• ×

قائمة

Rss قاريء

زكاة اللحظة*

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
أحمد الحربي 

إلى قلب بات ينوحُ* على ذكريات الأيام الخوالي وإلى روح فنت سجيتها صبابةً لحديث الغدِ، والى نفس تاهت في مفترق الطرق والى كل ذلك نقول:
أي شتات أحرفي و كناشتي المهترئة أي قلمي وأوراق مكتبي المبعثرة إني متجه نحو الحلم العتيق نحو الذكرى المستطابة واللحظة
العذبة.

أغلق عيني وانظر خلف العتمة لأرى صوراً مكررة تعود لهم، هم بذاتهم بأنغامهم وأحاديثهم الطويلة انظر بين الصفوف وأرى لوحة حائط تجمع الأفراح والأحزان تجمع قصص قديمة ولقاء غريب بالقريب ووالد بولده رُسمت حين الفسحة وحرية العبور.

في عام كان ترنّمت طيور الفجيعة وحلقت في سماء القرية المعروفة حتى تبدل نهار اليوم ليل حالك السواد يغطي الأرض ظلمة مريبة وصمت واجب.
في ذلك النهار لم تخلد الأطفال مضاجعها ولم يضّبح طير الليل كعادته وبقيت بتلات الزهور تنشد ضوء النهار بعد، و بقيت أنا أراقب حال الحدث وأطرح سؤالاً لماذا أُوجد هذا؟

اشرق في تلك الليلة قمر الأوقات البعيدة وملء الأرض ذكرى وصور عتيقة فكان لقاء الأنا والرفقة القديمة وجال الفكر عائماً في غيمة الحيرة ليبوح القلم ويرسم بعثرة الحالة علّه يزيح العتمة و الستارة.

تتوالى الاسئلة ويتبعها أجوبة مختلطة وحديث هذا وذاك لنجد أنفسنا مجبرين أن نذكر أن للحظة زكاة وحق واجب ولنذكر أن الذكرى لاتذبل ولاتموت ولنذكر أن الأناشيد تكتب لُتخلد الوقائع.

ها أنا اليوم ياصحبي أكتب لأخلد ذكرى واخرج زكاتها، في غياهب الشد والجذب نترك مرة أخرى حتى نرى النور البازغ يتوارى خلف الظلال وتضمحل الأصوات حتى لايبقى الا صوت النحيب القديم.

أي صحبي فلنرفع الأيدي سوية و لنلوح بها وداعاً مرة أخرى فسُفن الوداع شارفت على الإبحار ومالت الصواري بإسدال الأشرعة حزناً وهماً، و كل روح شهدت الموقف أخضعت رؤسها وتواضعت، فسلام خالص وأمنيات صادقة ورحلة آمنة.

* كناشتي المهترئة : مذكرتي المهترئة
- أحمد 30/5/20
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  1  885

التعليقات ( 0 )