هو في تأهب دائم ،وحذر مستمر ينتظر القطار.
كان يحمل حقيبته والتي تخير بها أجمل اﻷمتعة وأطيب الزاد استعدادًا لتلك الرحلة .
وجاء القطار ليأخذ أناسًا لطالما اعتاد عليهم وألف عشرتهم ليتركه وحيدًا.
حزن حزنًا شديدا لفراق تلك الصحبة وبكى شوقًا لرؤيتها وأخذ يجمع في تلك الحقيبة ويجمع استعدادًا لتلك الرحلة والتي قد تطول .
وتكرر مجئ القطار مرارًا وفي كل مرة يفقد أناسًا أحبهم وتمنى البقاء معهم .
وطال به المكوث ،وكان اﻻنتظار صعبًا.أخذ ينظر يمنة ويسرة وعيناه تحتضن من أحب خوفًا من الفراق.
ووقف القطار وتوقفت معه دقات قلب لطالما انتظرت الرحيل والتفتت جميع الأنظار إليه لتحتضنه .. نعم أحس الفراق،
تكشفت له حقائق وأسرار لم يرها من قبل .. أدرك أن الوقت قد حان للرحيل وأن القطار لم يتعمد نسيانه أو يخطئ المجئ اليه.
ركب قطاره تاركًا اناسا أحبهم وتاركًا دارًا طال المكوث بها سبعون عامًا.
لقد ترك كل شئ اﻻ زادًا قد يتبلغ به في سفره ليقول : " لقد حان الرحيل " .