حقّق افتتاح سباق "لهيب العلا"، الذي أقيم يوم السبت 26 أغسطس، نجاحاً باهراً مع مشاركة لافتة من 174 عدّاء محترفاً جاؤوا من 39 دولة ليواجهوا التحدّي الأصعب خلال أكثر شهور الصيف حرارة، وسط الآثار القديمة والطبيعة الصحراوية الخلّابة في العلا. وعكست النسخة الأولى من سباق "لهيب العلا"، التي تمّ بيع تذاكرها بالكامل، معايير القوة والتحمّل والروح الرياضية بما يرسّخ مكانة العلا كوجهةً مزدهرة للفعاليات الرياضية الرائدة.
جمعت الفعالية نخبة من العدّائين والعدّاءات المحترفين، من مناطق بعيدة مثل إثيوبيا والمغرب وإسبانيا وألمانيا وعُمان، في تجربة هي الأولى من نوعها، وسط درجات حرارة وصلت إلى 43 درجة مئوية، ما جعل سباق "لهيب العلا أحد أكثر سباقات التحمّل شعبية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي هذا الإطار قال رامي المعلم، نائب الرئيس لقطاع إدارة وتسويق الوجهات السياحية في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا: "ننطلق في أي فعاليةٍ جديدة على أسس الطموح والتميز، وهذا ما كان أثناء تخطيطنا لكيفية تطوير سباق "لهيب العلا"، آخذين في الحسبان أنّ العدائين سيواجهون بعضاً من أصعب الظروف في المنطقة. وأنا فخور جداً بأن الفعالية فاقت جميع التوقّعات، مما يرسخ مكانة العلا كوجهةً رياضية استثنائية. ويسعدني أن أرحّب بالرياضيين المتميزين الذين حضروا إلى هنا للمشاركة في السباق ".
وأضاف: "من الرائع أن نشهد انعكاس معايير سباق "لهيب العلا" بين الرياضيين العالميين الذين خاضوا التحدّي بتصميم راسخ، لإظهار شغفهم ودفع أنفسهم إلى أقصى حدود التحمّل. إنّ نجاح هذا الحدث الرياضي الرائد يضيف فصلاً جديداً إلى تراث العلا، ويدعو المغامرين والرياضيين والمتحمّسين جميعاً ليكونوا جزءاً من رحلة العلا الاستثنائية للإنجاز والاسكتشاف والمتعة".
تراوحت مسافات السباق بين 5 و10 و21 و42 كم، حيث اختبر الرياضيون من مختلف مستويات اللياقة البدنية أقصى حدود التحمّل ليحقّقوا الفوز. ومن بين الفائزين حسب الفئات، هانا زمدكون من إثيوبيا، التي ضمنت فوزها في فئة 42 كم للسيدات بتوقيت بلغ 3:00:29؛ وشكيب لشقر، الذي حقّق الفوز في سباق 42 كم للرجال بزمن قدره 2:23:39. وفازت مليكة بندربال من الجزائر بزمن قدره 1:21:42 في فئة 21 كم للسيدات؛ في حين برز روبرت كيموتاي نجينو من كينيا في فئة 21 كم للرجال بزمن قدره 1:05:09. وحقّقت روث دانيس ألبرت جبيت من البحرين ويوسف العسيري من المملكة العربية السعودية الفوز في سباق 10 كيلومترات للبالغين للإناث والذكور على التوالي. كما حققت الكندية كارلا كوربياكو والسعودي عبد العزيز الغامدي الفوز في فئتي السيدات والرجال لمسافة 5 كيلومترات.
وفازت تيا واتسون من المملكة المتحدة، وأمين نور من أفغانستان في سباق 10 كيلومترات للناشئين الإناث والذكور على التوالي، بينما حصل السعودي محمد المطيري على الجائزة الأولى في فئة الناشئين لمسافة 5 كيلومترات.
وقد شاركت الشابة تيا واتسون بصفتها عضواً في فريق إنجل وولف، فريق السباق الشهير المكوّن من والديها نيك وديلفاين واتسون، وشقيقها ريو، الذي يعاني من اضطراب صبغي نادر، حيث شاركت العائلة مع ريو في العديد من السباقات في مختلف أنحاء العالم.
وحول زيارة العلا، قالت العائلة: "عندما يكون لديك طفل بالغ من أصحاب الاحتياجات الخاصة، وتسافر إلى مكان جديد، فإنك غالباً ما تشعر بالقلق حول توفّر الدعم والخدمات اللازمة، ولكن زيارتنا إلى العلا أذهلتنا وأثبتت أن مخاوفنا كلها لم تكن ضرورية على الإطلاق. فمنذ لحظة وصولنا استطعنا أن نشعر بمدى الترحيب والقبول والاحتضان لابننا ريو من قبل سكان العلا".
وأضافت: "لقد حرصنا على جعل مشاركتنا في سباق "لهيب العلا" بمثابة جهد جماعي حقيقي وشامل. فقد قمنا (نيك وديلفاين وتيا) جميعاً بدفع ريو على كرسي الجري الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، حول المسار الذي يبلغ طوله 10 كيلومترات. وأحبّ ريو هذا السباق وكان سعيداً جداً بالمشاركة مع الرياضيين الآخرين، ومعاملته كرياضيّ مثلهم، إلى جانب وجوده في بيئة طبيعية جميلة، وممارسة شغفه في الحياة، وهو السباق الشامل. وقد تميّز السباق بتنظيم ناجح وروح رياضية عالية. أحببنا السباق ونرغب بكل تأكيد في العودة للمشاركة مرة أخرى، ونرى أنّه يجب أن يكون ضمن قائمة كل رياضي للسباقات التي تجب المشاركة بها".
وكان العدّاء المخضرم لوي بليك، الذي شارك سابقاً في أربعة سباقات ماراثون فائقة وماراثونين، سعيداً للغاية بإكمال سباق "لهيب العلا" الذي يبلغ طوله 42 كم. وقال: "كانت تجربة "لهيب العلا" فريدة من نوعها بما يضمه من مناظر طبيعية استثنائية ما جعل السباق نفسه أكثر متعة، على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة. كما تميز السباق بالتنظيم والدعم مع وجود حمامات الجليد. سأعود للمشاركة في العام المقبل بالتأكيد".
أمّا عدّاء الماراثون محمد دخيل، الذي يمتلك في رصيده الرياضي نصف ماراثون، وماراثوناً كاملاً ومسار 50 كيلومتراً، فكان سعيداً بإضافة سباق "لهيب العلا" إلى قائمة إنجازاته. وقال: "كان هذا السباق بالنسبة لي أكثر من مجرد جري لمسافة 42 كيلومتراً، فقد كانت هذه فرصة لتعزيز قدراتي البدنية والذهنية واستكشاف مضمار جديد للجري لمدّة طويلة في طقس شديد الحرارة تحت شمس أغسطس. ويتفرد السباق بتصميم المسار المميز، والذي يتضمّن العديد من التلال الصعبة، والمناظر الطبيعية الخلابة، مع طابعٍ فريد خاص بتكوينات العلا الصخرية. لقد شهدنا فعاليةٍ استثنائية تجاوزت التوقعات بكثير. شكراً للهيئة الملكية لمحافظة العلا وللمنظمين والمسعفين والمرشدين على تنظيم هذه التجربة المتميزة، وأنا في غاية الحماس للعودة مرة أخرى للمشاركة في التجربة التالية".
شهد المسار الذي يقع وسط المناظر الطبيعية المذهلة لمنطقة العلا التاريخية عبور الرياضيين أمام المعالم الأثرية في الحِجر، أول موقع للتراث العالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية.
وقد أولى المنظّمون سلامة المشاركين أهميةً كبرى في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة، وتمّ توفير الخدمات والمرافق الطبية الشاملة على نطاق واسع للعدّائين؛ وشملت تدابير السلامة المسعفين والممرضين وأخصائيي العلاج الطبيعي ومحطات المياه كل 2.5 كيلومتر، إلى جانب محطات التجديد المتمركزة في كل نقطة على مسافة 5 كيلومترات، مع دلاء الثلج والمرطّبات والفاكهة والوجبات الخفيفة.
ويعدّ سباق "لهيب العلا" الأحدث في قائمة مميزة من الفعاليات الرياضية التي تقام وسط المناظر الطبيعية الفريدة من منحدرات الحِجر الرملي والواحات الخضراء والأراضي الزراعية الخصبة. وتتنوع العروض والفعاليات الرياضية التي تستضيفها العلا، من كأس العلا للهجن وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل، إلى طواف السعودية المرموق، ما يمهد الطريق لمستقبل واعد بالتجارب الاستثنائية.
اكتشف المزيد من التفاصيل عبر الموقع الإلكتروني: www.experiencealula.com