• ×

قائمة

Rss قاريء

وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي يعقدون اجتماعاً استثنائياً افتراضياً بشأن تهديد حكومة الاحتلال الإسرائيلية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
جدة-براس 
عقدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، اليوم اجتماعاً استثنائياً افتراضياً مفتوح العضوية للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية في الدول الأعضاء، بشأن تهديد حكومة الاحتلال الإسرائيلية بضم أجزاء من أرض دولة فلسطين المحتلة عام 1967.
ورأس الاجتماع صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية، رئيس اللجنة التنفيذية، بحضور أصحاب المعالي وزراء الخارجية أعضاء اللجنة والدول الأعضاء، ومعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين.
وفي بداية الاجتماع، ألقى سمو وزير الخارجية، كلمة رحب فيها بالجميع في هذا الاجتماع الطارئ، لبحث المخططات العدوانية الإسرائيلية لضم أجزاء من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967م.
وقال سموه: "إن اجتماعنـا اليـوم يـأتي حرصًا على التعامل الجاد مع المتغيرات والتحديات التي تمر بها حاليا القضية الفلسطينية، وهي بلا شك القضية الأهم لدولنا وللعالم الإسلامي، هذه التحديات تتمثل في التجاوزات الإسرائيلية على حقوق الشعب الفلسطيني، بإعلان النية على ضم أراض من الضفة الغربية، وذلك في تحد سافر للأعراف، والقوانين، والمعاهدات، والاتفاقيات والقرارات الدولية، دون مراعاة لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق".
وأكد سموه أن ما تقوم به إسرائيل ما هو إلا استمرار لسياساتها وممارساتها منذ بدء الاحتلال، ومن ذلك محاولاتها الرامية لتغيير التركيبة الديمغرافية للأراضي الفلسطينية منذ العـام 1967م، بما فيهـا القـدس الشرقية، وبناء المستوطنات، والنقل القسري للمدنيين الفلسطينيين، ومصادرة وضم أراضيهم، مما يعد انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومنها القرار (194) الذي ينص على حق عودة اللاجئين، وقرار مجلس الأمن (2334) الذي ينص على عدم الاعتراف بأي تغييرات في حدود عام 1967م، وكذلك ما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة.
وجدد سمو وزير الخارجية تأكيد المملكة العربية السعودية إدانتها ورفضها لما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نيته ضم أراض من الضفة الغربية، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، عادة هذا الإجراء تصعيدًا خطيرًا يهدد فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف سموه: "إننا متمسكون بالسلام كخيار استراتيجي، وندعو لحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق قرارات الشرعيـة الدوليـة ذات الصلة، والقانـون الدولي، ومبادرة السلام العربية لعام 2002م. ونؤكد على أهمية دعم الجهود الداعية لدفع عجلة التفاوض وفق مقررات الشرعية الدولية، للتوصل إلى حل عادل وشامل يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق".
واختتم سمو وزير الخارجية كلمته قائلاً: " نحن مطالبون اليوم في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها القضية الفلسطينية باتخاذ موقف إسلامي موحد تجاه خطط وإجراءات العدوان الإسرائيلي، واتخاذ كافة الإجراءات الرامية للتصدي لهذا التصعيد السافر، كما ندعو المجتمع الدولي بكافة هيئاته ومؤسساته إلى إدانة هذا الموقف الإسرائيلي، والتحرك بفاعلية لاتخاذ موقف دولي جاد وواضح، يلزم إسرائيل بإيقاف مخططاتها العدوانية، ويحترم سيادة دولة فلسطين، وسلامة أراضيها وأمن مواطنيها".

من جانبه أكد معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في كلمته موقف المنظمة الرافض لكل سياسات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تغيير الوضع الديمغرافي والجغرافي والقانوني للأرض الفلسطينية المحتلة منذ يونيو عام 1967، بما فيها القدس الشريف، ومحاولات إحكام سيطرتها وفرض سيادتها عليه، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما فيها قرار مجلس الأمن الدولي 2334 لعام 2016.
وأعرب عن دعم المنظمة لقرارات القيادة الفلسطينية في مواجهة إجراءات حكومة الاحتلال، مشددا على أن تنفيذ هذه الإجراءات الإسرائيلية الأحادية من شأنه أن يقوض أسس أي تسوية سياسية في إطار رؤية حل الدولتين.
وثمّن معاليه مواقف الدول والمنظمات الدولية التي أعلنت رفضها وإدانتها للسياسيات الإسرائيلية، محذرا من خطورة تداعياتها الوخيمة على أمن واستقرار المنطقة وخارجها، مطالبا المجتمع الدولي بتفعيل آليات سياسية وقانونية تضمن مساءلة إسرائيل ومحاسبتها عن انتهاكاتها المستمرة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأكد أن الحفاظ على سيادة القانون الدولي واحترام جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب قرارات الشرعية الدولية يمثل عاملاً حاسما في نجاح أي جهود دولية لإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن المنظمة تجدد دعوتها لأطراف المجتمع الدولي الفاعلة، لا سيما اللجنة الرباعية، للانخراط بشكل فاعل وجاد، في رعاية عملية سياسية متعددة الأطراف، في إطار زمني محدد، لتنفيذ رؤية حل الدولتين على اساس المرجعيات الدولية المتفق عليها بما فيها قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية.

بدوره أكد معالي وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول ترسيخ نظامها الاستعماري والتغول على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة بالتصرف، إلى جانب التغول على القانون الدولي وقواعده، لضم أجزاء من الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس وغور الأردن وشمال البحر الميت.
وقال خلال كلمته " إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول الاستيلاء على المستعمرات، وتواصل بدم بارد قتلها العمد لأبناء الشعب الفلسطيني , إلى جانب تهويدها القدس، وهدم البيوت والمنشآت وبناء وتوسيع المستوطنات ونقل المستعمرين الإسرائيليين , ومصادرة الأرض والترحيل القسري، من أجل تغيير التركيبة الديمغرافية للأرضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، بما فيها القدس الشريف، مشدداً على أن السلطات الإسرائيلية تنتهك القانون الدولي , مخالفة بذلك ميثاق وقرارات الأمم المتحدة وخاصة قرارات مجلس الأمن، الداعية إلى السلام واحترام الحقوق الإنسانية .
وأوضح معاليه أن القضية الفلسطينية تمثل القضية المركزية للأمتين الإسلامية والعربية, مشيرا إلى عدم التراجع عن خطوط الرابع من حزيران، وعن مبادرة السلام العربية التي تبنتها المنظمة الإسلامية وتنفيذها، ورفض الحلول المنحازة والمجحفة ومحاولات الالتفاف على الحقوق بما فيها التطبيع.
وأضاف :" واجهت القيادة الفلسطينية ومعها أمتنا الإسلامية مختلف المحاولات الرامية الى تقويض القضية الفلسطينية بما فيها الخطة الأمريكية التي شجعت الحكومة الحالية الإسرائيلية للتبجح علنا بخططها لضم أجزاء من الأرض الفلسطينية المحتلة، ما يؤكد ضرورة رفضها وأي مقترح أو خطة أو مبادرة من أي جهة كانت لا تلبي حق الشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال وإنجاز الاستقلال والحرية والسيادة على أرض دولة فلسطين المحتلة بعاصمتها القدس، ومواجهة هذه الخطط، وتفعيل الجبهة الدولية وتحميل المجتمع الدولي ومؤسساته التزاماتهم.
وشدد المالكي على ضرورة ردع السلطات الإسرائيلية لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة, لافتا إلى قدرات وعلاقات وإمكانيات منظمة التعاون الإسلامي لمنع السلطات الإسرائيلية, مشيراً إلى أن هذه الخطوة إن تمت فستكون بمثابة إعلان إسرائيلي رسمي بإلغاء الاتفاقيات الموقعة كافة من طرفها وإنهاء التسوية التفاوضية، وستسهم في تلاشي حل الدولتين المتفق عليه دوليا.
وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية عبرت عن جاهزيتها للانخراط في عملية سياسية وذات مصداقية، ومغزى، قائمة على مرجعيات القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، وخطة خارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، وبسقف زمني واضح، بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشريف على حدود ما قبل العام 1967 ويحقق الحقوق غير القابلة للتصرف لشعب فلسطين بما فيها حق تقرير المصير وحق العودة للاجئين، وضمن آلية دولية متعددة الأطراف وبانخراط الرباعية، وعقد مؤتمر دولي للسلام، لحماية حل الدولتين المجمع عليه دوليا، وفي مواجهة المخططات الأحادية وغير القانونية الإسرائيلية بما فيها الضم.
وبين أن إسرائيل تعمل على الضغط ماليا على دولة فلسطين وشعبها، وتمنع التمويل عن الأونروا، خاصة خلال جائحة كورونا لتعميق حصارها للشعب الفلسطيني واقتصاده الوطني، وقال :" إن أمتنا العربية والإسلامية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الصلف والتعنت الإسرائيلي، وهي أمة قوية بكم، وبشعوبكم، وبقراراتكم التي سنعمل وإياكم لوضعها موضع التنفيذ بأسرع وقت ممكن، لردع الضم، ومواجهة الاحتلال، للحفاظ على فلسطين، بقدسها ومقدساتها، ولصيانة الأمن والسلم والاستقرار في منطقتنا، وحماية المستقبل".
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : DimAdmin
 0  0  471

التعليقات ( 0 )