بدر براك_ نبراس
أذلةً نحن في هذا الحُب الذي لم نختاره ولم يُجبرنا احداً عليه ، فقط وحدها قلوبنا التي أذلتنا و أبقتنا أحياءً أموات والغرابة والعجب لماذا تختار القُساة لنا أحبّه ؟
فلم اكُن يوماً جباناً للحب ولن أكون كذلك مهما خانني قلبي ولم اكن جباناً به من قبل إلا حين غرقت في بحر تفاصيلك وأسرارك الصغيرة التي تراها عيناي كبيرة ، فبِكامل قناعتي أحسست بأن الجُبن أمام أعذارك الكاذِبة و وعودك الخادِعة شجاعة عظيمة أدركتها حينما رحلتي و رحل قلبي معك ؛ وها انا فخِرا بما أوصلني له الحُب من مبادئ .. فلا يؤمن بالحب إلا من تاه بين سطوره و راح قلبه كمقطوعةً يعزِف عليها من احبه ..
وها انا ما زلت امتهِن الكتابة لعيناك وكأنما لأول مرة اكتب لها فهي مهنةً لم اكف عن مزاولتها منذ أغرمت بغدق ما بين اهداب عينيّك حتى صارت الكتابة لغيرك مُنعدمة وليس لها وجود ، وهذه الذكرى الثانية لآخر لِقاء جمعنا حلّت وانا هُنا في مكاناً لم أُودى له بسبب الحُب بل بسبب حُباً صاحبه جنون التملك فلا اخفي عليك بأني تماديّ بالأحلام ونسياني بأن الأقدار مكتوبة أتى بي الى هُنا .. قريبٌ منك بعيداً عن الحياة ..
رغم قرب المسافة بيننا حيث ابعد عنك خطواتٍ إلى اني محروماً من التلذذ بقطعها إليك ..
كلّفني حبك الكثير و الكثير ويكاد يكلفني مستقبلي وطموحاتي و رغم الذي حدث ارى بأن مُتنفسي الوحيد في هذا المكان الضيّق هو الإنطواء وحيداً والإنعزال عن الناس للكتابة لكِ !
حقاً حُظيتي بهذا الشرف وكيف لا ؟ والكتابة هُنا بمثابة إطلالة على شمس تشرق على كلينا ، شمس تمنيت ان تُشرق وتغرب ونحن سواسية ؛ عجباً لهذا الحُب ..
صغيرتي .. أيُكفر عن ذنبي أسفي ؟
أتُكفِر عن ذنبي هذه الأشهر التي أقضيتها ؟
ارجوك و الرجاء في الحُب معهوداً به كبرياء أذابه الحُب فأصبح مجرد شعور يُقال : ان لا تقسي عليّ اكثر ، فالندم يعتريني والله خير الشاهدين ، ختاماً ومن مكانٍ مُظلِم اعترف لكِ مُجدداً فأقول يا حبي الأسود اقسم بمن له الحق في أن يُقسم بمخلوقاته انه لم ولن يكتمل بعيناي انساناً قبلك ولا بعدك مثلما اكتملت انتِ ..