أمي إنكِ لن تقرأي ما سأكتبهُ لأجلك ، و لن تعلمي بقدركِ و حجم روعتك بداخلي
سأحاول أن أقفَ أمام عظمتك في يومٍ ما و أقرأ هذه الرسالة إلى مسامع أحن أم على وجه الأرض ...
أوجّه خطابي إليك لأنك بجانبي دائماً و لأن من نِعَم الله عليّ بقائك الذي لا يُمل .
أحبُّ النظر إلى وجهك الذي يشقُّ طريقين ، طريقاً وعراً من الصبر و طريقاً منعّماً إلى الجنّة .
أمّي ! يا حلوة اللبن ، كيف لا أبرُّ بك ؟ كيف لي ألا أشتاق لوجهك ؟ كيف لي ألا أبكي في غيابك ؟
يا شُعاع قلبي ، يا ماء عيني و ياجنّتي ، أنا أنسى نضْجي و رشْدي بين أحضانك ، و أعود طفلة لا ترضى الفرار منك .
دائماً أدعوا الله أن يبقيك في الوجود ، لأرضى بأجمل الأقدار المكتوبة و لأرضى بأصعب الاوقات في غيابك .
إني لا أكبر عن حبك يا أمّي ، بل ينمو حبّك بداخلي في كل لحظة .
عيناكِ طمئنينتي و إنشراح صدري ، و وجنتاك حدائق ياسمين و حضنكِ دفء الكون برمّته ، و تحت أقدامك مصيرٌ أتمناه .
و ربُّ عيناك الجميلة أني سأبذل كل ما بوسعي كي أخفظ عنكِ جناح الذل و أردُ رعايتك في صغري أضعافها ؛ فقط أبقي بقربي للأبد .
أتمنى أن أحرصك من كل الشرور و ألا يمسّسكِ مكروهاً إلا و قد مسّني قبلك .
يارب العالمين إحفظ إمي فإنها تسوى الدنيا و ما فيها ، يارب لا تُريني فقدانها ، و إجعل أجلي أقرب إليك من أمي .