أقامت القنصلية العامة لجمهورية كوريا بجدة حفلا بمناسبة اليوم الوطني الكوري الـ4353 يوم الأحد، 28 نوفمبر في فندق كراون بلازا بجدة. تعتبر الفعاليات أول حفل كوري غير افتراضي في جدة بعد تفشي جائحة كورونا. شارك في الحفل حوالي 150 ضيف، منهم سعادة مدير عام وزارة الخارجية مازن حمد الحملي، والسيد محمد يوسف ناغي رئيس غرفة جدة، والقناصيل العامين ورواد الأعمال والمقيمين الكوريين.
أشاد سعادة القنصل العام الكوري هان بيونغ جين بجهود السعودية الناجحة للسيطرة على الجائحة، مؤكدا على أهمية السياحة لتعزيز التعاون والتفاهم بين البلدين. ونظرا لقفشاته خلال كلمته التي ألقاها على الحضور، فإن الحفل كان في جو بهيج.
وخلال العشاء، قدمت القنصلية الكيمتشي، أحد الأطباق الكورية الشعبية، ولفت ذلك نظر الضيوف.
وتطرق للعلاقات الدبلوماسية بين كوريا والسعودية منذ عام 1962. وعزز البلدان الصداقة والتعاون في مجالات عديدة مثل الإنشاءات والطاقة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن البلدين يعملان على توسيع نطاق التعاون في مجالات جديدة مثل السياحة والهيدروجين. على سبيل المثال، من المقرر أن تشارك شركة سامسونج الهندسية في مشروع تطوير حفل الجافورة، كما فتحت الهيئة السعودية للسياحة مكتبها في سيؤول هذا العام، فمن المتوقع أن يزداد عدد السياح الكوريين إلى المملكة بعد انتهاء جائحة كورونا.
الكلمة التذكارية
سعادة القنصل العام لجمهورية كوريا بجدة هان بيونغ جين
اليوم، يسعدنا أن نحتفل بالذكرى السنوية الـ4،353 ليوم التأسيس الوطني في هذه المدينة الجميلة جدة. على مدار العامين الماضيين، لم نتمكن من تنظيم أي احتفال بسبب الوباء. ولكن بفضل الجهود الناجحة للحكومة السعودية، نجتمع هنا اليوم للاحتفال بهذا اليوم المميز. نحن مدينون بالامتنان للحكومة السعودية. أرى العديد من الضيوف اليوم، فأنا على يقين من أن الله موجود هنا معنا، نرحب بكل من جاء منكم للاحتفال بيوم التأسيس الوطني الكوري.
في ذاكرة الكوريين، مدينة جدة بالنسبة لهم مدينة الجمال والمعجزات. فالكوريون الذين اعتادوا العمل هنا خلال الثمانينات هم اليوم في الستينات والسبعينات من العمر، يتذكرون الوقت الذي أمضوه هنا في العمل. لقد ساهم عملهم الجاد والأرباح المالية التي اكتسبوها هنا في نمو الاقتصاد لكوريا بشكل كبير. بفضل ذلك، أصبحت كوريا اليوم عاشر أكبر قوة اقتصادية في العالم.
اليوم لا بد أنكم مررتم بشوارع الكورنيش لتصلوا إلى هنا، قامت شركة إنشاءات كورية ببناء تلك الشوارع. وقبل شهر، التقيت برئيس جامعة الملك عبدالعزيز. وخلال لقائنا، كان سعيدًا جدًا كيف أن مبنى مكتب الرئيس الذي تم بناؤه قبل 25 عاما من قبل شركة إنشاءات كورية، مازال جيدًا جدًا.
في عام 2014، ساهم أحد صحفي بنشر مقال مثير للاهتمام في صحيفة عرب نيوز، كان عنوانه "الكوريون الجنوبيون قادمون إلى المدينة". أود أن أشارك بعضًا من الجمل فيه.
- يتساءل الكثير من الناس كيف أن المشاريع التي نفذتها الشركات الكورية قد تم الانتهاء منها في الوقت المحدد وكانت ذات جودة أفضل.
- لدينا ذكريات طيبة عن مدى قوة العمالة الكورية من حيث الانضباط والعمل الدؤوب.
- من المهم جدا جلب القوى العاملة الماهرة في كوريا الجنوبية لتعليم الشباب السعودي على عادات وخبرات العمل لدى الكوريين الجنوبيين.
السيدات والسادة،
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1962، طورت كوريا والمملكة العربية السعودية صداقة خاصة وعلاقات تعاونية لأكثر من نصف قرن. تعتبر السعودية أكبر مُصدر للنفط لكوريا، وتعتبر أيضا أكبر سوق خارجي في مجال المقاولات والإنشاءات لكوريا. السعودية ليست أكبر شريك تجاري لنا في الشرق الأوسط فقط، ولكنها أيضا أكبر مستثمر في كوريا بين دول الشرق الأوسط.
كوريا هي الشريك الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية لتنفيذ أجندة «الرؤية 2030». إلى جانب التعاون القائم في مجال الطاقة والبناء، يعمل البلدان على توسيع نطاق التعاون ليشمل صناعات جديدة مثل البنى التحتية الذكية، وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك في قطاعات الرفاهية العامة مثل الصحة والطب والتعليم.
وبصفتها الدولة الخليجية والعربية الوحيدة في مجموعة العشرين، استضافت المملكة العربية السعودية بنجاح قمة مجموعة العشرين الافتراضية العام الماضي وسط جائحة كوفيد-19. وكعضو في مجموعة العشرين، واصلت كوريا تعزيز العلاقات الثنائية مع المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات والمستويات. على وجه الخصوص، نحن نتعاون بشكل وثيق لتحقيق أجندة الرؤية 2030. نأمل أن يؤدي تعاوننا الاستراتيجي لإنجاح رؤية المملكة العربية السعودية 2030 بعلاقتنا الثنائية إلى مستوى أعلى.
أود أن أغتنم هذه الفرصة لأذكر شيئين اليوم، هما السياحة والكيمتشي الكوري. تلعب السياحة دورًا مهمًا في تعزيز التفاهم بين شعبي البلدين. ففي عام 2019، أعلنت المملكة عن خططها لإصدار تأشيرات عبر الأنترنت وتأشيرات عند الوصول لـ49 دولة، من ضمنها كوريا الجنوبية. وفي أكتوبر الماضي، تم إنشاء مكتب الهيئة السعودية للسياحة في كوريا، آمل أن يتمكن الكوريون من القيام بجولة في المملكة العربية السعودية قريبا. وفي كوريا، يمكن للمواطنين السعوديين البقاء في كوريا لمدة شهر بدون تأشيرة سياحة. على الرغم من أن هذا معلق مؤقتًا بسبب الجائحة، إلا أننا نتوقع الافتتاح قريبا.
السيدات والسادة،
وبكل صراحة، لا أنصح السعوديين بالزيارة إلى كوريا. لماذا؟ أشرح الأسباب. عندما التقيتُ بصاحب مطاعم السدة قبل عدة أيام، أخبرني أنه يريد زيارة كوريا، أخبرته بأن لا يذهب إلى هناك. كان مرتبكًا عند سماع هذا، خاصةً أنه من القنصل العام الكوري في المملكة العربية السعودية. لذلك شرحت له رأي، لأن كوريا جميلة جدًا، فإنه لن يرغب في العودة إلى الوطن. قد يكون بقاءه في كوريا مفيدًا له، لكن ماذا سيحدث لعائلته في الوطن؟ لقد فهم ذلك، ولكنه ما زال مصرًا على زيارة كوريا.
أود أن أختتم ملاحظاتي ببعض التعليقات حول الكيمتشي. هو أحد الأسباب التي دفعتني لزيارة صاحب مطعم السدة. منذ مجيئي إلى هنا، أعتقد أنني تناولت المندي بالفعل أكثر من 10 مرات، لقد اكتسبت وزنا قليلا نتيجة لذلك. إنه لذيذ جدًا، لكن الطعام دهني قليلا. أستطيع أن أفهم لماذا يتم تقديم البصل معه. ولكن الكوريين يعرفون طريقة بارعة للاستمتاع بالمندي فهم يأكلونه على وجه التحديد مع الكيمتشي. آمل أن يقدم مطعم السدة الكيمتشي كأطباق جانبية في المستقبل القريب. وستستمر قنصليتنا في الترويج للكيمتشي وكيفية صنعه وكيف أنه صحي. بالمناسبة، الكيمتشي مضمن في قائمة اليوم. بهذه الطريقة آمل أنه عندما تفكرون في المندي، ستفكرون في تناوله مع الكمتشي.
في ذكرى اليوم الوطني للعام المقبل، نحن نخطط لمواصلة إدراج الكيمتشي في القائمة. حتى ذلك الحين، أطالب بأن يحصل كل شخصعلى لقاح الكيمتشي 3 مرات على الأقل للاستمتاع بالكيمتشي.
السيدات والسادة،
تتبادر إلى ذهني حكمة، «الرفيق قبل الطريق». فأنا أتطلع إلى مستقبل تعزز فيه كوريا والمملكة العربية السعودية، الشراكة والصداقة المستمر كفريق، ومع بلدانكم جميعًا.