أقامت مجموعة أصدقاء التراث العمراني برحلة الى بئر التفلة والقلعة العثمانية في عسفان يوم امس بمشاركة أكثر من 100 شخص من المهتمين بالتراث المتخصصين والإعلاميين، حيث وثقاها كتابياً وتصويرياً، وبعد الزيارة والتصوير، أقيمت أمسية علمية ثقافية، تحدث فيها رئيس الجمعية الأستاذ أحمد الشريف، ومن ثم أقيمت فقرات فنية وترفيهية مستمدة من التراث، واختتمت في منطقة قريبة من الموقع، أشرف على الرحلة كل من الأستاذ خالد بايزيد، الأستاذ علي الخرمي، الأستاذة عبير الشريف، الأستاذة إيناس بامانع، وحضر من ملحق (جمعتنا) محمد البرعي، وعبدالله الأمين.
وتعد الرحلة تحقيقاً لأهداف المجموعة في الاهتمام بالتراث العمراني في محافظة جدة ولتوثيق القلعة وبئر التفلة بعد ترميمهما والاهتمام بهم من قبل هيئة السياحة والآثار فقد قامت مجموعة الحفاظ على التراث العمراني بجدة بزيارة سابقة للموقعين حيث كانت تحتاج للاهتمام والترميم والحفاظ عليها وقد لفتت انتباه هيئة السياحة لأهميتهما فقاموا بترميمهما رغم مازالا يحتاجا للاهتمام والتنظيم السياحي وتوفير المعلومات الموثقة والمعتمدة.
وتقع بئر التفلة في الوسط مابين مكة المكرمة والمدينة المنورة في وسط الطريق المؤدية لمكة والطريق المؤدي الي جدة والمتفرع من طريق الهجرة النبوي المؤدي للمدينة المنورة وهذه المنطقة اشتهرت بكثرة الآبار والنخيل قديماً وكانت تسمى بالابواء فكانو الحجاج يأتون إليها بسبب ان مياهها مباركة وتشفى من الأمراض لأن الرسول (صل الله عليه وسلم) قد دعا وبصق فيها فأصبح ماؤها عذباً وغير منقطعة من الماء، وتقول الروايات إن البئر مباركة وتعود إلى عهد النبوة في عصر الإسلام الأول، معللين ذلك القول بأن العذوبة التي توجد في البئر من دون بقية الآبار السبع تعود إلى مياه الأمطار المختزنة في باطن الأرض، إضافة إلى وجود المياه الجوفية تحتها بكثرة، ويقولون إن ما ثبت فعلاً عن محافظة عسفان هو صلاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بها صلاة الخوف ومروره واصحابه بها.
أما القلعة العثمانية تقع في قمة تلة في موقع قريب من الطرق التي تمر بعسفان وتطل علي جميع الأودية التي تقع من تلك المنطقة وتشرف على الطريق المؤدية الى المدينة المنورة وهي في الأساس كانت توفر الحماية لطرق القوافل القريبة التي تمر بالمنطقة وقوافل الحجاج التي تتجه من جدة الى المدينة عن طريق الهجرة النبوية وبنيت هذه القلعة من الأحجار الصخرية التي جلبت من مناطق جبلية مجاورة لموقعها حيث أغلب المنطقة تمتاز بنوعية جيده من صخور البازلت التي تأتي فوق تلال الكثانة المرتفعة والتي تتاخم الحرة الشرقية الموجوده في السهل الساحلي والذي يفصل بين الحرتين الشرقية والغربية وادي الحمران الذي يقع شمال غرب القلعة.
وكانت جمعية الحفاظ على التراث العمراني لفتت الانتباه لها خلال زيارتها السابقة قبل سنوات بتاريخ 19 يناير 2012م لهذه القلعة وبئر التفله حيث زارها اكثر من 100 شخص من أجل توثيق هذه الآثار رغبة في الحفاظ عليها من الإندثار.