئيسية، هي ثلاث مدارس ومركز للتجارة الدولية وضريح آل شيباني. بُنيت جميعاً بطُرز معمارية إسلامية، اعتنت عناية شديدة بالفسيفساء والمقرنصات والمنمنات الأوزبكية، ومزينة جميعًا باللون الأزرق المبهر، سواء بالأزرق السماوي أو التركواز أو النيلي.
متحف افراسياب
متحف افراسياب هو واحد من افضل الاماكن السياحية في سمرقند التي لها دور كبير في التعريف عن الحضارة الخاصة بالمدينة، وذلك من خلال عرض العديد من الامور والادوات التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، وقد دمرها المغول في أوائل القرن الثالث عشر بعد غزوهم لسمرقند.
ينقسم المتحف إلى خمس أقسام يروي كلٌ منها تفاصيل أحد الحقبات التاريخية التي مرت منها. وسيجد الزوار من ضمن معروضات المتحف جداريات وهياكل عظمية وتماثيل وفخاريات وغيرها الكثير.
يوجد في ساحة ريجستان ثلاثة مباني كبيرة تمثل الثلاثة مدارس الرئيسية وهم:
مدرسة أولوغ بيك
مسجد بي بي خانم
يقع المسجد شرقيّ ساحة ريجستان، ويُلقّب بـ"جوهرة سمرقند". يرتفع مدخله لـ41 متراً، كما يضمّ أربعة منارات ومآذن في أقسامه، من بينها الساحة، مع ملاحظة التزويق بصورة مبالغة في هذا العمل المعماري الأخّاذ. كان تيمورلنك أمر بإعلائه، عندما عاد منتصراً من غزوة في الهند، وحمّله اسم زوجته المدلّلة بيبي خانم، وأشرف بذاته على مراحل البناء التي امتدّت لخمسة أعوام.
القصر الصيفي (دولكشا)
اشتهرت “سمرقند” بكثرة القصور التي شيدها “تيمورلنك” ومن أشهرها قصر دلكشا والذي يُعرف بالقصر الصيفي؛ *والذي يتميّز بتزيين مدخله الذي يتسم بالارتفاع الكبير بآجر ذي اللون الأزرق والمُذهّب، ويتميّز أيضاً بوجود ساحات ثلاث، وتحوي كل ساحة منها على فسقية.
قصر باغ بهشت
والذي يُعرف أيضاً باسم روضة الجنّة، وقد شُيّد هذا القصر بشكل كامل من الرخام ذي اللون الأبيض والذي تم جلبه من مدينة تبريز، وقد شيّدت في الأعلى ربوة، وهو محاط بخندقٍ بالغ العمق، وهو ممتلئ بالماء، ومزوّد بعدّة قناطر، لتصل هذا القصر مع المنتزه .
مرصد اولوغ بيك
مرصد أولوغ بيك مرصد قام ببنائه الأمير أولوغ بيك حفيد تيمورلنك في سمرقند وهو يبعد عن مدينة سمرقند نحو 2 كيلومتر. لم يبق من هذا المرصد الكبير سوى جزؤه المبني تحت الأرض وملحق به متحف. يعد هذا المرصد من أدق مراصد العالم التي بنيت لتعيين مواعيد الشمس على مدار السنة.
بنى المرصد الأمير ألوك بيك خلال الاعوام 1424 -1428 بغرض رصد الشمس وكان يتبع مدرسة ألوك بيك. وكان مقاما على ثلاثة طوابق مستدير، يبلغ قطره نحو 46 متر، وارتفاعه نحو 30 متر. ونظرا لأن التلسكوبات لم تكن معروفة في ذلك الوقت للقيام بمشاهدات دقيقة، إلا أن هذا المرصد قام بتحسين دقة الرصد عن طريق تكبير “سكستانت” فخري ليصبح بنصف قطر 36 متر . وحتى ذلك الوقت لم يكن في العالم أي مرصد بهذه الدقة .
بازار سياب
سياب بازار هو أكبر سوق مفتوح في سمرقند، وفيه ينتشر التجار والمزارعون من جميع أرحاء أوزباكستان، ويعرضون أفضل وأشهى البضائع المحلية التقليدية، وسيجد الزوار من ضمن البضائع خضروات وفواكه ولحوم وبهارات وفواكه مجففة وخزفيات ومطرزات وغيرها. ويتميز هذا السوق بأن الزوار سيجدون فيه كل ما يرغبون فيه تحت سقف واحد، كما ويتميز بأن أسعاره متوسطة مقارنة بالمتاجر المحيطة.
ولا يمكن تجاهل جمال الطبيعة المحيطة بسمرقند. حيث يمكن استكشاف جبال تيان شان والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة للمنطقة. كما يوجد العديد من الحدائق والمتنزهات في المدينة حيث يمكن للزوار الاسترخاء والاستمتاع بالهواء النقي والجمال الطبيعي