في بلدة كيزيلجة حمام السياحية في أنقرة استضافت العاصمة التركية أنقرة، الأربعاء،الماضي الملتقى الإعلامي التركي السعودي، بمشاركة عدد كبير من الدبلوماسيين والإعلاميين من البلدين بينهم 21 إعلاميا سعوديا.
والذي نظمته المديرية العامة للصحافة والنشر والإعلام التابعة لرئاسة الوزراء التركية.
وبدأ الملتقى بحفل إفطار جمع الإعلاميين الأتراك والسعوديين وعددًا من الدبلوماسيين من البلدين.
عقب الإفطار افتتح الملتقى ، محمد أكارجا مدير عام المديرية العامة للصحافة والنشر والإعلام كبير مستشاري الرئيس التركي، أعقبه كلمتا السفير السعودي بأنقرة وليد الخريجي، والسفير التركي بالرياض أردوغان كوك.
وفي كلمة الافتتاح قال أكارجا إننا "نهدف في هذا الملتقى إلى تبادل وجهات النظر بشكل مستمر والعمل على توطيد العلاقات الثنائية والصداقة بين البلدين.
وأضاف أن السعودية وقفت مع تركيا في كثير من المناسبات، متابعًا: "عندما واجهتنا عدد من المشاكل والصعوبات في تركيا، نحن متأكدون أن إخواننا في السعودية تأثروا كثيرًا لذلك ووقفوا وقتها بجانبنا".
وأوضح أن ملتقى اليوم يتيح للجانبين مناقشة وبحث بعض النقاط التي تعمل على توطيد العلاقات وتعزيزها وإزالة الشوائب بين الطرفين.
من جانبه أكد الخريجي أن الملتقى يهدف إلى توطيد التعارف بين أصحاب الفكر والثقافة في البلدين، مشيرًا إلى أن الإعلام له دور كبير في تطوير العلاقات بين الدول وله تأثير كبير على أصحاب الرأي في تعزيز التعاون.
وأوضح أن الدور الإعلامي لا يختلف كثيرًا عن الدور الثقافي أو السياسي أو الاقتصادي.
وأشاد السفير السعودي بالعلاقات المتميزة بين المملكة وتركيا من خلال مجلس الأعمال السعودي التركي الذي يشمل قطاعات متعددة عسكرية وعلمية وسياسية وتجارية إضافة إلى الكثير من المجالات.
وقال الخريجي: "حقننا الكثير من الاتفاقيات خاصة في المجال الاقتصادي واتفاقية الإعفاء الضريبي وغيرها، ونحن حريصون على تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في ظل الأوضاع المتذبذبة التي تشهدها المنطقة على غرار سوريا وكثير من المناطق".
وأضاف أن أكثر من 600 ألف سعودي زاروا تركيا خلال عام 2017، وهناك استثمارات سعودية كبيرة في تركيا في مجالات الاتصالات والعقارات إضافة إلى التعاون في المجال الأمني.
كما أكد السفير التركي كوك عمق العلاقات بين أنقرة والرياض التي تعود إلى فترة بعيدة، وأشار إلى الزيارات المتبادلة التي قام بها العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف: "نرى أن حجم التبادل التجاري ارتفع بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة مقارنة مع عام 2016 وتتصدر تركيا الواردات في السعودية بما فيها المنسوجات والأغذية والحديد والصلب".
وأشار إلى ارتفاع عدد المستثمرين السعوديين في مختلف المدن التركية، وأن للمقاولات السعودية في تركيا حجم كبير.
ونوه إلى ازدياد عدد السياح السعوديين المتوجهين إلى تركيا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وقال: "نرى أن تركيا وجهة سياحية هامة للسعوديين إضافة إلى ارتفاع عدد الاستثمارات السعودية في مختلفة المدن التركية".
إلا أنه قال "لكن رغم ذلك حجم التبادل التجاري لا يعكس العلاقة الحميمية بين البلدين"، داعيًا إلى رفع حجم التبادل وتوطيد العلاقة أكثر فأكثر.
وأضاف متابعًا "تركيا تدعم رؤية السعودية 2030 وجاهزة لتقديم كافة أنواع الدعم في مختلف المجالات السياحية والعقارية والبتروكيميائية وغيرها من المجالات".
وفي نهاية كلمته أكد السفير التركي أن الإعلاميين يحملون على عاتقهم دورًا هامًا في تطوير وتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، داعيًا إياهم إلى زيادة اللقاءات والحوارات وتنظيم العديد من الملتقيات من أجل ذلك.
وعقب الكلمات الافتتاحية أقيمت الجلسة الأولى للملتقى بعنوان "دور الإعلام في تطوير العلاقات التركية السعودية" بمشاركة محمد أكارجا والسفير السعودي وممثل صحيفة ستار التركية بأنقرة مصطفى كارت أوغلو.
وخلال الجلسة دعا أكارجا إعلاميي البلدين إلى توخي الحذر خلال كتاباتهم والابتعاد عن الشائعات، موضحًا أن وسائل الإعلام الغربية تسعى إلى شق الصف بين البلدين الشقيقين.
وأضاف "عندما نذهب إلى السعودية قلوبنا ترهف لها، ننظر إلى هذا البلد الفضيل نظرة مختلفة".
من جانبه قال السفير السعودي: "نعيش في منطقة ملتهبة.. الشرق الأوسط يمر بكثير من التعقيدات والمشاكل، إلّا أن الكثير من الشعوب لديها الوعي والتقدير لما يدور حولها".
وطالب الخريجي إعلاميي الطرفين بتجنب النشر الذي يسعى إلى إحداث شرخ في العلاقات بين البلدين مشيرًا إلى وجود ما وصفها بـ"أقلام مأجورة في بعض وسائل الإعلام التركية" وقال : نريد اعلام يعكس الحقائق بالوضوح ونقل المعلومة .
وتطرق الخريجي إلى القضية الفلسطينية بالقول: "القضية الفلسطينية في العقد السابع، 70 عامًا من الاحتلال، أتصور أن الشعوب العربية والحكومات كل حسب إمكانياته بذلوا جهودًا كثيرة".
وأكد أن السعودية في مقدمة الدول التي قدمت المساندة للفلسطينيين منذ بدء "الاحتلال الاسرائيلي"، وقال: "ساندنا القضية الفلسطينية في جميع المحافل وطرحنا مبادرات وحلولا من أجل عودة الاستقرار إلى المنطقة".